العتبة العباسية تَجمع نحو 5000 طالب من جامعات عراقية مختلفة
16-04-2025
منتظر العامري
منتظر العامري
بمشاركة نحو خمسة آلاف طالب من الجامعات العراقية المختلفة، نظمت العتبة العباسية المقدسة النسخة الخامسة من حفل التخرج المركزي لطلبة الجامعات العراقية دفعة (على هدي القمر)، الذي نظمته شعبة العلاقات الجامعية والمدرسية التابعة لقسم العلاقات العامة في العتبة المقدسة، تحت شعار (من غيث كربلاء ينبت العطاء)، ضمن مشروع فتية الكفيل الوطني بمشاركة 64 جامعة من مختلف محافظات العراق.
ويأتي الحفل للاحتفاء بإنجازات الطلبة وتعزيز القيم الوطنية والدينية، إلى جانب تكريم ذوي الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن.
تخطيط وتوجيه
في كل فعالية، هناك جهود وتخطيط دقيق وراء الكواليس، وفي هذا الصدد أوضح نائب الأمين العام للعتبة العباسية المهندس عباس موسى أحمد الجهود التي بُذلت لإنجاح هذا الحفل، مسلطاً الضوء على التعاون بين أقسام العتبة المقدسة لضمان تقديم تجربة مميزة للطلبة.
وقال أحمد: "الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية في نسخته الخامسة يهدف إلى تعزيز الروح الوطنية وترسيخ القيم الدينية بين الطلبة الجامعيين"، مضيفا: "نجح الحفل في جمع الطلبة وعوائلهم تحت مظلة التنظيم الدقيق والإبداعي"، مشيراً إلى أنّ: "هذا الحدث يمثل ثمرة جهود كبيرة شاركت فيها جميع أقسام العتبة العباسية المقدسة الخدمية؛ إذ قدمت خدمات متنوعة شملت الضيافة، والطبابة، والعلاقات، والتربية والتعليم والنقل"، لافتاً إلى أنّ: "هذا التعاون هو الأساس في نجاح الحفل وتحقيق أهدافه".
ويتابع نائب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة: "الحفل شهد زيادة كبيرة في عدد المشاركين هذا العام، حيث بلغ خمسة آلاف طالب، وهو ما يُعد مؤشراً واضحاً على نجاح المبادرات التي تقدمها العتبة العباسية لدعم الطلبة والمجتمع الأكاديمي"، مبينا: "رأينا الحماس في عيون الطلبة وأسرهم، مما يعكس أثر الجهود المبذولة ونجاح رسالة الحفل في تحقيق أهدافها."
من جانبه، أكد رئيس هيئة التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة، الأستاذ الدكتور عباس رشيد الددة الموسوي: "ترديد قَسم حفل التخرج المركزي أمام حضرة المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) لطلبة الجامعات يرسخ الهوية الوطنية والانتماء للعراق".
وقال الدده: "العتبة العباسية المقدسة قدمت أنموذجاً لحفلات التخرج يقف بالضد من بعض النماذج الأخرى التي أفرزت إخلالات تربوية، واستفزازات عقائدية، وبعثت برسائل تمس إنسانية الإنسان ووقاره وعلمه وتربيته"، مؤكداً أنّ: "العتبة العباسية تهدف إلى المحافظة على وقار الطالب، ومكانة العلم والعلماء، وقداستهما في النفوس، وفي أذهان المجتمع".
وأضاف أنّ الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية الخامس: "شهد مشاركة طلبة العراق بجميع تبايناتهم وتنوعاتهم ليوحدهم عنوان العراق حيث الهوية والانتماء والولاء، وحيث آية ذلك التوحيد وعنوانه الأسمى المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف)، وأدام به العراق ووحدته".
ويشير رئيس هيأة التربية والتعليم العالي إلى أنّ: "فعاليات الحفل تنوعت، لتعبر كل فقرة فيه عن موضوعٍ، ولتترجم كل فعالية فيه جانباً من جوانب رؤية العتبة العباسية المقدسة ورسالتها وأهدافها".
آراء الطلبة المشاركين في الحفل
مشاعر الطلبة تداخلت مع أصواتهم اثناء حفل التخرج، وفي هذا الإطار يقول الطالب ذو الفقار فليح حسن من الجامعة التكنولوجية: "هذه هي الأجواء التي يستحقها كل طالب مجد وملتزم، وأنا فخور جداً بأن أكون جزءاً من هذا الحدث الذي يعكس الروح الوطنية ويوحد الطلبة من أنحاء العراق المختلفة".
وأضاف أنّ التنظيم والترحيب الذي قدمته العتبة العباسية: "كان بهياً، مما يعكس حرصها على دعمنا كطلبة جامعيين في هذه المرحلة المهمة من حياتنا"، مبينا أنّ: "النجاح الذي نحتفل به اليوم ليس مجرد إنجاز شخصي، بل هو مسؤولية كبيرة تدفعنا للمضي قدماً نحو تطوير أنفسنا وخدمة مجتمعنا"، متابعاً أنّ: "الحفل لم يكن مجرد مناسبة للاحتفال، بل فرصة لتجديد العهد بالقيم والمبادئ التي تربطنا بوصفنا طلبة عراقيين".
من جهته، قال الطالب في جامعة النهرين جعفر نبيل راضي: "الحفل أنموذج يُحتذى به في الجمع بين الاحتفال والمسؤولية"، مضيفا أنّ: "التنظيم منذ مرحلة الدعوة إلى النقل وأداء القسم الى جميع فعالياته كان متقناً، والأجواء مليئة بالقيم التي تعكس هويتنا الثقافية والدينية"، لافتاً: "أشعر بفخر كبير للمشاركة في هذا الحدث الذي يعكس الالتزام بالقيم الوطنية والاجتماعية".
بدوره شدد الطالب في كلية التربية الرياضية بجامعة الأنبار يوسف الحياني على أهمية الروح الوطنية التي جسدها الحفل قائلاً: "الحفل مختلف تماماً عن أي فعالية أخرى، فالأفكار التي تم تقديمها كانت رائعة جداً وتعكس ثقافتنا الوطنية والاجتماعية"، مؤكدا: "جمع الطلبة من أنحاء العراق المختلفة يعزز روح الانتماء والمسؤولية"، مشيراً الى أنّ: "العتبة العباسية المقدسة نبذت بهذه المبادرة الطائفية واسكتت الأصوات المغرضة التي تسعى الى تفريق أبناء العراق".
أولياء أمور الطلبة
إلى جانب الطلبة، كان لأولياء الأمور دور مهم في إثراء أجواء الحفل بمشاعر الفخر والسعادة تجاه ما حققه أبناؤهم، وتعكس تصريحاتهم تقديراً كبيراً للجهود التي بذلتها العتبة العباسية المقدسة في تنظيم هذه المناسبة، التي جمعت بين القيم الوطنية والاجتماعية.
السيد حقي إسماعيل علي أحد أولياء أمور الطلبة من قضاء سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار عبر عن مشاعره قائلاً: "كان الحفل مليئاً بالتميز والتنظيم الرائع، مما جعلني أشعر بفخر كبير تجاه ابني وما حققه، وان هذا الحدث قدم أنموذجاً رائعاً للالتزام بالقيم الثقافية والدينية، بعيداً عن أي مظاهر سلبية".
ووجه علي شكره للعتبة العباسية المقدسة على دعمها المستمر للشباب، وتعزيز روح النجاح والمثابرة بينهم، لافتاً الى أن هذه المبادرات لها دور كبير في دعم المسيرة التعليمية وتحفيز الطلبة.
من جانبه، يشير السيد عبد الرضا جعفر محمد، إلى تأثير الحفل قائلاً: "كانت لحظة مميزة رؤية ولدي يردد القسم أمام مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام) وكانت دموع الفرح حاضرة.
تعزيز اللحمة الوطنية
شهد حفل التخرج المركزي لطلبة الجامعات العراقية حضور رؤساء عدد من الجامعات العراقية وأساتذتها الذين أكدوا أهمية تعزيز اللحمة الوطنية بين طلبة العراق.
الأستاذ الدكتور علي مانع حسين مساعد رئيس جامعة سومر للشؤون العلمية قال: "إنّ الحفل يسهم في تعزيز الروح الوطنية بين الطلبة وتشجيعهم على المثابرة والاجتهاد، ويعد فرصة للطلبة لتبادل الأفكار والتجارب، مما يسهم في تطويرهم على المستوى الشخصي والمهني، وقد نجحت العتبة العباسية المقدسة في تقديم أنموذج رائع للتعاون الوطني."
من جانبه، وصف رئيس وفد جامعة الفلوجة ومديرُ قسم النشاطات الطلابية الأستاذ الدكتور سليم حسن جلاب بأنه: "مبادرة طيبة لجميع الطلبة من محافظات العراق المختلفة تحت مظلة القيم الوطنية"، مشيراً إلى أنّ: "هذه الفعالية تعكس الروح العراقية الأصيلة وتشجع الطلبة على أن يكونوا أبناء بررة لوطنهم".
من جهته، يقول معاون عميد كلية الإدارة والاقتصاد للشؤون الإدارية الأستاذ المساعد الدكتور أحمد عباس عبد الله: "الحفل يجسد مفهوم الوحدة الوطنية من خلال جمع الطلبة وعوائلهم في أجواء مميزة، فهذا الحدث يمثل حلماً للطلبة الجامعيين الذين يسعون للاحتفال بتخرجهم في أجواء منظمة ومليئة بالاحترام".
تكريم يعكس التضحية والوفاء
إلى جانب الطلبة، شهد الحفل تكريم ذوي الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل العراق.
يقول السيد عقيل طالب عبد زيد من ذوي أحد الشهداء: "العتبة العباسية المقدسة تكفلت بنقلنا وتكريمنا في هذا الحفل، ونشكرهم على هذه المبادرات الجميلة التي تعكس فكرة خلود الشهداء".
بدوره قال السيد محمد باقر عادل نجل الشهيد القائد عادل العوادي: "الحفل ممتاز من حيث التنظيم والترتيب، وشهد جهوداً كبيرة من العتبة العباسية المقدسة لتكريم عوائل الشهداء".
الى ذلك عبر السيد أكرم مازن علاوي ولي أمر أحد الطلبة وذوي أحد الشهداء عن شعوره بالفخر الكبير لما حققه ابنه وقدمه أخوه نسبة للجهود التي بذلتها العتبة العباسية المقدسة لدعم الطلبة وعوائل الشهداء.
ويقول علاوي: "العتبة العباسية المقدسة على تواصل دائم مع عوائل الشهداء عن طريق المفوضيات، فلا يمر شهر حتى نجد ان فرقة العباس سألتنا عن احتياجاتنا وتواصلت معنا".
ويعد الحفل مناسبة أخرى تنظمها العتبة العباسية المقدسة لتعزيز القيم الوطنية والاجتماعية، وتشجيع الطلبة على تحمل مسؤولياتهم تجاه وطنهم ومجتمعهم.