العتبة العباسية تكرم الفائزين بمسابقتي البردة وأحسن القصص

27-11-2024
صدى الروضتين
نظم قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة حفلاً لتكريم المشاركين في مسابقتي (البردة) للقصيدة العمودية و(أحسن القصص)، لأفضل قصة قصيرة حول سيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
ونظمت المسابقتين دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) التابعة للقسم، واستقطبت نخبة من الأدباء والشعراء من داخل العراق وخارجه، بحضور شخصيات دينية وثقافية بارزة، فضلاً عن عدد من مسؤولي العتبة العباسية المقدسة.
برنامج الحفل
استُهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم بصوت قارئ العتبتين المقدستين، السيد ليث العبيدي، تلاه النشيد الوطني ونشيد لحن الإباء، بعد ذلك ألقى رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية السيد عقيل الياسري، كلمةً أعرب فيها عن فخره بتنظيم هذه الفعالية الأدبية.
وقال الياسري: "نعلن اليوم عن نتائج مسابقتي البردة الثانية، والقصة القصيرة الأولى، التي أطلقتهما دار الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، احتفاءً وتجديدًا للعهد مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وتعبيرًا عن عمق ارتباطنا بشخصيته، وتجسيدًا لقيمة الإنسانية السامية عبر الشعر والقصة، وهما من أعظم الوسائل للتعبير عن المشاعر والتفكير".
وأضاف: أنّ "مسابقتي البردة والقصة القصيرة كانتا ولا تزالان فرصة للمبدعين والأدباء، لتقديم إبداعاتهم في إبراز نور الرسالة السمحة وتعزيز الثقافة الإسلامية المعاصرة، وإنّ قسم الشؤون الفكرية يؤدي دورًا محوريًّا في دعم مثل هذه الفعاليات ورعايتها، التي تهدف إلى إثارة العقول وتحريك الأوساط الثقافية نحو مزيد من الوعي والإدراك حول القضايا الجوهرية التي تشكل هويتنا الإسلامية."
وأوضح: أنّ "هذه المسابقات تُعد رسالة ثقافية تهدف إلى تنمية الوعي حول شخصية النبي الأعظم (صلى الله عليه وآلة) وتسليط الضوء على جوانب من سيرته الشريفة وصفاته النبيلة، التي يجب أن تُحفظ في ذاكرة كل المسلمين، لا فتًا إلى أنّ "القسم يسعى عبرهما إلى نشر الفكر المحمدي، وإحياء الروح الإبداعية التي تنسجم مع تعاليم الدين الإسلامي، وترسّخ القيم النبوية في نفوس الأجيال الصاعدة، كون النبي محمد (صلى الله عليه وآلة) لم يكن رجل دين فقط، بل كان قائدًا ومعلمًا، وأساسًا للنهضة الفكرية والثقافية".
ووجه رئيس قسم الشؤون الفكرية، عبر كلمته الشكر والامتنان لجميع المشاركين في المسابقتين، مهنئًا الفائزين بحصولهم على ثمرة جهودهم وإبداعهم، داعيًا إلى مزيد من الإبداعات والمبادرات الثقافية التي تسهم في إحياء تراث نبينا الأعظم (صلى الله عليه وآلة) وتبني جسورًا جديدة من الفكر والوعي والمعرفة، تحاكي عصرنا وتؤكد أصالة تعاليم الإسلام.
من جهته أوضح رئيس اللجنة التحكيمية لمسابقة البردة الثانية، الدكتور سرحان جفات: ان "اللجنة التحكيمية لمسابقة البردة استقبلت أكثر من 100 نصّ شعري من داخل العراق وخارجه، للمشاركة في النسخة الثانية من المسابقة، لافتًا إلى أنّ التحكيم جرى وفق نظامين، الأول يعتمد القراءة الفردية للنصوص، والثاني يكون بالقراءة الجماعية لها".
وأضاف: "آلية التحكيم جرت بشفافية وحيادية عاليتين، إذ حُجبت أسماء المشاركين وبلدانهم خلال اختيار النصوص التي تطابق المتطلبات والشروط التي وضعتها اللجنة، مشيرًا إلى أنّ 10 قصائد تمكنت من الفوز بالمسابقة".
وتابع:" العتبة العباسية المقدسة ترعى العديد من الأنشطة الأدبية، كالمسابقات الشعرية والتأليفية، وتقدم دعمها الكامل إلى الشعر الرسالي لأهمية القيمة التي تحظى بها الكلمة الشعرية في الأوساط الاجتماعية".

نتائج مسابقة البردة للقصيدة العمودية
شرح الدكتور سرحان جفات، في كلمة اللجنة التحكيمية لمسابقة البردة، عملية التحكيم ومعايير التقييم التي اعتمدتها اللجنة، مؤكداً الشفافية والحيادية في اختيار الفائزين.
أعقب ذلك قراءة القصائد الشعرية الفائزة من الشعراء المشاركين من داخل العراق وخارجه، إذ قدم المشاركون قصائد جمعت بين قوة الأسلوب وجمال المعنى، مظهرة براعتهم في فن الشعر العربي الأصيل بحسب رأي اللجنة.
وبعد تقييم دقيق من قبل لجنة تحكيم مختصة ضمت شعراء ونقاداً ذوي خبرة، أعلن السيد عقيل الياسري عن الفائزين في مسابقة البردة، مؤكداً أن "النتائج جاءت لتعكس الإبداع والتفاني في إبراز نور الرسالة السمحة وتعزيز الثقافة الإسلامية المعاصرة".
وحاز أحمد كاظم خضير من العراق على المركز الأول عن قصيدته "سيد الضياء"، بينما جاء في المركز الثاني محمد جبار لفته من العراق أيضاً عن قصيدته "بردة لضما الصحراء"، وحل عماد الكثيري من إيران في المركز الثالث عن قصيدته "شهق الماء باسمه"، أما المركز الرابع فقد كان من نصيب حيدر خشان عن قصيدته "ضما النهار إلى النبي العظيم"، وحصل حسين نعمة حسين على المركز الخامس عن قصيدته "صلاة الماء"، أما في المركز السادس جاء مبروك السياري من تونس عن قصيدته "في مهب الشوق"، وحل حسين علي آل عمار من السعودية في المركز السابع عن قصيدته "اتكأ على كتف الضوء"، وكان المركز الثامن من نصيب أسيل محمود سقلاوي من لبنان عن قصيدته "بردة الحب"، وجاء في المركز التاسع فؤاد صالح دهيني من لبنان عن قصيدته "يا آخر العنقود"، في حين كان المركز العاشر من نصيب عبد النبي عبادي من مصر عن قصيدته "معراج".
جائزة أحسن القصص
في إطار حفل تكريم الفائزين في مسابقتي البردة للقصيدة العمودية وأحسن القصص، أعلنت اللجنة التحكيمية لمسابقة (أحسن القصص)، بكلمة للدكتور مشتاق عباس معن، وأسماء الفائزين في المسابقة وهم كل من: أميرة كاظم شاكر في المركز الرابع، فيما جاءت في المركز الخامس مريم محمد مشكور اما المركز السادس كان من نصيب حيدر خشان ياسين، ثم المركز السابع نسرين عبدو البدوي، والمركز الثامن رقية كريمي، وايضاً في المركز التاسع ضاري الغضبان اما المركز العاشر فجاء للقاص عبد الباقي يوسف.
من جانبها تحدثت السيدة اميرة كاظم شاكر من محافظة النجف الأشرف عن قصتها قائلةً، إن "القصة تتحدث عن رجل يُدرِّس في إحدى الأكاديميات، يرى في منامه عالماً مثالياً خالياً من الظلم، يقوده النبي الأعظم وزوجته السيدة خديجة (عليهما السلام)، ثم يستيقظ ويحكي للأطفال عن هذا العالم المثالي، مشدداً على التناقض بين هذا العالم والعالم الحقيقي."
وعبرت شاكر عن شكرها للعتبة العباسية المقدسة لإتاحة الفرصة لها ولشريحة الكاتبات، مؤكدة أن العتبة المقدسة فتحت آفاقاً جديدة للكتابة والإبداع للتواصل مع الجمهور".
الى ذلك كرمت العتبة العباسية المقدسة، لجنتي التحكيم في المسابقتين وهم كل من، (الدكتور سرحان جفات سلمان، والدكتور مشتاق عباس معن، والدكتور أحمد صبيح الكعبي، والدكتور أحمد رشيد الدده، والدكتورة عهود ثعبان، والسيد سلام البناي).
ماذا قال المشاركون؟
أشاد الفائزون بجهود العتبة العباسية المقدسة في دعم الجهد الأدبي والثقافي.
الشاعر أحمد كاظم خضير، الذي حصل على الجائزة الأولى في مسابقة البردة، أعرب عن امتنانه قائلاً، إن "العتبة العباسية المقدسة أخذت على عاتقها دعم الجهد الأدبي بإقامة العديد من الفعاليات الثقافية على مستوى العالم الإسلامي، ومن ضمنها مسابقة البردة الثانية للقصيدة العمودية".
أما الشاعر حيدر خشان ياسين، الفائز بالمرتبة الرابعة، فقد أكد أن "مسابقة البردة تعيد إحياء الأدب المعني بسيرة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وتتيح للشعراء التعبير عن حبهم للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وتقديم قصائد تعكس صفاته السامية وأخلاقه النبيلة".
ويسعى قسم الشؤون الفكرية في العتبة لدعم كل فنون الأدب الرسالي والحث على إرساء تعاليم الإسلام في عقول الأجيال الناشئة، لجعلها سلوك حياة ومنهجاً نسير عليه لنيل رضا الله تعالى وشفاعة نبيه محمد وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام).