مركزُ علوم القرآن الكريم وتفسيره وطبعه إحياء لكتاب الله تعالى ببركات صاحب الجود عليهم السلام
30-12-2018
عماد العنكوشي
مركزُ علوم القرآن الكريم وتفسيره وطبعه
إحياء لكتاب الله تعالى ببركات صاحب الجود عليهم السلام
يُعدُّ هذا المركز من أهمِّ مراكز معهد القرآن الكريم، أوكلت مهمة تأسيسه لفضيلة الشيخ ضياء الدين آل مجيد الزبيدي، فعمد إلى إنشاء وحدة البحوث والدراسات القرآنية، وكانت هي البذرة والمنطلق لصورة البهية التي وصل لها المركز اليوم، فتوالت الوحدات والأعمال المتميزة بعضها يتبع بعض، فقد أسهم هذا النبع المبارك في إعداد وطبع أوّل نسخة من القرآن الكريم بجهودٍ عراقيّة خالصة، وهو عمل عظيم ومميّز من نوعه.
كما ساهم المركز في إعداد كتاب مميز حوى الكثير من الإشارات العظيمة لأهل البيت عليهم السلام سُمّي بـ(مرشد المعلّم)، طُبع بعدد من الطبعات، وحصل على إشادة من كبار الباحثين والأساتذة، إضافة إلى إصدار عدد من البحوث والدراسات القرآنيّة الصغيرة والمميّزة التي ركّزت على أمورٍ في غاية الأهمية لتعلقها بالعترة الطاهرة ، فضلاً عن جمع وتوثيق أكبر عدد من الروايات والتفاسير القرآنيّة الواردة عن خزائن علم الله أهل بيت النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
يحتوي المركز على عدد من الوحدات والأقسام منها: قسم طبع القرآن الكريم، وقسم تفسير القرآن الكريم بروايات أهل البيت عليهم السلام ، فضلاً عن قسم البحوث والدراسات القرآنيّة، وقسم المكتبة التخصصية.
كما حدثنا مدير المركز فضيلة الشيخ ضياء الدين آل مجيد الزبيدي، عن الأقسام والوحدات التابعة للمركز والأعمال التي يقوم بها قائلاً:
هناك عدة أقسام ووحدات في هذا المركز الذي بذل الجهود الممكنة لإعداد ثمرات قرآنية من شذى الثقلين قرآناً وعترة ومن فيض جود وكرم أبي الفضل العباس عليه السلام منها:
1ـ قسم طبع القرآن الكريم:
يُعنى قسم طبع القرآن الكريم بإعداد وتدقيق وطباعة القرآن الكريم وفق معايير وموازين خاصة، ويشمل على عددٍ من الوحدات، منها: وحدة الخط، ووحدة التنضيد، ووحدة التدقيق، ووحدة التصميم، حيث يجري العمل على مراحل متعددة، ابتداءً بوحدة الخط: والتي يتم فيها إعداد الخط المستخدم في كتابة المصحف الشريف، مروراً بوحدة التنضيد والتصميم، والتي يتم فيها تنضيد نص المصحف الشريف، وتشكيل الزخارف الخاصة به، بعدها تبدأ مرحلة التدقيق بإشراف الأساتذة والمختصين في مركز علوم القرآن وتفسيره وطبعه، ثم يذهب للطباعة ويعاد تدقيقه ما بعد الطباعة؛ ليصل إلى القارئ الكريم بأتمِّ صورة.
يشار إلى أن قسم طبع القرآن الكريم قد أصدر أوّل نسخة من المصحف الشريف بعد عمل كبير وبمدة قياسية جداً وهي (6) أشهر بأيدٍ وخبرات عراقيّة خالصة. المصحف المنجز هو برواية (حفص عن عاصم) وهي الرواية المشهورة في العراق والبلدان المجاورة، وقد تمَّ طباعة أوّل نسخة من المصحف الشريف بالحجم العادي والمسمى بـ(الرحلي) وأخيراً إصدار نسخ المركز أحجام وأنواع أخرى مختلفة منها الجيبي والكفي والوزيري ونسخ أخرى ملونة ومذهبة.
مضافاً إلى إصدار (جزء عمّ) (التعليمي) الذي حظي بإشادة وإعجاب كبيرين في داخل العراق وخارجه، وبعض الدول الأوربية منها: بريطانيا ودول أوربية أخرى، كما قام قسم طبع القرآن بإعداد أجزاء أخرى من القرآن الكريم منها (جزء تبارك)، إضافة إلى إعداد النص والتصميم الخاص بالقلم الناطق بالقرآن والتفسير.
فمن أعمال المركز المهمة القلم الناطق بالتفسير وهو يضم تفسيرين هما (تفسير شبر) و(تفسير الآصفي) بوصفهما تفسيرين مختصرين. ويشمل القلم الناطق كذلك على القراءات وبأصوات قرّاء معهد القرآن الكريم، وكذلك اعتمد في قراءة نص المصحف على نخبة من قرّاء العراق منهم القارئ رافع العامري، والقارئ عامر الكاظمي، والقارئ ميثم التمار، فضلاً القارئ الإيراني كريم منصوري، وكبار القرّاء المصريين منهم القارئ محمد صديق المنشاوي، والقارئ عبد الباسط عبد الصمد، والحصري.
ومن المقرر أن تضاف لغات متعددة منها: اللغة الإنكليزية واللغة الفارسية وغيرها، وللمركز العديد من المشاريع المستقبلية منها طبع مصحف التجويد الذي يحتوي على ألوان وزخارف مختلفة، ومصحف القراءات والذي يحتوي في هامشه على القراءات المتعددة للقرآن الكريم.
2ـ قسم تفسير القرآن الكريم بروايات أهل البيت عليهم السلام :
يختص هذ القسم بجمع الروايات القرآنيّة المسندة والواردة عن تراجمة وحي الله أهل البيت عليهم السلام ، بطريقة جديدة وعلميّة دقيقة، تختلف عن التفاسير الروائيّة الأخرى، وذلك من خلال رصد وجمع كل ما نطق به الأئمة المعصومون عليهم السلام في رواياتهم وخطبهم وأدعيتهم، وربطها بالآية المتعلقة بها والتي يراد بيانها، ويقوم بهذا العمل أساتذة ومختصون تتوفر لديهم معرفة شاملة عن كيفية التعامل مع روايات أهل البيت عليهم السلام .
ونظراً لأهمية عمل هذا القسم ودوره في تفسير كتاب الله العزيز استناداً لروايات أهل البيت عليهم السلام ، فقد أولى سماحة الأمين العامّ للعتبة العبّاسيّة المقدّسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) الاهتمام الكبير بهذا المشروع، وأشار إلى لجنة من أساتذة الحوزة العلميّة في النجف الأشرف للإشراف على الأعمال الموكلة به.
وللقسم أيضًا مهام أخرى متعلقة بتوثيق الروايات وتدقيقها من خلال الرجوع للمصادر المعتبرة الواردة فيها، وبيان صحة ودقة الروايات المنقولة عن أهل البيت عليهم السلام من غيرها.
3ـ قسم البحوث والدراسات القرآنيّة:
يُعنى هذا القسم بإعداد وإصدار البحوث القرآنيّة المعتمدة والمسندة علميًّا، إذ أصدر عددًا من الأبحاث القرآنيّة القَيّمة، كما أصدر عددًا من الأبحاث الصغيرة والمهمّة والتي وُزع بعضها على طلبة الكليات والجامعات في مختلف محافظات العراق، إضافة إلى إعداد وتدقيق بحث (الدائرة الاصطفائية الثانية لأهل البيت عليهم السلام لآية الله الشيخ محمد السند (دامت بركاته) بواقع عدة مجلدات وصدر منها مجلدين.
كما أنجز القسم عدداً من الأعمال المهمّة منها (مرشد المعلّم)، وقد أنجز منه (جزء عمّ) فقد ضمَّ هذا الكتاب مجموعة من النكات المهمّة التي ركّز عليها أهل البيت عليهم السلام في رواياتهم الشريفة.
وقد حظي هذا المنجز بإعجاب الكثير من الأساتذة والباحثين؛ لأنه حوى جملة مفاهيم قيّمة أكدّ عليها أهل البيت عليهم السلام ومن انجازات القسم مسابقة قرآنيّة روائيّة سمّيت بــ(سبائك الذهب) اعتمدت اعتماداً كلياً على روايات أهل البيت عليهم السلام ، وتهدف إلى إقرار المعاني القرآنيّة القيمة بأسلوب شيق وممتع والتي صدر منها لحد الآن (4) أجزاء والقسم في طور إعداد كل القرآن الكريم.
كما للقسم العديد من الأعمال والمشاريع المستقبلية وأنجز مؤخراً إصدار (المنهج الحق كتاب الله والعترة الطاهرة) وهو من تأليف مدير المركز فضيلة الشيخ (ضياء الدين آل مجيد الزبيدي) والذي لقي إعجاب الكثير من المختصين، وأخذ مدى واسعاً جداً في كافة إنحاء العراق وبعض الدول الأوربية، فضلاً عن عزمه إقامة دورات تخصصية في البحوث والدراسات القرآنيّة داخل المعهد وخارجه، وفي كافة محافظات عراقنا الحبيب وفي بعض الدول الاوربية.
4ـ قسم المكتبة التخصصيّة القرآنيّة:
من الوظائف الأساسية لهذا القسم هو جمع نفائس الكتب القرآنيّة وتوثيقها مضافاً إلى المصادر والمخطوطات والبحوث والرسائل وغيرها من المراجع القرآنيّة المهمّة، نظراً لقيمتها الكبيرة وأهميتها البالغة في التوثيق والبحث.
وقد حرص القسم على توفير أكثر من نسخة لأمّهات المصادر، فهو جمع كل من النسخة القديمة والحديثة حرصاً على التوثيق الجيد والدقيق. وتتميز المكتبة التخصصيّة القرآنيّة بأنها تحتوي على الكثير من الكتب النادرة، والتي تستقطب العديد من الباحثين والمختصين في مجال البحث القرآنيّ التخصصيّ.
كما يسعى القسم لتوفير قاعدة بحث إلكترونية تعتمد في تقسيماتها على الموضوعات المختلفة لكتب ومصادر المكتبة الأمر الذي سيسهل على الباحث الوصول إلى المصادر بيسرٍ كبيرٍ.
كما أن هناك العديد من الدورات والندوات والبحوث القرآنية التي يقيمها المركز في عموم عراقنا الحبيب والجامعات والمعاهد وأيضاً في فرع معهد القرآن الكريم/ لندن أقام المركز العديد من الدورات والندوات العلمية والقرآنية جاهدً أن يصل شذى الثقلين إلى جميع أرجاء العالم، هذا فضلاً عن المسابقة التي يقيمها المركز كل عام وهي مسابقة أفضل مؤلف عن القرآن الكريم والعترة الطاهرة من أجل بناء جيل قرآني يسير على هدي الثقلين والكتابة تكون على محاور عدة وهناك أيضاً هناك عدة شروط للكتابة في هذا المؤلف، فضلاً عن الجوائز القيمة إلى ثلاثة من الفائزين وحسب تسلسلهم وطباعة المؤلفات الفائزة على نفقة العتبة العباسية المقدسة.
ويسعى المركز إلى تحقيق كل النجاحات الممكنة من أجل إعلاء كلمة الحق وإيصال الكتاب المجيد والعترة الطاهرة إلى كافة إنحاء العالم، وندعو الله (عز وجل) أن نكون من العاملين بكتابه والسائرين على خطى أهل بيته ونشر الوعي القرآني بفضل صاحب الفضل والوفاء أبي الفضل العباس عليه السلام .