هل تُعد مدينة الفردوس رمزًا للتنمية البيئية والترفيهية في كربلاء؟

17-04-2025
منتظر العامري
في ظلّ احتياج سكان محافظة كربلاء المقدسة الى مدن ترفيهية تتميز ببيئة خضراء واسعة ومرافق متنوعة لتكون نقطة جذب للعوائل الباحثة عن مكان يجمع بين الترفيه والراحة، وتثبت مكانتها كوجهة مفضلة للاستمتاع بالعطل والمناسبات.
وفي هذا السياق، وبأيام عيد الفطر المبارك شهدت مدينة الفردوس للترفيه العائلي التابعة للعتبة العباسية المقدسة إقبالاً واسعاً من العوائل العراقية.
وتقع المدينة غربي محافظة كربلاء وتمتد على مساحة 80 دونماً، حيث استثمرت 40 دونماً منها في المرحلة الأولى، واستغرق العمل فيها مدة زمنية تصل الى عامين.
يضم المشروع حديقة زهور ممتدة على مساحة سبعة دوانم وحديقة طيور بمساحة أربعة دوانم، تحتوي على أنواع نادرة من الطيور، كما تشمل المرافق الأخرى أماكن مخصصة لألعاب الأطفال، وملاعب لكرة القدم، ومربطاً للخيول، ونهراً اصطناعياً يمتد بطول ثلاثة كيلومترات إضافة إلى ذلك يوجد مسجد ومطعم وبحيرة اصطناعية كبيرة مخصصة لصيد السمك، وشلالات ضخمة يصل ارتفاع إحداها إلى 18 متراً، ما يضفي على المكان جمالية استثنائية.
المدينة تتيح أيضاً 65 جلسة عامة وخاصة؛ لتلبية احتياجات الزوار في أجواء توفر الخصوصية والاسترخاء.
من جانبه، أشار مدير مدينة الفردوس المهندس ذنون عبد الحسين، إلى أنّ المشروع: "يشهد إقبالاً متزايداً من العوائل العراقية طوال أيام الأسبوع"، مشدداً على: "أهمية تقديم خدمات متكاملة تُلبي احتياجات الزوار".
وأوضح عبد الحسين أنّ المدينة: "توفر وسائل نقل مريحة، تشمل سيارات مخصصة لكبار السن وعربات خيل، مما يسهم في تسهيل تنقل الزوار وتعزيز تجربتهم الترفيهية"، مبينا أنّ: "التنوع الكبير في مرافق المدينة يجعلها مناسبة لجميع أفراد الأسرة من مختلف الأعمار".
وفي السياق ذاته، شهد المشروع إشادة واسعة من المسؤولين، حيث أكد محافظ النجف الأشرف السيد يوسف كناوي خلال زيارته للمدينة أنّ المشروع: "يسهم في تحسين الواقع البيئي والمناخي في محافظة كربلاء، إلى جانب كونه متنفساً مهماً للعوائل العراقية"، مضيفا أنّ: "مثل هذه المشاريع تُعد جزءاً من التنمية البيئية والترفيهية"، داعياً العتبة العباسية المقدسة إلى: "التعاون لتنفيذ مشاريع مشابهة في النجف الأشرف لتلبية احتياجات السكان والزوار على حد سواء".
من جانبها، أكدت وزارة البيئة على أهمية المناطق الخضراء ودورها الحيوي في تحسين جودة الحياة داخل المدن؛ إذ أوضحت الوزارة أنّ: "التشجير الحضري يُعدّ أداة أساسية لتطوير البنية التحتية الخضراء؛ حيث يسهم في تقليل درجات الحرارة، وتثبيت التربة، وتنقية الهواء من الملوثات".
والتشجير الحضري هو مشاريع المناظر الطبيعية العامة والغابات الحضرية التي تخلق علاقات مفيدة للطرفين بين سكان المدينة وبيئاتهم.
كما أشارت الوزارة إلى أن المناطق الخضراء تقدم بيئة صحية للسكان وتسهم في تعزيز التنوع البيولوجي.
وفي سياق متصل، أكد وزير البيئة المهندس نزار ئاميدي، أهمية البيئة والمناطق الخضراء، مشيراً إلى دورها المهم في تحسين جودة الحياة وتقليل التلوث.
وبحسب أصحاب الشأن فأنّ مدينة الفردوس لا تقتصر فقط على كونها وجهة ترفيهية، بل تلعب دوراً في تحسين البيئة المحلية، إضافة إلى كونها مساحة مثالية للعائلات لقضاء أوقات ممتعة، فأنها تقدم بيئة تجمع بين الجمال الطبيعي والخدمات المميزة، وأصبحت المدينة أنموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشاريع متكاملة تلبي احتياجات الترفيه والاستجمام في العراق.
آراء الزائرين
أثنى العديد من الزوار على التجربة الفريدة التي تقدمها المدينة، وبدوره تحدث زائر من محافظة بغداد السيد أسعد الزيادي؛ حيث وصف زيارته بأنها: "تجربة رائعة لما توفره المدينة من أجواء مثالية ومساحات خضراء واسعة".
وأضاف: "تنوع الخدمات المقدمة، مثل أماكن الاستراحة المريحة وألعاب الأطفال، يعزز من راحة الزوار ويوفر بيئة ممتعة ومناسبة للعائلات."
من جانبه، أشار الزائر من محافظة بابل أحمد هاشم الى أنّ: "هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها مدينة ترفيهية تحمل مواصفات من الطراز العالمي"، مبينا: "تخطيط المدينة وعمرانها يعطيان درساً لكل مستثمر ينوي افتتاح مدينة ترفيهية".
وأضاف: "درجة الأمان في المدينة عالية وهذا جعلني أفكر في زيارتها في كل إجازة".
وبحسب تصريحات المسؤولين والزوار، تُجسّد مدينة الفردوس للترفيه العائلي مزيجاً متناغماً بين الطبيعة والخدمات الترفيهية، مما يجعلها وجهة مثالية لاستقبال العوائل وقضاء وقت ممتع، مع مساهمة إيجابية في تحسين البيئة المحلية.