سجّاد العتبة العباسية المقدسة تحفةٌ تُبهر الأبصار

17-04-2025
خاص صدى الروضتين
ما إن تطأ قدماك أرض أروقة مرقد المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام)، حتى يأخذك البصر إلى عالم من الجمال المعماري الباذخ، إذ تتناغم عناصر البناء والزينة لتُشكّل لوحة فنية غاية في الروعة والبهاء.
يتميّز سجّاد العتبة العباسية المقدسة بنقوشه النباتية المستلهمة من الطراز الإسلامي العام، وقد صُنع خصيصاً لها على يد أمهر النسّاجين وفق مواصفات فنية دقيقة، وبخامات عالية الجودة.
وأوضح معاون رئيس قسم رعاية الصحن الشريف الشيخ زين العابدين عدنان القريشي: أن "ملاكات قسم رعاية الصحن الشريف تتولّى مهاماً متعددة، من بينها فرش الصحن الشريف بالسجّاد وصيانته وتنظيفه وتخزينه، بما يليق بمقام المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام)".
وأضاف: "نولي عناية كبيرة في اختيار السجّاد من حيث الجودة والخيوط المستخدمة والنقوش والألوان، ويتم إرسال فريق مختص من ملاكات العتبة العباسية المقدسة إلى الدول الرائدة في صناعة السجاد لتصميم وشراء السجّاد وفق شروط خاصة، حتى السجّاد المهدى من المتبرعين يخضع لنفس المعايير"، لافتاً الى أن "طقم السجّاد المستخدم يتكوّن من لونين أساسيين: الأحمر للشتاء، والنيلي أو التركوازي للصيف، وتزينه نقوش نباتية إسلامية بـ 16 لوناً داخل كل قطعة. وتُبدَّل هذه القطع ليلاً لتجنّب زخم الزائرين."
وبين القريشي أن: "عملية الغسل والتعقيم والتبخير تُجرى بشكل يومي للحفاظ على نظافة السجّاد".
وأشار إلى أن: "المساحة الإجمالية المفروشة داخل أروقة والصحن والحرم العباسي الشريف تصل إلى نحو (22 ألف متر مربع)، وتتراوح قياسات السجّاد بين (3×4) و(3×8) أمتار، مع كثافة عقد تبلغ 700 عقدة في المتر الواحد وارتفاع 1 سم".
غسل السجاد… جهد متواصل
من جانبه، قال مسؤول شعبة غسيل المفروشات والأغطية السيد ميثم صخيل: إن "ملاكات شعبة غسيل المفروشات والأغطية تقدّم خدمات لغسل جميع أنواع السجّاد والبطانيات لأقسام والمواقع في العتبة العباسية المقدسة، وبعض المزارات والحسينيات والمواكب العزائية، خصوصاً في الزيارات المليونية، وكل ذلك مجاناً بعد تقديم طلب رسمي لإدارة الأمانة العامة للعتبة المقدسة".
وتابع أن:" معمل غسيل الشعبة مجهّز بمكائن متينة ومتخصصة، تقدم يومياً خدمة لغسل بين 50 إلى 80 سجادة، و600 إلى 750 بطانية، وتُستخدم فيها مساحيق ومعطرات خاصة، ثم تُجفّف وتُعرض لأشعة الشمس".
وأشار إلى أن:" مدة غسل سجادة الواحدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة حسب الحجم والنوع".
أنظمة خزن متطورة
من جهته أكد مسؤول شعبة مخزن السجّاد السيد فراس عبد الزهرة أن: "شعبة مخزن السجاد التابعة لقسم المخازن في العتبة العباسية المقدسة، أذ تعتمد على أنظمة خزن عالمية حديثة لحماية السجّاد من التلف، وتقسّمه حسب النوع (يدوي – صناعي)، والنقوش والمنشأ".
وواصل: "ملاكات شعبة المخزن تخزّن السجاد وفق معايير دقيقة تشمل التعفير البيئي اليومي والدوري، وتستخدم أنظمة إنذار، وتهوية، وتحكّم بالحرارة والرطوبة، بالإضافة إلى رفوف خاصة حسب وزن وسمك كل قطعة".
وذكر أن:" هنالك تعاون بين قسم المخازن والاقسام الأخرى في العتبة العباسية المقدسة منها قسم الشؤون الخدمية ورعاية الصحن والحرم الشريفين لاستلام وتسليم السجاد والمفروشات".
وتابع أن:" جميع مواد السجاد والمفروشات التي تستلمها ملاكات شعبة المخزن تخض لعملية فحص دقيقة وتوثق اذ عبر السجلات الورقية والكترونية تضمن مواصفات وتواريخ وصور المواد".