مؤكدًا على تعريف المجتمعات بمبادئ أهل البيت (عليهم السلام).. السيد الصافي يوصي بالحفاظ على التراث الكربلائي
17-04-2025
خالد الثرواني
خال الثرواني
أكد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة العلامة السيد أحمد الصافي، على ضرورة تعريف المجتمعات بمبادئ أهل البيت (عليهم السلام) وأهميتها في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والثقافية، لافتا الى أهمية الحفاظ على التراث الكربلائي والأطوار المعتادة في قراءة القران الكريم والآذان.
جاء ذلك خلال استقباله الأمين العام لمجمع أهل البيت (عليهم السلام) العالمي في إيران الشيخ رضا رمضاني والوفد المرافق له واستماعه إلى شرح مفصل حول عمل المجمع ومشاريعه الفكرية والثقافية لنشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) بلغات متعددة بلغت 27 لغة، ومشروع تأليف 14 مجلدا عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ومجلدات أخرى عن أصول العقيدة نقلاً من كلام أهل البيت عليهم السلام، ووكالته الإخبارية المختصة في نقل اخبار العتبات المقدسة والحوزات العلمية والقضايا الثقافية والدينية، حيث اقترحوا التعاون لتغطية أنشطة العتبة العباسية المقدسة المختلفة بنشر أخبارها ونتاجها العلمي والثقافي، كما استقبل سماحته مؤذن العتبتين المقدستين السيد محمد رضا الصراف، وقارئ العتبتين المقدستين السيد ليث العبيدي، وقارئ التوجهات الدينية في العتبة الحسينية المقدسة السيد محمد صادق محمد، وتكريمهم تثمينا لجهودهم خلال شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ.
وأكد سماحته في حديثه لوفد مجمع أهل البيت (عليهم السلام) العالمي أن نشاطات المجمع ملحوظة وواسعة ولها حضور عالمي ولسماحة الشيخ رضا رمضاني جهود واضحة في توسعة النشاطات منذ تسنّمه إدارة المجمع، مشيرا إلى أن المشروع الكبير لتأليف 14 مجلدا عن الأئمة (عليهم السلام)، وثلاثة مجلدات حول الأصول العلمية في عقيدة أهل البيت (عليهم السلام)، من أهم أعمال المجمع لحفظ الفكر الشيعي الزاخر بالنشاطات العلمية المختلفة.
ولفت سماحته إلى أن هناك مشاريع تعتبر من ناحية الأهمية ذات أولوية، لأنها حفظت فكر الطائفة وجوداً واستمرارا مثل مشروع الكافي الذي نقل الكثير من أصول المعارف الشيعية عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) عبر العصور، ولولاه وباقي الكتب الثلاثة لما وصلت إلينا كثير من معارفهم عليهم السلام.
وبين السيد الصافي أن الأئمة (عليهم السلام) ركزوا على بعض الأمور التي تعتبر مشاريع مهمة في الجانب الفكري للمؤمنين، ومنها التأكيد على كتابة نصوص الزيارات الخاصة للأئمة (عليهم السلام) مثل زيارات وارث وعاشوراء والجامعة الكبيرة، مؤكدا أن هذه النصوص حفظت مراسم الزيارات وثمرات وجودها لتبقى مستمرة بين أتباعهم (عليهم السلام) وتساهم في تكميلهم روحياً وتربوياً ودينياً.
ودعا إلى تشكيل لجنة من العلماء والمختصين للعمل على مشروع نقل كلام الأئمة عليهم السلام إلى كل الناس، فقد ورد عن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قوله: إن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا، وهنا تقع المسؤولية على هذه اللجنة لتقوم بتمييز وتقرير مبادئ أهل البيت عليهم السلام مستلة من نصوص كلامهم، مضيفا أن هذه المهمة ليست بالسهلة وتحتاج إلى علماء قادرين على تحقيقها، وهم بحمد الله موجودون.
وأشار إلى أهمية تبني تلك المبادئ من أحاديث النبي وأهل البيت (صلوات الله عليهم) ونقلها للناس بما يتناسب مع ثقافات شعوب العالم المختلفة كلٌ بحسبه كون المجمع العالمي يخاطب كل الشعوب، ورسالتهم عليهم السلام كانت عالمية ولم تقتصر على أمة معينة، ولضرورة تطبيق تلك المبادئ في حلول مشاكل الشعوب، فهذا يستدعي ضرورة نشر مبادئ أهل البيت (عليهم السلام) وترويجها على رأس أولويات المشاريع الفكرية، ليتعرف الناس على قيمة هذه المبادئ في تحسين حياتهم وإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والثقافية، وليعرفوا قيمة أهل البيت عليهم السلام وبالتالي يحصل الاتباع في الدنيا.
وحذر السيد الصافي من قياس البعض لمبادئ أهل البيت عليهم السلام على المتبنيات المرتكزة في ذواتهم!، بينما العكس هو الصحيح، لأن تلك المبادئ هي منهاج حياة صادر من الحق تعالى عن طريق النبي صلى الله عليه وآله، وهي المعيار الذي تقاس به الافكار لا العكس.
من جهة أخرى أوصى العلامة السيد أحمد الصافي، خلال لقاءه قراء ومؤذني العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بالحفاظ على التراث الكربلائي والأطوار المعتادة في قراءة القران الكريم والآذان
وأشار سماحته إلى أن لمدينة كربلاء المقدسة هوية خاص في الأذان والقرآن الكريم، ويجب المحافظة على تراث المدينة في هذين المجالين، مؤكدا ضرورة عدم خروج القراء عن الأطوار المعتادة في المجتمع.
وأكد أهمية أن يتميز من يرتقي منارتي العتبتين المقدستين الحسينية العباسية بمستوى هذه المكانة الكبيرة والمكان الطاهر، من الناحيتين الفنية والمعنوية.
فيما أعرب قراء القرآن الكريم عن سعادتهم بلقاء سماحة السيد الصافي والاستماع إلى توجيهاته وتوصياته وثنائه على الجهود المبذولة خلال شهر رمضان المبارك مشيدين بدعمه المستمر لقراء القران الكريم في عموم محافظات البلاد، لنشر ثقافة كتاب الله الكريم.