المرجعية الدينية العليا: سيجد من يسرق من أموال الشعب نفسه خصماً لكل الشعب
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعية الدينية العليا: سيجد من يسرق من أموال الشعب نفسه خصماً لكل الشعب سواء كان هذا الاستحواذ على أموال مؤسسة
أو مدرسة أو ملكية عامة في شارع..
أكدت المرجعية الدينية العليا أنه يجب الحفاظ على الأموال العامة، وأن الاستحواذ عليها دون وجه حق تعد سرقة من أموال الشعب، وأن من يسرق من أموال الشعب سيجد نفسه خصماً لكل الشعب سواء كان هذا الاستحواذ على أموال مؤسسة او مدرسة او ملكية عامة في شارع.
جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة المصادف (27 صفر الخير 1439هـ) الموافق (17 تشرين الثاني 2017م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف، وكانت بإمامة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) والتي بين فيها:
من هو المواطن الصالح؟ ما هي المقومات والمبادئ التي لو التزم بها المواطن اصبح مواطناً صالحاً؟
المواطن الصالح بتعبير بسيط: المواطن الذي يكون مصدر خير ونفع، المواطن الذي يساهم في البناء والتطوير والتقدم والازدهار، المواطن الذي يتعايش مع بقية المواطنين بسلام ومحبة، المواطن الصالح في قِباله المواطن الطالح، ذلك المواطن الذي يكون مصدر شر وضرر وإيذاء للآخرين، المواطن الذي يتقاعس ويتوانى عن المساهمة في اعمار وتطور بلده، المواطن الذي يكون تعايشه مع الآخرين مصدراً لتهديد السلم المجتمعي الأهلي.
والمواطن الصالح يحتاج الى مقومات ومبادئ حتى يمكنه التحلي بهذه الصفة الطيبة التي حثّت عليها الكثير من الأحاديث الشريفة.
وهنا أود أن أركز على نقطة مهمة، وهي أن كل هذه المبادئ، مبادئ المواطنة الصالحة هي نوع من الالتزام من المواطن تجاه وطنه وشعبه، هذا الالتزام هو الذي يمثل مسألة المواطنة الصالحة.
قد يقول البعض: طالما انا لا أنال حقوقي، فانا لا أؤدي هذه الالتزامات، هذه مسألة اخرى.. على المواطن أن يؤدي ما عليه امام الله تعالى، فهو مسؤول امام بلده وشعبه مع قطع النظر عن ذلك الأمر.. اداؤه لهذه الالتزامات والواجبات تمثل مرتبة المواطنة الصالحة التي فيها نفع للجميع ولنفسه.. وعدم الالتزام بها اضرار لنفسه وللآخرين..
وقد ذكرنا اربعة مقومات لا بأس بأن نذكرها اختصاراً:
المبدأ الاول: الحس الوطني والشعور بالمسؤولية، كل حسب اختصاصه وموقعه ووظيفته.
المبدأ الثاني: اكتساب ثقافة المواطنة الصالحة.
المبدأ الثالث: احترام الانظمة والقوانين العامة التي شرّعت بما فيها مصلحة عامة للمجتمع ورعاية هذه القوانين والانظمة والالتزام بها سواء كان في مجال الامن او الصحة او التعليم او الخدمات البلدية او غيرها.
المبدأ الرابع: الحفاظ على الأموال العامة والتي يسميها البعض اموال الحكومة، هذه في الواقع ليس كما يتصور البعض من أنها لا مالك لها، هذا ليس صحيحاً، هذه الأموال العامة هي ملك للشعب كله، فالاستحواذ عليها بغير وجه حق يعتبر سرقة من كيس الشعب، هناك سرقة من شخص او مواطن آخر، الانسان الذي يستحوذ على المال العام بغير وجه حق كأنه سرق من الشعب كله والشعب كله يكون خصمه.. وهذه الاموال سواء كانت في شارع او مدرسة او دائرة او غير ذلك، فالاستحواذ عليها يمثل سرقة من كيس الشعب.
ومن المبادئ المهمة للمواطنة الصالحة:
- حل المشاكل والنزاعات والاختلافات مع الاخرين بالتفاهم والحوار وان طال هذا التفاهم من اجل الوصول الى حل لهذه المشكلة:
المواطن الصالح هو الذي يبتعد عن اسلوب العنف والتهجم والتجاوز على الاخرين حينما يكون لديه نزاع واختلاف ومشكلة معينة، اخواني اذا حصلت مشكلة بيني وبين شخص آخر ونزاع عليَّ ان اعتمد اساليب متعددة، كالبدء بالتفاهم معه والتحدث والتحاور.. فإن لم ينفع أُدخل اشخاصاً آخرين من أهل الحل والرأي والعقل ممن لهم مقام اجتماعي مؤثر في محاولة لحل المشكلة.. إن لم ينفع ألجأ الى الأساليب القانونية.
مبدأ المواطنة الصالحة لابد ان نعتمده اولاً في البيت وفي داخل الاسرة ثم في السوق وفي الشارع وفي المدرسة وفي الدائرة وفي الاماكن العامة سواء اكان هذا الاختلاف والنزاع بين شخص وشخص آخر او بين كيان اجتماعي وكيان اجتماعي آخر.
في حالة حصول اختلاف بيني وبين الاخرين لا الجأ الى الشدّة والغلظة والخشونة في حل المشكلة.. يمكن بالحوار والهدوء والتفاهم ان تُحل المشكلة بدل من ان يغضب الانسان وينفعل ويستعمل اسلوبا عنيفا قد يؤدي الى الضرب او القتل او الجراح او الى مشاكل لا تنتهي.
نسأل الله تعالى ان يجعلنا دائماً ان شاء الله من المواطنين المؤمنين الصالحين؛ لكي نكون مصدر خير ونفع للمجتمع انه سميع مجيب.. والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.