تطبيق حقيبة المؤمن.. أمنية شاب حولته العتبة العباسية الى واقع

20-04-2025
خاص صدى الروضتين
في عالم التكنولوجيا الحديثة، أصبحت التطبيقات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يبرز تطبيق "حقيبة المؤمن" واحدا من أكثر التطبيقات استخدامًا بين المسلمين حول العالم، هذا التطبيق الذي أصبح رفيقًا للمؤمنين في عباداتهم وأذكارهم، لم يكن مجرد فكرة عابرة، بل نتاج رؤية عميقة وعمل دؤوب، التقينا بمسؤول هذا التطبيق السيد علي الجياشي لنعرف كيف وُلدت الفكرة، وكيف تحوّلت إلى مشروع يخدم المسلمين في كل مكان، وما هو دور العتبة العباسية المقدسة في دعمه ونشره.
كيف خطرت لك فكرة تطبيق "حقيبة المؤمن"؟ وهل كنت تتوقع أن يحقق هذا الانتشار الواسع؟
كان لدي منذ صغري شغف كبير بعلوم الحاسوب والبرمجة، وكنت دائماً أحلم بتطوير تقنيات تخدم المجتمع الإسلامي. في سن المراهقة، أصبحت لدي رغبة واضحة في إنشاء تطبيق إسلامي يُسهّل على المسلمين ممارسة عباداتهم والتواصل في مجتمعهم بطريقة تكنولوجية متطورة.
عندما كنت في سن الـ 16، قررت تحويل هذه الرؤية إلى واقع من خلال تطوير تطبيق متكامل يعمل على الأجهزة الذكية، وأطلقت عليه اسم "حقيبة المؤمن" ليضم جميع الخدمات التي يحتاجها المؤمن في أداء عباداته اليومية.
لم أكن أتوقع أن يحقق التطبيق هذا الانتشار الواسع الذي وصل إليه اليوم. كانت طموحاتي تتركز على تقديم خدمة مفيدة للمسلمين في العراق، لكن بفضل الله ودعم العتبة العباسية المقدسة، وصل التطبيق إلى أكثر من 159 دولة حول العالم وحقق أكثر من 100 مليون تحميل، وهو إنجاز يفوق كل توقعاتي الأولية.
عند تحويل الفكرة إلى واقع، ما هي التحديات التي واجهتك في البداية؟ وكيف تغلبت عليها؟
واجهتنا تحديات تقنية ولوجستية عديدة عند بدء تطوير التطبيق، وكان العمل يتطلب ساعات طويلة كل يوم، وكان عليّ التغلب على صعوبات تقنية كثيرة خاصة وأنا كنت في سن صغيرة.
كنت أعمل بجد واجتهاد لإنجاز المشروع، واستغرق تطوير النموذج الأولي للتطبيق أكثر من خمسة أشهر من العمل المتواصل (...) كانت هناك تحديات في تصميم واجهة مستخدم بسيطة وجذابة تناسب المستخدمين جميعًا، إضافة إلى تحديات في برمجة الميزات المتعددة مثل مواقيت الصلاة والقرآن الكريم واتجاه القبلة وغيرها.
تغلبت على هذه التحديات بالصبر والمثابرة والشغف الكبير الذي كان يدفعني للعمل، كما كان لدعم العتبة العباسية المقدسة دور كبير في تذليل الصعاب، حيث وفرت لي كل الاحتياجات اللازمة لضمان نجاح التطبيق بعد أن نال النموذج الأولي إعجاب الإدارة الموقرة واستحسانها.
كيف كان دور العتبة العباسية المقدسة في تبني التطبيق وتقديمه للمسلمين؟ وما مدى تأثير هذا الدعم على نجاح المشروع؟
كان للعتبة العباسية دور محوري في نجاح تطبيق حقيبة المؤمن، بدأت العلاقة عندما لفتت موهبتي وشغفي بالبرمجة انتباه القائمين على العتبة المقدسة وأنا في سن الـ 14، فقرروا تبني موهبتي وضمي للعمل معهم كمبرمج ومصمم للتطبيقات.
وعندما عرضت عليهم النموذج الأولي لتطبيق حقيبة المؤمن، نال إعجابهم بشدة واستحسنوا فكرة توظيف التكنولوجيا وتطبيقات الهاتف الجوال في خدمة المسلمين، تبنت إدارة العتبة العباسية المقدسة المشروع بشكل كامل ووفرت كل الاحتياجات اللازمة لضمان نجاحه.
ومع تزايد شعبية التطبيق وانتشاره بين المستخدمين، أسست الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة مركز خاص باسم "مركز حقيبة المؤمن" مختص بتطوير وتسويق التطبيق، كما قامت ببناء فريق عمل متخصص وملتزم لتطوير التطبيق بشكل مستمر وإضافة ميزات جديدة، واتخذت قرارات استراتيجية ذكية جعلت التطبيق ينافس التطبيقات الإسلامية العالمية.
هذا الدعم غير المحدود من العتبة العباسية المقدسة، إلى جانب إبداعات العقل العراقي والجهود المستمرة، كان له أثر كبير في نجاح التطبيق وانتقاله من المنافسة المحلية والعربية إلى المنافسة العالمية.
ما هي الميزات التقنية التي تميز "حقيبة المؤمن" عن غيره من التطبيقات الدينية؟ وكيف تضمنون تحديث المحتوى ليتماشى مع احتياجات المستخدمين؟
يتميز تطبيق حقيبة المؤمن بالعديد من الميزات التقنية التي تجعله فريداً مقارنة بالتطبيقات الدينية الأخرى:
أولاً: يضم التطبيق 34 خدمة متنوعة تلبي احتياجات المسلم في عباداته اليومية، مثل: القرآن الكريم المتكامل مع إمكانية القراءة والاستماع إلى التلاوة والبحث وعرض التفسير، مع أكثر من 14 تلاوة صوتية لقراء من دول مختلفة، إضافة إلى عداد الركعات الذي يعمل باستخدام مستشعر المسافة في الهاتف ليتتبع عدد الركعات والسجدات، خدمة البوصلة التي تحدد اتجاه القبلة والأماكن المقدسة بدقة عالية، مع استخدام تقنية الواقع المعزز AR، أوقات الصلاة ومنبه الأذان مع إمكانية تخصيص صوت المؤذن لكل صلاة، ومكتبة كبيرة من الأدعية والزيارات والمناسبات الدينية، والتقويم الهجري وتحويل التواريخ، المسبحة الإلكترونية بأنواعها، وخدمة الاستخارة القرآنية، ومكتبة متنوعة من الخلفيات والنغمات الإسلامية.
ثانياً: نضمن تحديث المحتوى ليتماشى مع احتياجات المستخدمين عبر إصدار تحديثات مستمرة (بمعدل ثلاث تحديثات شهرياً)، حيث تم إصدار 315 تحديث منذ إطلاق التطبيق، وتطوير واجهة المستخدم باستمرار لتكون سهلة الاستخدام وجذابة، وإضافة ميزات وخصائص جديدة بناءً على ملاحظات المستخدمين واحتياجاتهم، والعمل على تحسين أداء التطبيق وجعله أكثر استجابة وسرعة.
هذا النهج المستمر في التطوير والتحديث ساهم في جعل التطبيق من أفضل التطبيقات الإسلامية على مستوى العالم.
كيف تتعاملون مع آراء واقتراحات المستخدمين؟ وهل هناك خطة لإضافة مزايا جديدة بناءً على احتياجاتهم؟
نولي اهتماماً كبيراً لآراء واقتراحات المستخدمين، ونعتبرها مصدراً أساسياً للتطوير المستمر للتطبيق، إذ نجمع هذه الآراء والاقتراحات من خلال متاجر التطبيقات ووسائل التواصل المختلفة، ونحللها بعناية لفهم احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم.
يدرس فريقنا المتخصص هذه الاقتراحات وتقييم إمكانية تنفيذها، وتحديد أولويات التطوير بناءً على مدى أهميتها وفائدتها للمستخدمين، كما نهتم بالملاحظات السلبية ونعمل على معالجة أي مشكلات أو أخطاء يبلغ عنها المستخدمون.
بالنسبة للخطط المستقبلية، لدينا خطة مستمرة لإضافة مزايا جديدة بناءً على احتياجات المستخدمين، ونسعى دائماً لتطوير التطبيق وإثرائه بميزات تلبي المتطلبات المتغيرة للمستخدمين، مع الحفاظ على بساطة واجهة المستخدم وسهولة استخدام التطبيق.
يعكس معدل تحديثاتنا (ثلاث تحديثات شهرياً) التزامنا بالتطوير المستمر والاستجابة لاحتياجات المستخدمين، وسنستمر في هذا النهج للحفاظ على مكانة التطبيق كأحد أفضل التطبيقات الإسلامية عالمياً.
يُستخدم التطبيق اليوم من قبل ملايين المسلمين في مختلف الدول، كيف نجحتم في تحقيق هذا الانتشار؟ وهل هناك خطط لإطلاقه بلغات أو ميزات إضافية؟
نجحنا في تحقيق هذا الانتشار الواسع من خلال عدة عوامل رئيسية:
أولاً: جودة التطبيق ومحتواه الغني الذي يلبي احتياجات المسلمين في مختلف جوانب عباداتهم، مما جعله أداة أساسية في حياة المستخدمين اليومية.
ثانياً: التحديثات المستمرة التي تضمن تطوير التطبيق وإضافة ميزات جديدة باستمرار، حيث أصدرنا أكثر من 315 تحديث منذ إطلاق التطبيق.
ثالثاً: توفر التطبيق على عدة متاجر رسمية (آب ستور، جوجل بلاي، آب جاليري)، مما يسهل وصول المستخدمين إليه.
رابعاً: الدعم المستمر من العتبة العباسية المقدسة وتأسيس مركز متخصص لتطوير وتسويق التطبيق.
وبالنسبة للخطط المستقبلية، نخطط لإطلاق التطبيق بلغات إضافية لتوسيع قاعدة المستخدمين. حالياً، التطبيق يدعم اللغة العربية مع توفر ترجمة للقرآن الكريم باللغة الإنجليزية، ونسعى لإضافة لغات أخرى لتلبية احتياجات المسلمين في مختلف أنحاء العالم، كما نخطط لإضافة ميزات جديدة تواكب التطور التكنولوجي وتلبي احتياجات المستخدمين المتنامية، مع التركيز على توفير تجربة مستخدم سلسة وسهلة الاستخدام.
هل هناك مشاريع رقمية أخرى تعملون عليها لخدمة المجتمع الإسلامي؟
نتطلع إلى مستقبل مشرق لتطبيق "حقيبة المؤمن" يتضمن توسيع نطاق انتشار التطبيق عالمياً ليصل إلى عدد أكبر من المسلمين في دول العالم المختلفة، وإضافة المزيد من اللغات لتسهيل استخدام التطبيق من قبل المسلمين غير الناطقين بالعربية، إضافة إلى تطوير ميزات جديدة تستفيد من أحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة المستخدم، وتحسين الأداء والواجهة باستمرار لمواكبة التطورات التكنولوجية، والتوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف خدمات التطبيق.
نحن نؤمن بأن التكنولوجيا يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الممارسات الدينية وتسهيل الوصول إلى المعرفة الدينية، ولذلك نسعى دائماً لتطوير تطبيق "حقيبة المؤمن" ليكون رائداً في هذا المجال.
وفيما يتعلق بمشاريع رقمية أخرى، نعمل دائماً على دراسة احتياجات المجتمع الإسلامي وتطوير حلول تكنولوجية تلبي هذه الاحتياجات (...) هدفنا هو الاستمرار في تسخير التكنولوجيا لخدمة المسلمين في جوانب حياتهم المختلفة، وتقديم مشاريع رقمية مبتكرة تسهم في نشر المعرفة الدينية وتعزيز الممارسات الإسلامية في العصر الرقمي.
تطبيق "حقيبة المؤمن" التابع لمركز التطبيقات والبرمجيّات الإسلاميّة في قسم الشؤون الفكرية والثقافية ليس مجرد أداة رقمية، بل هو نموذج لدمج التكنولوجيا في خدمة الدين والمجتمع، من خلال هذا الحوار، تعرّفنا على رحلة نجاحه، والتحديات التي تخطّاها، والرؤية المستقبلية التي يحملها مسؤول تطبيق حقيبة المؤمن.