برعايةِ العتبتينِ المقدستين الحسينية والعباسية أقامت الهيئةُ العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام مؤتمرها السنوي
30-12-2018
حيدر داوود
برعايةِ العتبتينِ المقدستين الحسينية والعباسية
أقامت الهيئةُ العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام
مؤتمرها السنوي الرابع
إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام ، وبرعاية الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، أقامت الهيئة العليا لمشروع الحلة مدينة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام مؤتمر الإمام الحسن المجتبى عليه السلام العلمي الدولي الرابع تحت شعار: (سيرة الامام الحسن المجتبى عليه السلام فيوضات إنسانية لتمثلات قرآنية)، بالتعاون مع كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة بابل، وكلية التربية في جامعة القادسية ومركز العميد الدولي للبحوث والدراسات التابع لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة ومؤسسة المرتضى للثقافة والإرشاد، استمر هذا المؤتمر لمدة يومين على قاعة الشهيد الصدر بمشاركة وحضور باحثين من داخل وخارج العراق، فضلاً عن وفد العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية.
لتبدأ فعاليات حفل الافتتاح بحضور واسع لشخصيات أكاديمية وباحثين ومتخصصين، بالإضافة لوفود مثلت العتبتين المقدستين وجهات دينية ومؤسساتية أخرى، مضافاً إلى جمع كبير من طلبة الكلية وباقي الكليات الأخرى التابعة للجامعة بابل.
استهل حفل الافتتاح الذي احتضنته قاعة جامعة بابل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحاضرين المقرئ محسن الرماحي، ثم قراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق.
شهد الافتتاح عدة فعاليات اخرى، تقدمتها كلمة ترحيبية وتعريفية بالمؤتمر ألقاها رئيس اللجنة المشرفة على مشروع الحلة مدينة الامام الحسن المجتبى عليه السلام الأستاذ المهندس حسن الحلي قائلاً:
عقد هذا المؤتمر للعام الرابع على التوالي بمشاركة واسعة من باحثين اجلاء من داخل وخارج العراق، ويحق لنا كمنظمين وداعمين لهذه التظاهرة العلمية أن نتطلع بفخر على اننا وعلى مدى اربع سنوات قدر لنا ان نكون من المساهمين في رفد المكتبة العلمية التي تعنى بفكر آل البيت عليهم السلام بأكثر من 150 بحثاً سلطت الضوء على جوانب كثيرة من شخصية وفكر كريم آل البيت عليهم السلام ، هذه الشخصية التي طالما اجتهد أعداء آل البيت عليهم السلام ، وعلى مدى قرون طويلة في تزوير الحقائق واختلاق الاحاديث والقصص المفتعلة للنيل من شخصية وسلوك الامام الحسن المجتبى عليه السلام .
وحقيقة ان جلّ هدفهم هو النيل من الرسالة الإسلامية وشخصية الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم ولكن بصورة غير ظاهرة، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
وباسم الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الامام الحسن المجتبى عليه السلام أتقدم بكلمات اجلال واكبار يعجز اللسان عن نطقها الى من ضحى وحمى الأرض والعرض والشيبة قواتنا الأمنية الباسلة من جيش وجهاز مكافحة الإرهاب وشرطة اتحادية وحشدنا الشعبي المقدس.
تلتها كلمة العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ألقاها بالنيابة السيد عدنان جلوخان الموسوي (دام توفيقه) بين فيها:
نستلهم المعاني العظيمة من هذا العالم العظيم الإمام الحسن عليه السلام ، ومن فكره الذي نبغ فيه منذ نعومة أظفاره، فالإمام الحسن عليه السلام ليس فقط كان عالماً بعلوم القرآن والفقه، وانما هو عالم في كل مجالات الحياة، وهذه حياة جميع آل البيت عليهم السلام .
مؤكداً: على ضرورة إحياء مناسبات أئمة أهل البيت عليهم السلام في مؤسسات وحواضن العلم والمعرفة، واقامة المهرجانات والمؤتمرات والتي منها هذه المؤتمر والذي يسلط الضوء على أحد الأئمة الأطهار عليهم السلام ألا وهو الإمام المظلوم الحسن المجتبى عليه السلام .
مختتماً: حياة الإمام الحسن عليه السلام فيها العديد من الجوانب العلمية المشرقة، ونحن لا نستطيع أن نحيط بها بكافة جوانب حياته الشريفة، والأمل معقود على الإخوة الباحثين من خلال بحوثهم على ما تيسر من هذه الجوانب، فالشكر لكل من يعمل على اعلاء كلمة الحق التي هي كلمة أهل البيت عليهم السلام .
جاءت بعدها كلمة لعمادة كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة بابل ألقاها الأستاذ الدكتور رياض طارق كاظم العميدي جاء فيها:
مرة أخرى يجمعنا ظلال الولاية، فنحتشد تحت لوائها، فتوكل الهيأة العليا لمشروع الحلة مدينة الامام الحسن المجتبى عليه السلام الينا مشروع مشاركتها في إدارة شؤون مؤتمرها العلمي الدولي الرابع، وتحت ظلال وارفة من بركات العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ورئاسة الجامعة.. فقد نما مؤتمرنا واشتد عوده واستوى على سوقه وغدى مورقا بعنوان (سيرة الامام الحسن المجتبى عليه السلام فيوضات إنسانية لتمثلات قرآنية)،.
ويأتي المؤتمر زاخراً بعطائه، مثمراً بفيض مكاسبه، تزاحمت على أبوابه بحوثاً شتى، فكان مكسبنا منها 64 بحثاً، عرضت على لجنة تحكيمية لتقول رأيها الأخير فيها، فترشح منها 44 بحثاً، توزعت على محاور المؤتمر، فيما اعتذرت اللجنة المنظمة عن بقية البحوث؛ لأنها لم تستطع تخطي بعض من عتبات الاجتياز العلمي، وما اباح لنا الاعتذار إلا وحدة الهدف الذي يجمع بيننا وبين الباحثين في الرفع من شأن المؤتمر بما يليق بشأن مقام الامام الحسن عليه السلام .
لتنطلق بعد ذلك فعاليات الجلسات البحثية للمؤتمر والتي توزعت على قاعات عدة في كلية التربية للعلوم الانسانية، وبحسب كل محور من محاور المؤتمر وهي: المحور الأول بعنوان (محور الدراسات القرآنية والعقائدية)، أما المحور الثاني فبعنوان (محور الدراسات اللغوية والأدبية)، وجاء المحور الثالث بعنوان (محور الدراسات التاريخية والجغرافية)، والمحور الرابع بعنوان (محور الدراسات التربوية والنفسية)، وجاء المحور الخامس بـعنوان (محور الدراسات باللغة الانكليزية).
صدى الروضتين التقت بالأستاذ الدكتور رحيم جبر الحسناوي عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، فتحدث لنا قائلاً:
يمثل هذا المؤتمر محطة من محطات البحث العلمي الاكاديمي في دراسة تراث اهل البيت عليه السلام وهو المؤتمر الرابع الذي يعقد في أروقة جامعة بابل بالتعاون مع العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية وكذلك مع مؤسسات فكرية ثقافية أخرى وجامعات عراقية.
المشاركون من مختلف الجامعات العربية والعالمية وكذلك جامعة بابل والقادسية، والبحوث تنوعت في طرحها في مختلف المعارف التي تتناول الفكر الحسني وأثر القران الكريم في هذا الفكر، ونحن نعلم أن أهل البيت هم عدل القرآن، فهم لا ينطقون إلا عن القرآن الكريم وعن السنة النبوية المطهرة، وإذا أردنا ان نأخذ السنة النبوية والقرآن الكريم نقيا فنأخذه منهم لذلك هذا المؤتمر يعد محطة فكرية كبرى في تاريخ الدراسات الحسنية في العراق.
مبيناً: دور العتبات المقدسة في العراق لاسيما العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية لهما دور كبير وتأثير مباشر في عقد مثل هكذا مؤتمرات علمية رصينة، لاسيما جهد العتبتين المقدستين انصبّ فكرياً في تأسيس مؤسسات أكاديمية أخذت مكانتها في المجتمع العراقي، وتسعى دائماً الى طرح الفكر الصحيح فكر اهل البيت عليهم السلام الذي يمثل الوسطية والاعتدال بين تيارات الفكر الإسلامي.
الأستاذ الدكتور رياض طارق العميدي عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة بابل ورئيس مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات تحدث لنا قائلاً:
إنّ القاسم المشترك الذي يجمع العتبات المقدسة وخاصة الحسينية والعباسية مع الجامعات هو التركيز على الجانب الفكري والثقافي، ولعل اهتمام العتبات في هذا الموضوع فاق كل التصورات، فهي أصبحت مركز اشعاع عالمي، ومركز اشعاع توعوي لكافة المتطلعين.
تميز هذا المؤتمر عن سابقه، فلدينا ثلاثة بحوث من جمهورية ايران الإسلامية، إضافة الى بحث من لبنان، فتعد هذه المرة الأولى لانفتاح المؤتمر على البحوث الخارجية، وقد عرضت البحوث على لجان عالمية متخصصة في مركز العميد الدولي للبحوث والدراسات التابع للعتبة العباسية المقدسة، ورشح عن البحوث التي قدمت للمؤتمر 44 بحثاً، توزعت على محاور المؤتمر المختلفة.
الأستاذ الدكتور علي عبد الفتاح عميد كلية الدراسات القرآنية في جامعة بابل تحدث لنا قائلاً:
إنّ هذا المؤتمر قد أثمر عن نتائج قيمة لباحثين كرام، شاركوا من خارج العراق ومن داخله ومن جامعة بابل ومن خارجها؛ ليثروا المعرفة الفكرية، ليكون للباحثين شذرات تنير الطريق للقراء، وتكسبهم المعرفة التي تميط اللثام عما حيك من دسائس ضد الامام الحسن عليه السلام ، ولتكشف الأقنعة الكالحة التي لبسها المصطبغون بالدين وتسقطهم منها بين يدي الحقيقة والمعرفة، لتقول إن سبيل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيت محمد هو السبيل الاحسن.