العتبة العباسية المقدسة تواصل عطاءها في ثلاث دول
29-11-2024
خالد الثرواني
قوافل تتلو أخرى، لم تتوانَ العتبة العباسية المقدسة في إغاثة الشعب اللبناني الذي يتعرض الى عدوان صهيوني غاشم أدى الى تهجير مئات الالاف منهم الى سوريا والعراق، ففي بلاد الرافدين استقبلت العتبة المقدسة أكثر من ألف ضيف، فيما تتواصل جهود جمع المواد الاغاثية وتخزينها تحضيراً لإرسالها الى سوريا ولبنان.
العتبة العباسية المقدسة أرسلت القافلة الاغاثية الرابعة، وفقا لرئيس لجنة الإغاثة التابعة للعتبة المقدسة السيد محمد الأشيقر والذي أوضح قائلاً: إن "القافلة الرابعة تضم مجموعة من المواد المتنوعة والمستلزمات الضرورية من المواد الغذائية واللوجستية والطبية"، مضيفا أنّ "جزءًا كبيرًا من المساعدات يأتي بدعم من العتبة العباسية، إضافةً إلى التبرّعات التي يقدّمها المؤمنون والمواكب الحسينية استجابةً لدعوة المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، وتوجيهات المتولي الشرعي للعتبة العباسية، السيد أحمد الصافي، للقيام بما يسهم في التخفيف عن معاناة الشعب اللبناني وتأمين احتياجاتهم الإنسانية".
وسخّرت العتبة العباسية إمكاناتها لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لإغاثة النازحين والمتضررين هناك؛ بهدف التخفيف من معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يمرّون بها.
من جانبه، أوضح مدير مكتب سماحة المتولي الشرعي للعتبة المقدسة السيد أفضل الشامي أنّ "تجهيز القافلة تم بالتنسيق مع وفد العتبة المقدسة في سوريا، الذي عمل على تحديد الاحتياجات الطبية واللوجستية الأساسية"، مضيفا أنّ "هذه القافلة ستتبعها قافلات أخرى، بحسب خطة وضعتها لجنة الإغاثة التي شكلتها العتبة العباسية بالتنسيق مع الجهات الحكومية في العراق".
وأطلقت العتبة العباسية المقدسة منذ بدء العدوان الصهيوني ثلاث قوافل تحمل آلاف الأطنان من المساعدات، ضمن حملتها الإغاثية، وجهزت مستشفى ميداني وآخر متنقل، فيما أرسلت فريقا من الأطباء المتخصصين، وسيارات محمّلة بالأدوية والمواد الغذائية لتوزيعها على الأسر اللبنانية، إضافةً إلى مطبخ مركزي لإعداد الطعام للعائلات النازحة في مراكز الإيواء.
في السياق ذاته أعلنت لجنة الإيواء في العتبة العبّاسية المقدّسة، عن استقبال أكثر من 1000 مواطنٍ لبنانيّ من ضيوف العراق، بحسب ما بينه عضو اللجنة السيد محمد علي أزهر، والذي قال إن "اللجنة استقبلت أكثر من 1000 مواطنٍ لبنانيّ من ضيوف العراق، وتكفّلت بتهيئة أماكن سكنٍ مناسبة شملت أربعة فنادق ومجمّعاً خدميّاً، إلى جانب تجهيز مجموعةٍ من المنازل"، مضيفا، أن "قسم العلاقات العامّة في العتبة المقدّسة، أشرف على آليّة استقبال وتسكين المواطنين اللبنانيّين، فيما تكفّل قسم المضيف بإعداد ثلاث وجبات طعامٍ يومياً، إلى جانب الوجبات البينية".
ويبين أزهر، أن "أماكن الإيواء مزوّدة بالمستلزمات الضرورية كافة، التي يحتاجها ضيوف العراق، وتندرج هذه الخدمات ضمن جهد العتبة المقدّسة الإغاثيّ للشعب اللبنانيّ"، موضحا أن "الخدمات المقدّمة تضمّنت أيضاً الخدمة العلاجية والطبّية عبر مستشفى الكفيل التخصّصي، والمفارز التي جهّزتها العتبة المقدّسة في أماكن الإيواء، إلى جانب الخدمات المعنوية والمادّية واللوجستية التي يحتاجها المواطنون اللبنانيّون".
فيما تواصل لجنة الإغاثة التابعة للعتبة العباسية المقدسة توزيع المساعدات الإنسانية للنازحين اللبنانيين في سوريا إذ بين مسؤول وفد العتبة المقدسة إلى سوريا السيّد هاشم الشامي: إنّ "العتبة العباسية مستمرة بتقديم المساعدات الإغاثية إلى النازحين اللبنانيين في الأراضي السورية، والتي تشمل تجهيز وجبات الطعام اليومية وتوزيع السلّات الغذائية، إضافةً إلى استقبال المرضى وتوفير العلاج لهم".
ويقول الشامي أنّ "العتبة العباسية المقدسة وسّعت نطاق المساعدات الإغاثية في المحافظات السوريّة لضمان وصولها إلى أكبر عدد من المستفيدين"، مشيرًا إلى أنّ "آلية التوزيع تتم عَبرَ طريقة منظمة تعتمد على متعهّدين يتولّى كلٌّ منهم توزيعها على النازحين المقيمين في مراكز الإيواء، لضمان وصول الدعم الغذائي للجميع بانتظام".
وتحرص العتبة المقدّسة على تقديم الدعم والمساندة للشعب اللبنانيّ، تلبيةً لنداء المرجعية الدينية العُليا وتضامنًا مع الشعب اللبنانيّ الشقيق في أزمته الحالية، للقيام بما يسهم في التخفيف عن معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية.
في إطار الخدمات الطبية والصحية قدّم المستشفى الميدانيّ في سوريا التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة، خدماته الطبية والعلاجية لأكثر من عشرة آلاف مستفيدٍ من النازحين اللبنانيّين.
يقول مسؤول الطبابة في المستشفى السيد صالح الجنابي، إنَّ "عدد المستفيدين من الخدمات الطبية التي يقدّمها المستشفى الميداني في سوريا، بلغ أكثر من عشرة آلاف مستفيدٍ منذ بداية العمل"، مضيفاً أن "إجمالي كمّية الأدوية التي زوّد بها المستشفى بلغت 40 طنًا حتّى الآن، ويُجرى العمل على تهيئة 30 طنًا إضافية، لنقلها من العراق إلى سوريا".
ويوضح الجنابي أن "ممثلية المرجعية الدينية العُليا في سوريا وبالتنسيق مع صيدلية أبي الفضل العباس (عليه السلام)، عملت على تجهيز بعض الأدوية للحالات الطارئة والأمراض المزمنة"، لافتا الى أن "عدد مراجعي المستشفى في تزايدٍ مستمرّ من مختلف الفئات العمرية"، مبينا أن "ملاكات المستشفى تقوم بإجراء عملياتٍ صغرى للمصابين الوافدين إلى المستشفى، أمّا الحالات الحرجة التي تتطلّب عملياتٍ كبرى فتتمّ إحالتها إلى المستشفيات المختصّة".
من جهة أخرى تُواصل مخازن العتبة العباسية المقدسة، استقبال المساعدات العينية لإغاثة الشعب اللبناني في ظلّ ما يعانيه من ظروف صعبة جرّاء العدوان الصهيوني على لبنان، وذلك ضمن الحملة الإغاثية التي أطلقتها العتبة المقدسة لإغاثة الشعب اللبناني، استجابة لدعوة المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، بضرورة الوقوف إلى جانب الأخوة في لبنان والتخفيف من معاناتهم.
وتشارك في حملة جمع التبرعات العديد من المواكب والهيئات الحسينية، إضافةً إلى الأهالي من مختلف المحافظات العراقيّة، إذ وفّرت العتبة العباسية أماكن خاصة لاستقبال المساعدات وهيّأت مخازنها لذات الغرض.
وأُرسلت القافلة الأولى من المساعدات عَبرَ جسر جوي بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وتضمّنت مجموعة من المستلزمات الضرورية، إضافةً إلى الأمور اللوجستية، بينما ضمّت الثانية 400 طنٍّ من المساعدات الإنسانية، بواسطة 40 آليّةً، إضافةً إلى 3 حاملات وقود بسعة 36 ألف لتر، فيما كانت القافلة الثالثة محمّلة بنحو 1200 طنٍّ من المواد الغذائية، والدوائية، والوقود، والمياه، موزّعة على 55 شاحنة.
ويواصل وفد العتبة العبّاسية المقدّسة، تقديم المساعدات الإغاثية للعوائل اللبنانية النازحة إلى سوريا، إذ يقول عضو الوفد الشيخ علي الكربلائي إنَّ "الوفد باشر حسب توجيهات المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية السيد أحمد الصافي، بإيصال المساعدات الإغاثية إلى العوائل اللبنانية المتضرّرة، النازحة إلى سوريا جرّاء العدوان الإسرائيلي"، مضيفا أن "قوافل العتبة المقدّسة وصلت إلى عددٍ كبير من العوائل النازحة، بهدف تقديم المساعدات الإغاثية والتخفيف من معاناتهم وتأمين احتياجاتهم الإنسانية".
وأعلنت العتبة العبّاسية المقدّسة، عن وصول القافلة الخامسة من المساعدات إلى سوريا، بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر العراقي، بحسب السيد هاشم الشامي عضو وفد العتبة المقدسة إلى سوريا الذي قال إنَّ "اللجنة استلمت الدفعة الخامسة من المساعدات الإنسانية للشعب اللبنانيّ، التي تأتي استجابةً لدعوة المرجعية الدينية العُليا في النجف الأشرف، وتوجيهات المتولّي الشرعيّ سماحة السيد أحمد الصافي، للقيام بما يسهم في التخفيف من معاناة الشعب اللبنانيّ وتأمين احتياجاتهم الإنسانية"، مضيفا أن "القافلة تضمّ كمياتٍ كبيرة من المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية التي تحتاجها العوائل اللبنانية النازحة، وسيتمّ توزيعها على مراكز إيواء النازحين لإيصالها لمحتاجيها، في مختلف المناطق السورية".
وتضمّ القافلة الخامسة 19 شاحنةً تحتوي تقريبًا على 8000 سلّة غذائية و16 ألف (بطانية) بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، إضافة إلى اللحوم والمواد الغذائية المتنوّعة.
وأطلقت العتبة العبّاسية حملة موسّعة لتقديم المساعدات إلى الشعب اللبناني، في ظلّ ما يتعرّض له من اعتداءٍ صهيونيّ ينتهك الأعراف الدولية، وتتضمّن إرسال مواد الإغاثة إلى المتضرّرين منهم، وتوفير أماكن سكن لإيواء الوافدين (ضيوف العراق)".