أفكار وأفعال في القارة السمراء
29-11-2024
علي طعمة
يقوم مركز الدراسات الإفريقيّة التابع لقسم الشؤون الفكرية في العتبة العباسية المقدسة بمجموعة متنوعة من النشاطات في القارة الافريقية، تهدف إلى تبادل وتعزيز الأفكار والخبرات الفكرية والثقافية عبر تنظيم العديد من الدورات التدريبية والمنتديات والمؤتمرات، بالإضافة الى بناء شراكات مع مؤسسات أكاديمية ومنظمات دولية.
حيث نظم المركز مؤخراً جولة علمية إلى مدينة يولا التاريخية، عاصمة ولاية آدماوا الواقعة على الحدود بين نيجيريا وجمهورية الكاميرون.
وتأتي الجولة في إطار جهود توطيد العلاقات البحثية والتعاون العلمي بين المؤسسات الأكاديمية الإفريقية.
وقام منسق المركز الدكتور إبراهيم المعظم عبد الله بتنظيم ندوة علمية في قاعة المؤتمرات بكلية التربية والتعليم الفيدرالية بالمدينة، تحت عنوان: (المخطوطات الإفريقية ودورها في التعريف بالتراث).
وهدفت الندوة إلى تسليط الضوء على أهمية المخطوطات في الحفاظ على التراث الإفريقي ودورها في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول الإفريقية.
وشهدت الندوة حضوراً واسعاً من طلاب الجامعات والكليات، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من أساتذة الجامعات والناشطين في مجال التربية والتعليم. ومن بين المشاركين، قدم الدكتور محمد ثالث دَامَاغُن من الجامعة الفدرالية للعلوم والتقنية بحثاً بعنوان (التراث الوطني وعلاقته بالتنمية المستدامة).
وتناول البحث كيفية استثمار التراث في دعم خطط التنمية وتحقيق الاستدامة في المجتمعات الإفريقية.
كما شارك الصحفي الأستاذ عبد الله سليمان، مدير مؤسسة "وَنِلْتُ" الخيرية، ببحث حول (التثقيف والتوعية للنهوض بالفئة الشبابية نحو التعليم الجامعي).
وناقش سبل تشجيع الشباب على استكمال تعليمهم العالي ودور المؤسسات الخيرية في هذا المجال.
واختتمت الندوة بكلمة للدكتور إبراهيم المعظم عبد الله، الذي قدّم تعريفاً بمركز الدراسات الإفريقية ودوره في تعزيز التبادل الثقافي بين الدول الإفريقية. ثم قدّم بحثه بعنوان (السبيل إلى اكتشاف المخطوطات الإفريقية للاستفادة منها) الذي تناول فيه أهمية البحث عن المخطوطات التاريخية وضرورة الاستفادة منها في توثيق التراث الثقافي الإفريقي.
وقال الدكتور إبراهيم المعظّم عبد الله: إن "العتبة المقدّسة تحرص على دعم المجتمع الإفريقي من خلال نشاطات المركز الثقافية، التي تسعى لتحصين وتثقيف المجتمع في معظم دول القارة السمراء، وحثّهم على المحافظة على تراثهم وتقديم الخدمات المتنوّعة لهم".
من جهته أوضح مسؤول وحدة التبليغ السيد مسلم الجابري: "نحرص على توطيد العلاقات مع المؤسّسات الأكاديمية في القارة السمراء؛ لبحث التعاون العلمي وتعزيز التبادل الثقافي بين الجانبين".
وأضاف: "أجرى وفد من منسقي المركز جولة علمية الى مدينة يولا التاريخية وهي من المدن الغنية بالتاريخ والثقافة والتأثيرات المتنوعة، وتعد موطنا للمؤسّسات الثقافية والأكاديمية".
وبيّن: "نظم الوفد ندوة تحت عنوان: (المخطوطات الإفريقية ودورها في التعريف بالتراث)؛ لتسليط الضوء على أهميّة المخطوطات في الحفاظ على التراث الإفريقي، كما شهدت طرح بحوث حول التنمية المستدامة، وأُخر حول تشجيع الشباب في اكمال مسيرتهم العلمية".
توزيع أدوات مدرسية في موريتانيا
وفي سياق آخر نظّم المركز في دولة موريتانيا، فعالية لتوزيع أدوات مدرسية على المتسابقين في حفظ حديث الثقلين.
أشرف على هذه الفعالية الشيخ محمد فال بن محمد أرشيد، الذي أثنى على المتسابقين واللجنة المنظمة، وخصّ بالشكر محمد سيد عبد الله رئيس اللجنة.
وفي كلمة ألقاها الشيخ محمد فال خلال الفعالية، تطرق إلى "أهمية حديث الثقلين الذي أوصى به الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)"، مضيفاً أنه "يُعدّ دليلاً واضحاً للمسلم الصادق للطريق القويم، والذي يتمثل بالتمسك بالقرآن الكريم وعترة النبي الأكرم".
وأشار إلى أن "حب آل محمد والتمسك بهم هو العلامة الفارقة بين المؤمنين والمنافقين"، مؤكداً أن "لا يبغض العترة إلا منافق معلوم النفاق أو ناصبي معروف بعدائه".
كما أشاد بجهود المتسابقين واللجنة المنظمة، معبراً عن شكره الخاص لرئيس اللجنة، محمد سيد عبد الله.
وصرّح السيد مسلم الجابري عن وحدة التبليغ في المركز: أن "المركز نظّم فعالية لتوزيع أدوات مدرسية على المتسابقين في حفظ حديث الثقلين في موريتانيا وذلك بهدف تشجيع الشباب على حفظ الأحاديث النبوية الصحيحة التي تبرز أهمية التمسك بالقرآن الكريم وعترة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)".
وأوضح الجابري: أن "الفعالية تأتي ضمن مبادرات المركز لدعم ونشر تعاليم الإسلام السمحاء والحفاظ على التراث الإسلامي الأصيل"، مشيراً إلى أن "المسابقة التي أُطلقت قبل شهرين واستهدفت الناشئة في عشر دول إفريقية كانت تهدف إلى غرس القيم الدينية في نفوس الشباب وبث روح التمسك بنهج أهل البيت عليهم السلام".
وبيّن: أن "المسابقة شهدت مشاركة 85 متسابقاً ومتسابقة من مختلف الفئات العمرية حيث تأهل 35 فائزاً من بينهم 19 من الذكور و16 من الإناث وتم توزيع الهدايا من الحقائب المدرسية والقرطاسية على جميع المشاركين تكريماً لجهودهم في حفظ حديث الثقلين وفهم معانيه السامية".
وأكد: أن "المركز مستمر في تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسهم في تعزيز الثقافة الإسلامية الصحيحة وتشجيع الشباب على التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية".
ندوة في السنغال
شارك ممثل المركز في دولة السنغال الشيخ مصطفى ديبا، بالتعاون مع جمعية أمهات طالبات المدارس القرآنية، في الندوة بعنوان "دور الأمهات في الحفاظ على المدارس الدينية لتربية أبناء المسلمين في السنغال".
الندوة سلطت الضوء على أهمية الجمعية في دعم هوية المدارس القرآنية، والتي تُعد المؤسسات الوحيدة التي تهتم بتربية أبناء المسلمين تربية دينية سليمة، بعيدة عن الانحرافات الثقافية الغربية.
وألقى الشيخ مصطفى ديبا كلمة أوضح فيها: أن "الهدف من تأسيس مركز الدراسات الإفريقية هو دعم ونشر تعاليم الإسلام السمحاء، وأن للنساء المؤمنات دوراً مهماً في هذه الجهود".
وأضاف: أن "المركز يدرك مكانة القرآن الكريم لدى الشعب السنغالي المسلم، ولن يتردد أبداً في تقديم الدعم اللازم للحفاظ على هذا التراث".
وأشار الشيخ مصطفى ديبا في خطابه إلى "أهمية المدارس القرآنية في بناء الأجيال وتحصينها من الأفكار الدخيلة"، مؤكداً أن المركز على استعداد دائم للتعاون مع الجهات المعنية للحفاظ على هذا الإرث الديني والثقافي".
وفي هذا السياق، طلب رئيس الجمعية من ممثل المركز بحث سبل التعاون الجاد لمعالجة التحديات التي تواجه المدارس القرآنية، والاستفادة من خبرات وتجارب الحوزات العلمية في العراق في هذا الشأن.
وقال السيد مسلم الجابري من وحدة التبليغ: إن "هذه المحافل تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الهوية الدينية والثقافية للمجتمع، ونعمل من خلال منسقينا في مختلف دول القارة الإفريقية على إقامة برامج متنوعة تشمل الجانب العقائدي والفكري والثقافي والإنساني، لتلبية احتياجات المجتمعات المحلية، وتعزيز الهوية والثقافة للمجتمع والفرد في الدول الافريقية."
وأكد الجابري: أن "المركز يواصل جهوده في توسيع الأنشطة والبرامج التي تدعم التعليم الديني، ويدعم دور الأمهات في توجيه وتربية الأبناء على القيم الإسلامية الصحيحة".