سويدية تتشيع وتحقق حلمها بزيارة كربلاء المقدسة

30-12-2018
علي طعمة البداحي
سويدية تتشيع وتحقق حلمها بزيارة كربلاء المقدسة
‏ تتبوأ كربلاء المقدسة مكانة سامية بين أهم وأشهر المدن الدينية المقدسة في العراق والعالم الاسلامي، فعلى أديمها استشهد الإمام ‏الحسين عليه السلام. كما تتميز بين العديد من المدن التاريخية بأنها كانت على مَر العصور التي سبقت الاسلام مركزاً للعبادة، وأرضاً ‏مقدسة لديانات مختلفة وأقوامٍ متعددة، وقد أضحت خلال فترات زمنية متوالية من تاريخها الاسلامي مركزاً من مراكز العلم والأدب ‏والثقافة والفنون، إذ كانت لها مساهماتها البارزة في إغناء الحضارة الاسلامية، بما تزخر به من موروثٍ حضاري وديني مجلل ‏بالمهابة والخشوع، يتمثل أبرزه بروضتيها المقدستين الحسينية والعباسية، اللتين يحتضن ثراهما ضريحي سيد شباب أهل الجنة الإمام ‏الحسين وأخيه العباس عليهما السلام. فكربلاء المقدسة تفتح قلبها لعشاق الامام الحسين عليه السلام، الآتين من كل حدب وصوب، ‏وتهوي اليها قلوب المؤمنين.. لِمَ لا وهي مهبط الملائكة على المرقدين الشريفين، فكل موال ومحب يقصد كربلاء بهدف التبرك ‏بتربتها الطاهرة، فأصبحت باب رحمة يطرقها المؤمنون لتفتح لهم ابواب النجاة الى الله تعالى.. وهذا ما رأيناه من خلال حديثنا مع ‏الأخت ايميلي ميلين، وهي فتاة سويدية من مواليد 1988م من مدينة هيدا مورا السويدية، متزوجة من فرات الأعسم وهو من ابوين ‏عراقيين من مدينة النجف الاشرف، ومولود في روسيا عام 1978م ويسكن في السويد ايضاً، ولهما طفلة تبلغ من العمر سبع ‏سنوات، واسمها هاجر.. تحدثت ايميلي ميلين عن تشيعها فقالت:‏
‏ كانت هناك صداقة تربطني مع الرجل الذي تزوجته قبل اكثر من عشر سنوات، وكنا نتكلم دائماً عن الروحانيات وعن قصص أهل ‏البيت عليهم السلام، فبدأت ابحث عن كتب الأنبياء والاوصياء من خلال مساعدة بعض العراقيين المقيمين في السويد، فتكونت في ‏مخيلتي صورة، وأصبح في داخلي شوق ونوع من التقرب اكثر الى اهل البيت عليهم السلام لما شعرت به من راحة نفسية وطمأنينة ‏في داخلي، كل ذلك كان من خلال اطلاعي عن سير الأنبياء وأهل البيت عليهم السلام.‏
وأضافت: عندما عرف اهلي بأني بدأت اقرأ واتعلم عن حياة الانبياء واهل البيت عليهم السلام شعروا بالسعادة؛ لكوني اصبحت ‏شخصية ملمة بالمعلومات وأديبة متعلمة في نفس الوقت، فرأوا ذلك عملاً ايجابياً ولم يتدخلوا في حياتي الخاصة.‏
‏ من جهة اخرى بينت: سبب زيارتي الى كربلاء المقدسة كانت للتعرف على اهل البيت عليهم السلام بشكل اقرب، واستشعر ‏بوجودهم من خلال زيارتي لهم والاجواء التي عاشوها، حيث رأيت المكان الذي هو رمز للثورة التي قاموا بها والتأثير الروحي الذي ‏اثر في مجتمعهم، بالإضافة الى كيفية تحويل الاجيال منذ ذلك الوقت الى يومنا هذا الى اجيال مؤمنة وملتزمة بمبادئهم واخلاقهم ‏والسير على نهجهم. ‏
‏ وأكدت: إن السبب الحقيقي في دخولي الى التشيع اني رأيت في المنام أن السيدة شهربانو ذهبت الى العراق واستقبلها المسلمون، ‏وعندها تزوجت الامام الحسين عليه السلام، فكان ذلك دافعاً ومنطلقاً لي من خلال اطلاعي على القصة، وكانت لي الرغبة بزيارة ‏كربلاء المقدسة.‏
‏ واوضحت: بعد عدة سنوات تحقق حلمي، وها انا عند زيارة الامام أبي عبد الله الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام، ‏فتشوقت اكثر الى التبرك بهم لما شعرت به فكان شعوري واسعاً وعميقاً بمحبة قوية وبشكل وجودي ظاهر لأهل البيت عليهم ‏السلام، وكذلك الاحداث كانت بالنسبة لي اكثر واقعية؛ كوني اول مرة ادخل مثل هذا المكان المقدس، فانتابني شعور والهام ايماني، ‏وما شاهدته على وجوه المؤمنين داخل الضريحين الشريفين، والتعاون في ما بينهم، والمحبة والسعادة تغمر قلوبهم المؤمنة. ‏وتسعدني الزيارة الى كربلاء المقدسة، وانا فرحة جداً واشعر بسكينة عميقة وراحة نفسية واسعة.‏
‏ وما يسعدني اكثر اهتمام الزائرين بصاحبي المرقدين الشريفين عليهما السلام، والرعاية مع بعضهم البعض وهي امر مهم، وكذلك ‏حقوق الانسان وانتشاره في المجتمع وتطبيقه بشكل حقيقي؛ لما تعلموه من شرع الله تعالى والذي انبثق من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته ‏الأطهار عليهم السلام.‏
‏ بالإضافة الى الكرم في استقبال الضيوف والخدمات التي يقدمونها للناس، وعن كلمتها الاخيرة اشكر العتبتين المقدستين الحسينية ‏والعباسية، وما رأيته فيهما تملكني شعور ورغبة بأن أعود الى هنا لزيارة الامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام مرة اخرى في ‏المستقبل.‏