كلية التربية في جامعة القادسية تقيم مهرجان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
30-12-2018
أحمد الحسناوي
بالتعاون مع مركز العميد للدراسات والبحوث التابع
لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة
أقامت كلية التربية في جامعة القادسية مهرجان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم
استبشرت الملائك، وتنورت الأرض والسماء ببزوغ النور الإلهي بمولد السبب لوجود الكون خاتم النبيين، وحامل رسالة الحب والسلام البشير النذير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم . فبميلاده أزيلت غشاوة الدجى عن العقول المتحجرة، ولانت القلوب المتصلبة، لتكون نقطة التحول من عوالم الظلام التي كانت تطغى على المجتمع الجاهلي الى المجتمع الإسلامي المتنور بالعلم والمعرفة الحقيقية التي كتبت في صفحات كتاب الله المنزل على نبيه الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو القرآن الكريم معلنا الانطلاق نحو رسم خارطة حياة الانسان السائر على الصراط القويم لنيل المكاسب في الحياة الدنيا والآخرة. كانت شخصية النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم تحمل كل المقومات التي تحتاجها البشرية جمعاء باختلاف التوجهات والديانات، لما خزن الله سبحانه وتعالى من أسراره في هذه الكينونة المقدسة، فكان حريّ بالإنسان أن يقف عند هذه الشخصية المتكاملة من أجل دراستها ومحاولة كشف أسرارها الإلهية، وبالتالي تطبيقها في مجتمع خالٍ من الشوائب، فنلاحظ أن الكثير من المؤسسات الدينية تحاول ابراز فضائل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومحاولة دراستها بشكل أعمق وبكافة الجوانب، لعل منها ما يتعلق بمولده الشريف الذي أضاء الكون بهجة وسروراً.
فمن عبير الوفاء، وترسانة الإباء، وملهم الشجعان المولى ابي الفضل العباس عليه السلام انطلق مهرجان الرسول الاعظم الذي يقام في اروقة كلية التربية في جامعة القادسية، وبالتعاون مع مركز العميد للدراسات والبحوث التابع للعتبة العباسية المقدسة، حيث شهد انطلاقه تلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء العراق، ليعرض بعد ذلك فيلم وثائقيّ عن ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تناول حياته حين بعثه الله تعالى رحمة للخلق.
بعد ذلك جاءت كلمة الامانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والتي القاها الدكتور عادل نذير بين فيها قائلاً: لاشك، اذ اننا نلتقي اليوم فإن سحابة من الرحمة الالهية تغشانا؛ لأننا نجسد في اجتماعنا هذا مصداقاً لأهل البيت عليهم السلام، اذ قال قائلهم: (أحيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا)، وأي أمر عظيم نجتمع لأجله، وأي إحياء بهيج نحييه، انها ولادة النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم .
ونحن هنا اليوم بصحبتكم جميعاً، نضع أكاليل الفرح والسرور بين يدي الائمة الاطهار عليهم السلام ولاسيما صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ومراجع الائمة الاسلامية أملاً بقبول اعمالنا بهذا اليوم المبارك.. فهنيئاً لنا جميعاً هذه الولادة المباركة.
مضيفاً: إن إحياء هذه المناسبة ايها الاخوة لا يأتي بثماره من دون نية صادقة وعمل مخلص يتمثل بترجمة سيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الى برامج سلوكية تستوعب حاجة الامة في مختلف مراحلها، فضلاً عن حاجة المجتمعات الاسلامية في مختلف توجهاتها، والعتبة العباسية المقدسة دائبة في متابعة كل المناسبات ذات الصلة بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إحياء وتفكّراً وبحثاً عبر مختلف المسارات الوجدانية والمجتمعية والفكرية، وايماناً منها بمهمة البحث الاكاديمي والنخب الاكاديمية الواعية القادرة على استيعاب حاجات العصر في منظور المناهج العلمية أسست مركز العميد للبحوث والدراسات وفرعت عليه قسماً يحمل اسم دار الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم ليترجم هذه المناسبة ومثيلاتها بحثاً علمياً.
ومن ثم جاءت كلمة اللجنة التحضيرية للمهرجان القاها الدكتور سرحان جفات بيّن فيها قائلاً: إن انفتاح الجامعة على القيم الروحية التي تمثلها العتبات المقدسة يسهم في النهضة القيمية والروحية والفكرية لطلبة الجامعة، وتؤكد العتبة العباسية المقدسة متمثلة بشخص متوليها الشرعي سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)، وأمينها العام المهندس السيد محمد الاشيقر (دام يأييده) والسادة أعضاء مجلس الإدارة الموقر، على انفتاح العتبات المقدسة، وأن تكون في خدمة ابنائنا من طلبة الجامعة؛ لأننا نؤمن بالرعاية الابوية والروحية لهذه الاماكن، وإن التنظيم والتربية الروحية سوف تعود بالفائدة على طلبتنا في الجامعات؛ لأن النماء الروحي للإنسان سينتهي بالنماء العلمي والنماء الثقافي والثراء الاخلاقي والقانوني، وجامعاتنا بها حاجة الى أن تنمو علمياً وثقافياً واخلاقياً وان ينمو في نفوس اولادنا وبناتنا حب القانون وحب النظام والثروة الروحية التي تؤهل هؤلاء الطلبة ليكونوا بمصاف اقرانهم من طلبة الجامعات المتقدمة.
وجاء في هامش منهاج المهرجان قراءات شعرية لقصائد عبقت قوافيها بحب الرسول وآل بيته عليهم السلام، بالإضافة الى تكريم الطالبات المرتديات العباءة الاسلامية، ليختتم الحفل بتكريم المساهمين في المهرجان بالشهادات التقديرية.