شمعدانات بنقوش وزخارف جميلة من عهود مختلفة

30-12-2018
زاهر الكربلائي
شمعدانات بنقوش وزخارف جميلة من عهود مختلفة
ضمن مقتنيات متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات

يعتبر الشمعدان من أصعب المنتجات التي يقوم بصناعتها الحرفي، حيث يكون على عدة مراحل، وهو عمود ذو اصبع واحد أو اكثر، تركز في اطرافه شموع للإضاءة والزينة، حيث تكون هذه الشمعدانات بأشكال وانواع مختلفة، وهي تجسد قيمة فنية جمالية وتاريخية، تعكس أفكاراً وتقاليد العصر الذي صنعت فيه، لذلك يزخر متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات في العتبة العباسية المقدسة بعدد كبير من هذه الشمعدانات التي تعود الى عهود مختلفة: كالعهد العثماني والصفوي والقاجاري، وتضم العديد من النقوش والزخارف.
ولمعرفة تفاصيل اكثر عن هذه الشمعدانات، كان لجريدة صدى الروضتين لقاء مع مسؤول قسم المتحف الأستاذ صادق لازم الذي تحدث لنا قائلاً:
يضم متحف الكفيل عدداً كبيراً من الشمعدانات وبعدة نوعيات، حيث كانت اغلب هذه الشمعدانات تستخدم في العتبة المقدسة للإضاءة قبل ان يتم استخدام الكهرباء فيها، حيث كان هناك بيت متخصص يقوم بتزويدها بالشموع، يطلق عليه (بيت الشماع)., طبعا هناك نوعيات مختلفة للشمعدانات من حيث الحجم ونوع المعدن المصنوع منه حيث يوجد حجم صغير منه يصل الى ارتفاع (5سم)، أما الحجم الكبير منه فيصل الى ارتفاع (1م) وربما يزيد عن ذلك، أما انواع المعادن المستخدمة في صنع الشمعدانات والمتوفرة لدينا حاليا هي: (الذهب, الفضة, النحاس, الزجاج)، بالإضافة الى وجود بعض الشمعدانات النادرة جداً التي تكون مطلية بمادة المينا، وتتميز بالزخارف والنقوش باعتبار أن أغلبها مصنوع يدوياً.
وأضاف: هناك عدد كبير من الشمعدانات التي تم اهداؤها الى العتبة المقدسة، ولعل من أشهرها شمعدانان فضيان جميلان يزدانان بنقوشهما الدقيقة الرائعة، وهما من اهداء السلطان عبد المجيد خان العثماني لحضرة ابي الفضل العباس عليه السلام سنة 1263هـ ويوجد عليها الختم الخاص به، وهي الان معروضة في المتحف.
اما بالنسبة لنوعية هذه الشمعدانات، فتوجد الشمعدانات الايرانية من عهد القاجار والشاه البهلوي، بالإضافة الى عدد كبير من النوعيات العراقية والعثمانية والاوربية والتي تكون مميزة بزخارفها ونقوشها المجسمة، حيث يضم متحف الكفيل اكثر من (500 شمعدان) وهذه الشمعدانات تدرس حاليا من قبل الاختصاصيين الآثاريين ومن قبل طلبة الدراسات العليا، فأغلبها توجد عليها كتابات وزخارف وآيات قرآنية.

أما عن كيفية صيانة هذه الشمعدانات، فبين الاستاذ صادق قائلاً:
كما تعلمون أن عملية الصيانة تجري باستخدام مواد معينة تتلاءم مع نوع المادة المصنوع منها الشمعدان، كما ان هذه الشمعدانات كانت مهملة في زمن اللانظام السابق، وبقيت سنوات طويلة بدون اجراء اي عملية صيانة لها، لذلك اصبح من الضروري اجراء عملية الصيانة بين فترة واخرى، كما روعي أيضاً في عملية حفظها تهيئة الاجواء المناسبة لها من حرارة ورطوبة.