جامعة العميد.. سعي دؤوب للحفاظ على التميّز
29-11-2024
خالد الثرواني
تعد جامعة العميد التابعة للعتبة العباسية المقدسة واحدة من الجامعات التي تتصدر التصنيفات المحلية والعالمية على مستوى التعليم الأهلي، إذ تسعى الجامعة الى تنمية علمّية أكاديميّة مُستدامة توفر لمخرجاتها رصانة علمية تؤهلهم للتميّز في أداء عملهم، فيما تعمل الجامعة على ان تكون نموذج في القيادة والتميّز في التعليم العالي على المستوى الوطني مع حلول عام 2030.
وتضم الجامعة خمس كليات هي الطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض والتربية الأساسية للبنات وتسعى الى بناء شراكات معرفية، بحثية، تدريبية بين المؤسسات المناظرة؛ للارتقاء بواقعها من أجل مخرجات فاعلة ونتاجات بحثية وخدمية مؤثرة، لتحقيق المكانة الأكاديمية بين نظيراتها على وفق الخطط المرحلية.
عمل تؤوب للحصول على الاعتمادية الدولية
كلّية الطبّ في جامعة العميد، توجهت للحصول على الاعتمادية الدولية، وتقديم نموذج تعليميّ متطوّر يواكب أعلى المعايير العالمية وفقا للمعاون الإداري لعميد الكلّية الدكتور ستار جبار راهي، الذي قال إن "الكلية تسعى لتقديم نموذج تعليميّ متطوّر ومواكب لأعلى المعايير العالمية، بما يتوافق مع رؤية الجامعة لتحقيق متطلّبات التنمية المستدامة"، مشيرًا إلى أن "الجامعة أولت اهتمامًا كبيرًا بهذا الجانب من خلال التوجّه نحو الحصول على الاعتمادية الدولية"، مضيفا "نسعى في كلّية الطبّ لتخريج أطباء يتميّزون بمهارات التواصل الفعّال، واتّخاذ القرارات الحكيمة، والالتزام بأسلوب التعلّم مدى الحياة، وتتماشى هذه الرؤية مع الهدف الرئيسي للجامعة في إعداد ملاكات طبّية عالية الكفاءة".
المريض المثالي يُحدث نقلةً نوعية
كلّية الطبّ في جامعة العميد، اعتمدت أسلوب المريض المثالي في تدريب طلبتها، كجزءٍ من استراتيجياتها الحديثة في التدريب، هذا ما أعلنته مسؤولة مختبر المهارات في الكلّية الدكتورة رسل جاسم خلف، بالقول إن "الكلية بدأت بتطبيق أسلوب (المريض المثالي) كجزءٍ من استراتيجياتها الحديثة في تدريب الطلّاب، وتعدّ كلّية الطبّ من أوائل الكلّيات في العراق التي تتبنّى هذا الأسلوب"، مضيفة "يطبق أسلوب المريض المثالي، من خلال الاتّفاق مع أشخاصٍ لتدريبهم على تمثيل حالاتٍ مرضية نادرة، عبر ورش عملٍ مكثّفة بتمويلٍ كامل من الجامعة، لضمان توفير بيئةٍ تدريبية فعّالة لطلبتها".
وتوضح خلف أن "هذا الأسلوب المتقدّم يساعد في إعداد الطلاب بشكلٍ أفضل، للتعامل مع المرضى في الواقع"، مؤكدةً أن "الطلبة يدربون بانتظام على هذه الحالات، خلال فترة الدراسة لضمان تهيئتهم بشكلٍ كامل قبل الامتحانات".
وتكمل مسؤولة المختبر بالقول، إنّه "يعتمد أساليب وأدوات متطوّرة، تشمل استقدام النماذج البشرية، والدمى الطبّية، وأجهزة المحاكاة الحديثة، لتدريب الطلبة على التعامل مع مختلف الحالات الطبّية بطريقةٍ آمنة، قبل الانتقال إلى التعامل مع المرضى في بيئة المستشفى"، مضيفة أنّ "هذا النهج يسهم في تعزيز ثقة الطلبة بقدراتهم وضمان جودة التعليم الطبّي، عَبرَ التدريب العمليّ والتفاعل المباشر مع التقنيات المستخدمة في الممارسات الطبّية".
وتؤكد خلف أنّ "جامعة العميد تعمل على استقطاب ملاكات تدريسية ذات كفاءة وخبرة عالية، ما يُسهم في توفير بيئة تعليمية متكاملة ترتكز على العمل الجماعي وروح الفريق الواحد"، مشيرةً إلى أنّ "مختبر المهارات يحظى بدعمٍ مستمرّ على مدار السنة، يتمثّل في إقامة العديد من ورش العمل والندوات الطبية، إضافةً إلى المشاركة في المؤتمرات الدولية"، لافتة الى أنّ "المختبر يمثّل الحجر الأساس في تعليم طلبة الطبّ، إذ يوفّر بيئة مشابهة لبيئة المستشفى، ما يمكّن الطالب من التدرب بشكلٍ عمليّ قبل التماسّ المباشر مع المرضى الحقيقيّين، بما يضمن تطوير كفاءاته وتجهيزه لمواجهة التحدّيات الطبّية الفعلية".
وجهة متميّزة لتعليم التمريض
تقدّم كلية التمريض في جامعة العميد تعليمٍ أكاديميّ متميّز، وتوفير بيئةٍ تعليمية وتدريبية شاملة تلبّي احتياجات الطلبة بشكلٍ مثاليّ.
أمين مجلس الكلّية السيد محمد قيس يقول إنّ "كلّية التمريض تمتلك مختبرات علمية مجهّزة بأحدث الوسائل والأدوات التعليمية المتطوّرة، تحدث سنوياً لمواكبة التطوّرات الطبّية العالمية"، مضيفا أن "الكلية تضمّ ملاكاتٍ علمية ذا كفاءةٍ عالية تقدّم المعلومات العلمية، التقنية، والسريرية، ممّا يمكّن الطلبة من اكتساب المهارات الضرورية للتعامل مع مختلف الحالات المرضية بكفاءة واحترافية".
ويؤكّد قيس أنّ "الكلّية تحرص على قبول أعداد الطلبة بما يتناسب مع القدرة الاستيعابية، لضمان جودة التعليم وتوفير بيئةٍ علمية ملائمة لكلّ طالب، وتتبنّى استراتيجيةً لتوظيف خرّيجيها بالتعاون مع المستشفيات المحلّية، مثل مستشفى الكفيل التخصّصي، لضمان توفير فرص عملٍ مباشرة لخرّيجي الكلّية، ممّا يعزّز من دور الجامعة في خدمة المجتمع وتطوير قطّاع التمريض في العراق"، موضحا أنّ "الكلية تنظّم باستمرار برامج تدريبية، وورش عمل، وندوات علمية تهدف إلى تطوير مهارات الطلبة وتحديث معارفهم، وفق أحدث المستجدّات في مجال التمريض، ممّا يجعلها بيئة تعليمية متكاملة ومتطوّرة".
مختبرات تلبي حاجة الطلبة
تعمل كلية الصيدلة في جامعة العميد على إعداد طلبة أكفاء يستطيعون الدخول إلى المجالات الصناعية ومراكز الأبحاث؛ للارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في العراق.
مسؤول الجانب الفني في مختبرات فرع الصيدلانيات بالكلية الدكتور ليث زيني يقول إنّ "الكلية تعمل على إعداد طلبة أكفاء قادرين على الدخول إلى المجالات الصناعية ومراكز الأبحاث الخاصة بالمجالات الصيدلانية، وجعلهم أكثر فعالية لخدمة المجتمع، والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية في العراق"، مضيفا أنّ "الطالب يتلقى في المرحلة الدراسية الأولى بالكلية، مواضيع تخص الحسابات الصيدلانية ومبادئ الصيدلة الأساسية، إضافةً إلى اكتسابه القواعد المعرفية، ثم يأخذ في المرحلة الثانية دروسًا في الصيدلة الفيزيائيّة بالجانبين النظري والعملي، فيما سيتعلم في الثالثة كيفيّة إعداد الوصفات الطبية ضمن القواعد والضوابط الصحيحة الرسميّة بحسب دساتير الأدوية الخاصة بهذا المجال".
ويبين زيني أنّ "الطالب سيتعلم في الفصل الأول من المرحلة الرابعة موضوعات الصيدلة الحياتية وكل ما يتعلق بأماكن دخول الدواء لجسم الإنسان وانتقاله وحركته بين أعضاء الجسم وأنسجته وكيفية تقديم الجرعة للمريض، واختلاف التوافق الحيوي للدواء، فيما سيتخصّص أكثر بالمجلات الصناعية في الفصل الثاني"، لافتًا إلى أنّ "المرحلة الخامسة تتضمّن تناول موضوع الصيدلة الصناعية، إذ يبدأ بتعلم طرق صناعة الأدوية وكبس وتحضير الحبوب وكل ما يحتاجه بالجانب الإنتاجي، فضلًا عن إجراء التقييم لذلك بحسب المعايير الدولية"، لافتا إلى أنّ "جامعة العميد توفّر أجهزة ومختبرات متطورة تواكب التقدم التكنولوجي في العالم، وتمكنت من الحصول على المراكز الأولى بين الجامعات العراقية في مختلف التصنيفات العلمية".
واستطاعت كلية الصيدلية تعيين طلبتها الأوائل هذا العام في مستشفى الكفيل التخصصي، بحسب معاون عميد الكلية الدكتور حيدر فالح شامخ، الذي أكد أن "الكلية واحدة من الكليات الرائدة في العراق التي تتبع برامج الاعتماد المؤسسي والأكاديمي والبرامجي"، مبينًا أنّها "حققت جميع المتطلبات والمؤشرات العلمية لضمان جودة التعليم"، مبينا أنّ "الكلية عيّنت الطلبة الأوائل لهذا العام في الكفيل التخصصي التابع للعتبة العباسية المقدسة، مما يسهم في تزويده بملاكات صيدلانية ذات كفاءة علمية عالية".
ويضيف شامخ أنّ "الكلية تُسهم في تطوير المهارات العلمية والمهنية لطلبتها عن طريق تنظيم ورش علمية وتدريبية مستمرة للمراحل الدراسية كافة، مع التركيز بصورة خاصة على الخريجين؛ بهدف إعدادهم إعدادًا مثاليًّا لأداء دورهم في النهوض بالواقع العلمي والصحي".
وللجانب التربوي مساحة خاصة في رؤية جامعة العميد، إذ افتتحت كلية التربية الأساسية للبنات لرفد المجتمع العراقيّ بتربوياتٍ فاعلاتٍ في مختلف المجالات.
وكيل عميد الكلّية الدكتور أحمد الكعبي، يقول إنَّ "كلّية التربية الأساسية للبنات واحدة من المؤسّسات التعليمية التابعة لجامعة العميد، وافتُتِحت عام 2022 بثلاثة أقسام علميّة، وهي قسم اللغة العربية واللغة الإنكليزية ورياض الأطفال"، مضيفا أن "الهدف من إنشاء الكلّية جاء لرفد المجتمع العراقيّ بتربوياتٍ فاعلاتٍ في مجال رياض الأطفال واللغتين العربية والإنجليزية".
وحول المحفزات التي تقدمها الكلية للطالبات يبين الكعبي أن "الكلّية توفر خطوط نقلٍ للطالبات من مبنى جامعة العميد إلى الكلّية وبالعكس، إلى جانب تخفيض الأجور الدراسية للمتقدّمات للدراسة من ذوات المعدّلات العالية، وتسهم في دعم الطالبات المتعفّفات من ذوات الدخل المحدود عبر تخفيض الأجور الدراسية، بموجب لجنة دعم الطلبة المشكّلة في الجامعة".
ويشير الكعبي، أن "الكلّية هي الأولى في العراق المخصّصة للبنات وتضمّ ملاكاتٍ تربوية وتعليمية فاعلة وذات كفاءة مشهودة لها في الأوساط العلمية والأكاديمية، إلى جانب المختبرات العلمية والقاعات الدراسية"، لافتاً إلى، أن "الجامعة وفّرت بناية خاصّة لكلّية التربية الأساسية، والتي خُصّصت من قِبل العتبة العبّاسية المقدّسة ووصلت إلى مراحل متقدّمة، إذ بلغت نسبة الإنجاز فيها أكثر من 90 بالمئة، وصُمّمت وفق الطراز المعروف في مؤسّسات العتبة المقدسة".
خدمات متعدّدة لتعزيز البيئة الأكاديمية
لتوفير بيئة أكاديمية متكاملة حرصت جامعة العميد على انشاء مكتبة مركزية تقدّم مجموعة متنوّعة من المصادر التعليمية والكتب والمراجع، ضمن جهودها لتوفير أفضل الموارد العلمية للطلبة والأساتذة.
وتتميز المكتبة بتصميمٍ عصريّ يلبّي احتياجات الطلبة والباحثين، إذ تحتوي على مجموعة متنوّعة من المصادر التعليمية والكتب والمراجع الأكاديمية في التخصّصات المختلفة، بما في ذلك الطبّ وطبّ الأسنان والصيدلة والتمريض، كما تتضمّن أقساماً خاصّة بالكتب الورقية والمجلّات العلمية والدوريات، بالإضافة إلى مصادر رقمية حديثة تتيح الوصول إلى قواعد بياناتٍ علمية عالمية.
وفي إطار تحسين التجربة التعليمية، جهزت المكتبة بأحدث تقنيات البحث الإلكتروني وأجهزة الحاسوب، التي تتيح للطلبة والباحثين إمكانية الوصول السريع إلى المعلومات المطلوبة، مع توفير طاقمٍ متخصّص من موظّفي المكتبة للمساعدة في البحث والإرشاد، فضلاً عن توفير قاعاتٍ مخصّصة للدراسة الفردية والجماعية، وأخرى مجهّزة لعقد الندوات وورش العمل.
يقول الأمين العام للمكتبة المركزية الدكتور وسيم طالب، إنها "شهدت تحديثًا شاملًا للكتب والأوعية المكتبية عبر إضافة مجموعة من العنوانات العلمية والمناهج الدراسية الضرورية لكلّيات الجامعة، ضمن خطّتها التطويرية للعام الدراسي الجديد 2024 – 2025"، مضيفا أن "المكتبة المركزية تتميّز بوجود مكتبة رقمية تتيح للطلبة الوصول إلى أكثر من 165 مجلة ودار نشرٍ علميّة، تستفيد منها كلّيات الطبّ وطبّ الأسنان والتمريض، كما توفّر المكتبة الرقمية خدمة الاستلال المجّاني للباحثين، سواء من داخل الجامعة أو خارجها"، موضحا أن "المكتبة الجديدة الخاصّة بطالبات الأقسام الداخلية فتحت أبوابها مع بداية العام الدراسي، وتعمل على مدار 24 ساعة لتلبية احتياجات الطالبات".
وتحرص الجامعة على توفير بيئة تعليمية متكاملة تلبّي المعايير العالمية، سعياً منها لتحسين جودة التعليم وتطوير مهارات البحث العلمي وتعزيز الشراكات الاكاديمية إضافة الى ترسيخ برامج التنمية المستدامة ونظام الجودة الشاملة وكذلك تفعيل منظومة البحث العلمي وتمكين الدعم الطلابي؛ نفسياً، معرفياً، فكرياً ومهنياً.