العتبة العباسية المقدسة تمدّ جسور التواصل مع وجهاء المجتمع الكربلائي
30-12-2018
حيدر داوود
العتبة العباسية المقدسة
تمدّ جسور التواصل مع وجهاء المجتمع الكربلائي
من خلال زيارتها للحاج عبد الهادي عبد الجليل المرشدي
حيدر داوود
ضمن سلسلة الزيارات المستمرة لشخصيات المجتمع الكربلائي المزدهي بالرموز والقمم الشامخة من العلماء والمفكرين والأدباء والوجهاء التي يقوم بها قسم العلاقات الداخلية؛ وذلك لغرض مد أواصر التواصل معهم، والاستفادة من آرائهم في المجالات المتعددة وبتوجيه من قبل المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه).
انطلق وفدٌ من العتبة العباسية المقدسة ضم ممثلي كل من السادة الخدم وقسم العلاقات وقسم الشؤون الفكرية والثقافية وبعض الأقسام الأخرى، وكانت المحطة التي نزل بها الوفد هذه المرة جامع حي المعلمين لنلتقي بالحاج عبد الهادي المرشدي الذي رحب بالوفد، مثنياً على جهود القائمين على العتبة العباسية المقدسة لاسيما سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه).
صدى الروضتين رافقت وفد العتبة العباسية المقدسة وتابعت تفاصيل هذه الزيارة:
هو الأستاذ عبد الهادي عبد الجليل إبراهيم المرشدي من مواليد عام 1939م منطقة باب السلالمة، أحبَّ تعلم القرآن الكريم منذ الصغر والفضل يعود في ذلك إلى أستاذه في المدرسة الهاشمية الابتدائية الأستاذ حسين الخزرجي، إذ كان الأخير قارئاً ومجوداً للقرآن الكريم من أهالي قضاء المسيب، فكان يعلمهم القراءة الصحيحة للقرآن الكريم وبدائيات أحكام التلاوة والتجويد، فنشأ بذلك محباً لكتاب الله تعالى، ومستمعاً لآياته عن طريق المذياع لمختلف قرّاء العالم الإسلامي.
تخرج من الدراسة الإعدادية عام 1956م فعيّن بصفة معلم في إحدى المدارس القرويّة (مدرسة حبيب بن مظاهر)، ثمّ موظف في مديرية التربية، وبعد عدة طلبات قدّمها عاد مرةً أخرى لمهنة التدريس التي عشقها، لكن هذه المرّة في مدرسة السجاد الابتدائية المجاورة للمخيم الحسيني، فكان أستاذاً لمادة التربية الإسلامية والتاريخ والجغرافية.
انتقل محل سكناه من منطقة باب السلالمة إلى منطقة حيّ المعلمين عام 1964م وبقي مستمراً بالتعليم وفي نفس المدرسة إلى عام 1978م، وبعد خدمة بلغت حوالي 22 عاماً حافلة بالعطاء، وبسبب مضايقات حزب البعث له بالانتماء إلى الحزب تقدم بطلب لإحالته إلى التعاقد.
ومن جملة نشاطه القرآني إقامة محفل قرآني تعليمي في بيته، وكان يحاضر فيه الأستاذ عبد الرضا هيجل ويختص بإعطاء الملاحظات الخاصة بأحكام التلاوة والتجويد، فأقيم المحفل بحضور مجموعة من المؤمنين، وكان يتنقل بين البيوتات الكربلائية، وعند شياع صيته تم استدعاء الحاج عبد الهادي من قبل أزلام النّظام البائد، وتم إخباره بعدم إقامة المحفل في البيوت، فتم نقله إلى جامع حيّ المعلمين، واستمر مدّة من الزمن إلى أن تم منعه نهائياً.
وبعد سقوط النّظام البائد عام 2003م، تم اختياره من قبل لجنة إدارة العتبات المقدسة في كربلاء ليكون مشرفاً على إدارة العتبة العبّاسية المقدّسة آنذاك، واستمر في خدمة المولى أبي الفضل العبّاس لمدة أربعة أعوام، بعدها قدّم طلباً للاستقالة لأسباب صحيّة، تفرغ بعدها لرعاية جامع حيّ المعلمين.
عاد المحفل القرآني التعليمي من جديد بين أركان جامع حيّ المعلمين بحلة جديد وبحضور أوسع، وتم استضافة الأستاذ علاء الخفّاف لتدريس أحكام التلاوة والتجويد فاستمر معهم مدّة من الزمن إلى أن وافته المنيّة عام 2015م.
تميز محفل جامع حيّ المعلمين بحضور مجموعة من الأساتذة، فكلٌ يشارك في إعطاء المعلومات القرآنية وحسب اختصاصه من ناحية اللغة العربية، وأحكام التلاوة والتجويد وتفسير القرآن وعلومه والقضايا الفقهية، ومازال يقام إلى وقتنا الحاضر.
وقال لنا أنا مستمر في متابعة اخبار العتبة المقدسة من خلال جريدتكم الموقرة، وكذلك عند زيارتي للمولى أبي الفضل العباس عليه السلام فأشاهد الأعمال التي يقدمها الكوادر سواء بالمشاريع العمرانية والمعنوية الروحية والحركة الدؤوب، فمثل هذه الاخبار تنسيني الألم والهموم؛ لأن الايدي التي تعمل ولا زالت تعمل هي مفخرة من المفاخر، فهم عكسوا صورة ناصعة البياض لكل العالم.
واختتمت هذه الزيارة بتقديم الهدايا الرمزية للحاج عبد الهادي المرشدي، وبالدعاء له بطول العمر والعافية.