المرجعية الدينية العليا: لا فضل لأحد إلا للعراقيين في تحقيق ‏الانتصار، فالنصر منكم ولكم واليكم وأنتم أهله وأصحابه

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعية الدينية العليا: لا فضل لأحد إلا للعراقيين في تحقيق ‏الانتصار، فالنصر منكم ولكم واليكم وأنتم أهله وأصحابه، فهنيئاً لكم ‏‏به..‏بينت المرجعية الدينية العليا أن لا فضل لأحد إلا للعراقيين في ‏تحقيق الانتصار، فالنصر منكم ولكم وإليكم، وأنتم أهله وأصحابه، ‏‏فهنيئاً لكم به، وبوركتم، وبوركت تلك السواعد الكريمة التي قاتلتم ‏بها، وبوركت تلك الحجور الطاهرة التي ربيتم فيها، أنتم فخرنا ‏‏وعزّنا ومن نباهي به سائر الأمم. ‏ جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة المصادفة (26 ربيع الأول 1439هـ) ‏الموافقة (15 ‏كانون الأول 2017 م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف، ‏وكانت بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) ‏والتي بيّن فيها ما ‏نصه:‏
‏ قبل ايام أعلن رسمياً عن تحرير آخر جزء من الاراضي العراقية من سيطرة تنظيم ‏داعش الارهابي، وبهذه المناسبة نلقي على ‏مسامعكم هذه الكلمة: ‏
أيها العراقيون الشرفاء.. بعد ما زاد على ثلاثة أعوام من القتال الضاري وبذل الغالي ‏والنفيس ومواجهة مختلف الصعاب والتحديات، ‏انتصرتم على اعتى قوة ارهابية ‏استهدفت العراق بماضيه وحاضره ومستقبله.. انتصرتم عليها بإرادتكم الصلبة، ‏وعزيمتكم الراسخة ‏في الحفاظ على وطنكم وكرامتكم ومقدساتكم.‏
‏ انتصرتم عليها بتضحياتكم الكبيرة حيث قدمتم انفسكم وفلذات اكبادكم وكل ما ‏تملكون فداءً للوطن الغالي، فسطرتم اسمى صور ‏البطولة والإيثار، وكتبتم تاريخ ‏العراق الحديث بأحرف من عزّ وكرامة، ووقف العالم مدهوشاً امام صلابتكم ‏وصبركم واستبسالكم ‏وايمانكم بعدالة قضيتكم حتى تحقق هذا النصر الكبير الذي ظن ‏الكثيرون أنه بعيد المنال، ولكنكم جعلتم منه واقعاً ملموساً خلال مدة ‏قصيرة نسبياً، ‏فحفظتم به كرامة البلد وعزته وحافظتم على وحدته ارضاً وشعباً، فما أعظمكم من ‏شعب. ‏
أيها المقاتلون الميامين، يا أبطال القوات المسلحة بمختلف صنوفها وعناوينها، ان ‏المرجعية الدينية العليا صاحبة فتوى الدفاع الكفائي ‏التي سخّرت كل امكاناتها ‏وطاقاتها في سبيل إسناد المقاتلين وتقديم العون لهم، وبعثت بخيرة ابنائها من اساتذة ‏وطلاب الحوزة العلمية ‏الى الجبهات دعماً للقوات المقاتلة وقدمت العشرات منهم ‏شهداء في هذا الطريق، لا ترى لأحدٍ فضلاً يداني فضلكم، ولا مجداً يرقى ‏الى مجدكم ‏في تحقيق هذا الانجاز التاريخي المهم.‏
‏ فلولا استجابتكم الواسعة لفتوى المرجعية وندائها واندفاعكم البطولي الى جبهات ‏القتال وصمودكم الاسطوري فيها بما يزيد على ‏ثلاثة اعوام لما تحقق هذا النصر ‏المبين، فالنصر منكم ولكم واليكم وأنتم أهله وأصحابه فهنيئاً لكم به، وهنيئاً لشعبكم ‏بكم، وبوركتم ‏وبوركت تلك السواعد الكريمة التي قاتلتم بها وبوركت تلك الحجور ‏الطاهرة التي ربيتم فيها، أنتم فخرنا وعزّنا ومن نباهي به سائر ‏الامم. ‏
ما أسعد العراق وما أسعدنا بكم لقد استرخصتم أرواحكم وبذلتم مهجكم في سبيل بلدكم ‏وشعبكم ومقدساتكم، اننا نعجز عن أن نوفيكم ‏بعض حقكم، ولكن الله تعالى سيوفيكم ‏الجزاء الاوفى، وليس لنا الا أن ندعوه بأن يزيد في بركاته عليكم ويجزيكم خير جزاء ‏‏المحسنين. ‏
ايها الاخوة والاخوات، اننا اليوم نستذكر بمزيد من الخشوع والاجلال شهداءنا ‏الابرار الذين روّوا أرض الوطن بفيض دمائهم الزكية، ‏فكانوا نماذج عظيمة ‏للتضحية والفداء، ونستذكر معهم عوائلهم الكريمة، آباءهم وامهاتهم وزوجاتهم ‏واولادهم واخوتهم واخواتهم، ‏اولئك الاعزّة الذين فجعوا بأحبتهم فغدوا يقابلون ألم ‏الفراق بمزيد من الصبر والتحمل، ونستذكر بعزة وشموخ اعزاءنا الجرحى، ولا ‏‏سيما من اصيبوا بالإعاقة الدائمة وهم الشهداء الاحياء الذين شاء الله تعالى ان يبقوا ‏بيننا شهوداً على بطولة شعب واجه اشرار العالم، ‏فانتصر عليهم بتضحيات ابنائه.‏
‏ ونستذكر بإكبار وامتنان جميع المواطنين الكرام الذين ساهموا في رفد ابنائهم ‏المقاتلين في الجبهات بكل ما يعزز صمودهم، حيث ‏كانوا خير نصير وظهير لهم، في ‏واحدة من أروع صور تلاحم شعب بكافة شرائحه ومكوناته في الدفاع عن عزته ‏وكرامته.‏
‏ ونستذكر بشكر وتقدير كل الذين كان لهم دور فاعل ومساند في هذه الملحمة الكبرى ‏من المفكرين والمثقفين والأطباء والشعراء ‏والكتّاب والاعلاميين وغيرهم. كما نقدم ‏الشكر والتقدير لكل الاشقاء والاصدقاء الذين وقفوا مع العراق وشعبه في محنته مع ‏الارهاب ‏الداعشي وساندوه وقدموا له العون والمساعدة سائلين الله العلي القدير أن ‏يدفع عن الجميع شر الأشرار، وينعم عليهم بالأمن والسلام.‏
‏ إن المعركة ضد الفساد -التي تأخرت طويلاً- لا تقلّ ضراوة عن معركة الارهاب إن ‏لم تكن أشد وأقسى، والعراقيون الشرفاء الذين ‏استبسلوا في معركة الارهاب قادرون ‏بعون الله على خوض غمار معركة الفساد، والانتصار فيها أيضاً، إن أحسنوا ادارتها ‏بشكل ‏مهني وحازم. ‏
نسأل الله العلي القدير أن يأخذ بأيدي الجميع الى ما فيه خير العراق وصلاح أهله إنه ‏سميع مجيب.‏