عتباتُ القداسة تنشرُ أريجها في مدينة ‏ تكاب الايرانية في مهرجان نسيم عاشوراء

30-12-2018
احمد صالح ‏
عتباتُ القداسة تنشرُ أريجها في مدينة ‏
تكاب الايرانية في مهرجان نسيم عاشوراء
غدت العتبات المقدسة ملاذاً لكل محبي أهل البيت عليهم السلام تهفو قلوبهم العاشقة لنسمات تلك البقاع الطاهرة، لذلك تجدهم ‏يتسارعون ويتفرغون لكل عمل فيه ذكر آل البيت الأطهار عليهم السلام ، هكذا كانت الصورة في مهرجان نسيم عاشوراء المقام في ‏مدينة تكاب الايرانية، وتجسدت تلك اللوحة من خلال الحشود البشرية التي حضرت فعاليات المهرجان على مدار خمسة أيام متتالية، ‏فبمشاركة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة والعتبة الكاظمية افتتح مهرجان نسيم عاشوراء الثقافي الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة ‏الحسينية المقدسة بالتعاون مع هيأتي جان نثاران ابا عبدالله الحسين عليه السلام ، ورزمنكان اسلام هذا المهرجان الذي تحتضنه ‏مدينة تكاب الايرانية الواقعة ضمن الحدود الادارية لمحافظة اذربيجان الغربية هذه المدينة المعروفة بعشقها الكبير لآل البيت عليهم ‏السلام .‏
وتضمن الافتتاح أيضاً حضوراً رسمياً لشخصيات دينية ورسمية، بالإضافة الى وفود العتبات المقدسة المشاركة في هذا المهرجان، ‏وجمع غفير من الأهالي.‏
انطلقت فعاليات حفل الافتتاح الذي أقيم في المسجد الكبير للمدينة (المصلى)، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، جاءت بعدها كلمة أمام ‏جماعة المسجد فضيلة الشيخ برادري بين فيها قائلاً:‏
‏ نرحب أجمل ترحيب بوفود العتبات المقدسة في العراق لحضورهم في هذه المدينة، الكثير منا قد زار عتبات العراق المقدسة، ولكن ‏هنالك الكثير من أهالي هذه المدينة، لم يكتب لهم التشرف بزيارة عتبات كربلاء وباقي المراقد المشرفة.‏
‏ واليوم خدمة تلك المراقد الطاهرة يأتون الى مدينة تكاب لأجل الوصول الى المحبين لأهل البيت عليهم السلام في هذا المكان للتبرك ‏بما تم عرضه من تبريكات العتبات المقدسة، وجعلهم يعيشون الأجواء الروحانية لمراقد أهل البيت عليهم السلام .‏
مضيفاً: نحن كأهالي هذه المدينة سنكون على أكبر قدر من المسؤولية اتجاه ضيوفنا الاعزاء لتأدية الواجب بأكمل وجه خلال ايام هذا ‏المهرجان المبارك الموسوم بـ(نسيم عاشوراء)، وبدوري أود ان اتقدم بالشكر الجزيل لخدمة العتبات المقدسة لاختيارهم مدينتنا لإقامة ‏هذا المهرجان وانه لشرف كبير لنا ولهذه المدينة.‏
‏ كما واتقدم بالشكر الجزيل لأهالي مدينة تكاب على تعاونهم الكبير وتواصلهم المميز وحضورهم الفعال لهذا المهرجان، حيث انهم ‏عندما سمعوا أن وفود العتبات المقدسة سوف يحلون ضيوفا عليهم هبوا لاستقبالهم وحضورهم المكثف من اجل انجاح هذا المهرجان ‏المبارك. كما وأحثهم بتكثيف حضورهم في فعالياته المستمرة على مدار خمسة ايام؛ لكي ينهلوا من بركاته.‏
جاءت بعد ذلك كلمة العتبات المقدسة ألقاها السيد افضل الشامي معاون السيد الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة للأمور الثقافية ‏والإعلامية، ناقلا تحيّات وسلام المتوليين الشرعيين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وأمناء العتبات المقدسة والمزارات ‏الشريفة.‏
‏ مضيفا: انطلاقا من قول الامام جعفر الصادق عليه السلام : "أحيو امرنا رحم الله من أحيا أمرنا" وبدعوة كريمة من اهالي مدينة ‏تكاب الطيبين حضر خدمة العتبات المقدسات في العراق الى هذه المدينة لإقامة فعاليات هذا المهرجان تحت عنوان (نسيم عاشوراء) ‏لذا فمن الواجب علينا أن نتقدم بالشكر الجزيل لحضوركم ولكل من ساهم في اقامة هذا الحفل المبارك.‏
مؤكداً: لا يخفى عليكم ايها الاعزة ما مدى قوة الروابط والوشائج بين الشعبين الجارين، إلا أن أقواها وأهمها هي رابطة الولاء للنبي ‏الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم واهل بيته عليهم السلام وأن وجود مراقد الائمة الاطهار عليهم السلام ادى الى تبادل ‏الزيارات بين البلدين بشوق ومحبة واحترام.‏
‏ ولقد عمد حكام الظلم في فترات زمنية متعاقبة الى اضعاف هذه الروابط، ولكن لم تزدد إلا قوة، وان اقامة هذا المهرجان العاشورائي ‏انما هو مصداق لما ورد في الروايات انه سوف تنصب في كل بقعة راية ترفرف معلنة الحرية رافضة للظلم والطغيان واقامة العزاء ‏على سيد الشهداء عليه السلام .‏
‏ واختتم داعيا بحفظ بلاد المسلمين في مختلف اماكن العالم، وأن يحفظ قواتنا الأمنية وحشدنا المقدس المرابطين على جبهات القتال.‏
أعقبتها كلمة القاها محافظ مدينة تكاب الاستاذ (اريج ثقفي) بيّن فيها قائلاً:‏
نرحب اطيب ترحيب بخدمة العتبات المقدسة في العراق ونشكرهم؛ لأنهم أشعرونا بأننا نعيش تلك الاجواء المباركة عند رحاب ابي ‏الله الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهم السلام ونحن نعيش ايام هذا المهرجان ادعو اهالي مدينة تكاب الاستفادة من فقرات ‏المهرجان الفكرية والولائية من اجل ان ينهلوا من بركاته.‏
مبيناً: إن خدمة العتبات المقدسة يستقبلون الملايين من الزائرين سنويا في ذكرى زيارة الاربعين، وأرجو الله تعالى ان يوفقنا بأن نقدم ‏لهم الخدمة الجيدة والتسهيلات اللازمة لإنجاح هذا المهرجان، وأن واقعة عاشوراء حادثة استثنائية، وإن شاء الله يشاهد اهالي مدينة ‏تكاب من خلال هذا المهرجان تفاصيل تلك الفاجعة.‏
‏ من جانب آخر، فإن هذه الثورة الخالدة كان لها الاثر في تحرر الشعوب باختلاف مشاربها الدينية والعرقية، باسمي وباسم اهالي تكاب ‏نتقدم بالشكر للعتبات المقدسة في العراق لحضورهم ومشاركتهم إيانا هذا المهرجان.‏
أعقبتها كلمة اخرى، ألقاها إمام جماعة أهل السنة والجماعة في مدينة تكاب فضيلة الشيخ مرادي بيّنَ فيها قائلاً:‏
‏ نرحب بوفود العتبات المقدسة ونشكر اهالي مدينة تكاب لتأدية الواجب اتجاه الضيوف، ايها الاعزة يا خدمة العتبات المقدسة نشكركم ‏من صميم قلوبنا ونحن مسرورون لزيارتكم هذه الى مدينتنا وارحب بكم ترحيباً خاصة.‏
موضحاً: إن التبرك اسم جامع وهو دليل على ثبات النعم ومنها قولنا: اللهم بارك على سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم اذ يقول ‏احد علماء السنة عن تفسيرها ثبّت عليه ما اعطيته من مقام مشرف وكمال بكل شي.‏
والتبرك هو طلب الكمال الذي اودعه الله سبحانه وتعالى في ذلك الشيء، من هنا فإن التبرك بمراقد الاولياء والصالحين انما هو تقرب ‏الى الله تعالى ولاشك ان الاضرحة المشرفة لأهل البيت عليهم السلام مصداق واضح على ذلك، فهي مأمن للقلوب وشفاء للأنفس ‏التي اصابتها الشوائب نتيجة مغريات الحياة.‏
يا خدمة الامام الحسين عليه السلام نحن نتبرك ونتشرف ونتوسل بهذا الامام لقضاء حوائجنا وحوائج المؤمنين في مختلف اصقاع ‏العام.‏
أقيم بعد ذلك مجلس عزاء للإمام الحسين عليه السلام استذكر فيه ما جرى يوم عشوراء شارك فيه من العراق الرادود محمد ضيغمي، ‏ومن مدينة تكاب الحاج يد الله انظاري.‏
ليختتم حفل افتتاح المهرجان بافتتاح معرض العتبات المقدسة، من ثم رفع رايات العتبة الحسينية والعباسية الكاظمية على مدخل ‏المسجد.‏

فعاليات اليوم الثاني
المحاضرة الدينية ضمن مراسيم مهرجان نسيم عاشوراء
استكمالاً لفقرات الأسبوع الثقافي الموسوم بنسيم عاشوراء، وضمن فعاليات اليوم الثاني، أقيمت المحاضرة الدينية التي ألقاها فضيلة ‏الشيخ صفاء الخزرجي من مؤسسة الدليل التابعة للأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في مدينة قم المقدسة، وقد تمحورت ‏المحاضرة حول التعايش السلمي الذي ثبته الدين الاسلامي الحنيف، وما قام به الفكر المتطرف من خطوات لمحو تلك المبادئ ‏السامية. ‏
وأضاف قائلاً: إن خروج الإمام الحسين عليه السلام كان نتيجة ما جرى على الأمة من انحراف كبير عن رسالة الاسلام المحمدي الذي ‏استقامة بتقديم التضحيات الجسام لإخراج الأمة من غياهب الظلام المطبق الذي عاشه المجتمع في فترة الجاهلية، وإن دور الأئمة ‏الأطهار عليهم السلام ، انما هو امتداد طبيعي لتلك الرسالة السامية بيد أن الدور الذي قام به الإمام الحسين عليه السلام كان له الوقع ‏الاكثر في المجتمع حتى يومنا الحاضر، إذ فضحت تلك الثورة الخالدة الزيف الذي اتسم به حكام بني امية ومحاولتهم تضليل الناس ‏بشكل قسري مستخدمين القتل والترويع اتجاه المجتمع، فكان خروج الإمام الحسين عليه السلام انطلاقاً من الواجب الشرعي بأن ‏يحفظ الرسالة المحمدية من الضمور، فكانت ثورة عاشوراء هي القوة التي انتشلت المجتمع من قعر الظلم والفساد لتكون ملهمة الثورات ‏سابقاً وحالياً ولاحقاً الى قيام يوم الدين. ‏
وقد أكد النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم للأمة، بأنهم لن يضلوا اذا ما تمسكوا باثنتين القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام ‏وان من اتخذ هذا السبيل، فإنه يكون متحصناً بوجه الزلل والانحراف عن جادة الحق الالهي. ‏
مبيناً: لو اردنا ان نعقد مقارنة بين المنهج الاسلامي الحق ومنهج الارهاب الذي يدعي عمله وفق الشريعة الاسلامية سوف نجد ‏التناقض الواضح، إذ نجد التسامح والتعايش السلمي مفعلاً بشكل كبير تحت مظلة الدين الاسلامي الحق على عكس المنهج الارهابي ‏الذي يعمل بأساليب القمع والقتل والترويع لكل من يأخذ بأوامره النابعة من الاهواء الشخصية للنفس الامارة بالسوء.‏
‏ وجانب آخر يوثق بحوادث خلدها التاريخ لمبدأ تقبل الاخر والتعايش معه نجده في مبادئ الدين المحمدي الاصيل المتمثل بأهل البيت ‏عليهم السلام واعطاء كل ذي حق حقه دون نقص والحرص على قضاء حوائج الناس ومساعدتهم للخروج بهم الى بر الامان، فيما ‏نلاحظ في الجهة الأخرى الكراهية، واتباع الأهواء الشخصية، وسلب الناس حقوقهم الشرعية تحت غطاء الدين.. كل ذلك وأكثر نجده ‏في منهج الارهاب، ولم تكن هذه الحالة وليدة اليوم، بل إنها قد تفاقمت على مدار قرون ماضية حتى أصبحت اليوم بشكلها المعروف ‏بداعش الارهابي الذي هو امتداد لأعداء اهل البيت عليهم السلام . ‏
‏ أيها الأعزاء.. نحن اليوم نواجه فكراً متطرفاً صنع منذ عقود من الزمن، وفي كل حقبة هنالك حلقة سوداء في المجتمع الاسلامي، ‏تحاول التغلغل داخله من أجل نخر جسده واضعافه، بالتالي تطبيق أفكارها المسمومة على أبناء ذلك المجتمع، وهنالك جانب مضاد له ‏هو الجانب الاصلاحي الذي يواجه تلك الهجمة محاولاً القضاء عليها، وتنوير عقول أفراد المجتمع لئلا ينجرفون الى الهاوية.. بالتالي ‏خسارة الدنيا والآخرة. ‏
وتابع الخزرجي قائلاً: الأمر الآخر الذي حرص عليه الدين الاسلامي الاصيل هو العيش بسلام بين طوائف المجتمع، فلم يمنع ‏المؤمنين من التودد الى الذين يخالفونهم بل على العكس، أكد بأن يحسنوا لهم ومساعدتهم وهو ديدن هذا المنهج الحق الذي يمتاز ‏بإنسانيته في جميع مفاصل الحياة، داعياً الى مبدأ الأمة الواحدة التي انطلق منه الدين الاسلامي، بينما المنهج الارهابي يدعو الى ‏التفرقة بين الناس داخل المجتمع الواحد، وهو يتخذ من أسلوب القتل منهجاً لسياسته.. وعلينا اليوم أن نتكاتف من أجل تفويت الفرصة ‏على هذا المنهج الدخيل على مجتمعنا الاسلامي، فهو يريد أن يفرقنا.. بالتالي اضعافنا.. مما يتيح له الفرصة لتنفيذ مؤامراته. ‏
وفي الختام.. دعا فضيلة الشيخ الخزرجي الباري (عز وجل) أن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء، وأن يديم هذه التجمعات الولائية ‏على محبة محمد صلى الله عليه واله وسلم وآله الطيبين الأطهار عليهم السلام .‏

فعاليات اليوم الثالث
محاضرة أكاديمية ضمن مراسيم مهرجان نسيم عاشوراء
أقيمت محاضرة اكاديمية احتضنتها مدرسة الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم للعلوم الدينية وسط مدينة تكاب، وقد ألقيت ‏المحاضرة على اسماع مجموعة من طلبة العلوم الدينية قدمها الدكتور علي الشيخ الأستاذ في جامعة المصطفى العالمية والمحاضر في ‏جامعة طهران، ركز على بعض الأمور التي تزيل الشبهات عن الدين الاسلامي.. ولمعرفة المزيد، كان لنا لقاء مع الدكتور المحاضر ‏الذي تحدث قائلاً: ‏
جاءت المحاضرة تحت عنوان (أفضلية الدين الاسلامي على الأديان الأخرى) حول ما هو موجود في الديانة الاسلامية وغير موجود ‏في الديانات الاخرى سواء كانت التوحيدية الابراهيمية او غير التوحيدية: كالبوذية او الهندوسية.. وهذا الموضوع يتضمن عدة ‏مسائل جوهرية: المسألة الأولى هي العقلانية، وذلك ان كل ما جاء في الدستور الاسلامي يتوافق بشكل كامل مع العقل، وهي خصلة ‏ينفرد بها، في حين إننا لا نجدها عند باقي الديانات، وهي مسألة مهمة من الضروري اثباتها بالدليل القاطع.. أما المسالة الأخرى، فهي ‏الجانب الروحاني والجانب المعنوي، وهذان الأمران الواضحان جلياً في كينونة الدين الاسلامي دون غيره، أثبتتها المؤلفات الكثير ‏على مر العصور. ‏
وبيّن أيضاً: هنالك الكثير من المفاهيم المغلوطة.. وللأسف نراها متداولة اليوم في مجتمعنا الاسلامي، ألصقت باطلاً بالدين الاسلامي ‏الحنيف بأنه دين قتل وعنف وكراهية.. لذلك نحرص على اقامة هذه المحاضرات من اجل تنقية المفاهيم الاسلامية من الشوائب التي ‏علقت فيها، ومحاولة ابراز الجانب الروحي له بواسطة الأدلة العقلية والنقلية من القرآن الكريم والأحاديث المروية عن النبي الاكرم ‏صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام بصفتهم التطبيق الواقعي للدين الاسلامي الصحيح. ‏
وتابع قائلاً: المسألة الاخرى التي تم التطرق اليها في المحاضرة مع الاخذ بنظر الاعتبار بأن الحضور هم من طلبة العلوم الدينية ليلقى ‏على اسماعهم بعض النصائح والخطوات في كيفية الاستفادة من وقتهم اثناء دراستهم في هذا المجال. ‏
وأكمل قائلاً: إن اهمية هذه المواضيع تنبع من ضرورة تحصين مجتمعنا الاسلامي لاسيما شريحة الشباب لمواجهة الافكار المتطرفة ‏التي تحاول ضرب المجتمعات الاسلامية من خلال هذه الفئة، وذلك ببث مجموعة من الافكار المفتعلة التي تؤكد على أن الدين ‏الاسلامي هو دين عنف وقتل وغير ذلك من الامور والدين الاسلامي منها براء. ‏
واختتم حديثه قائلاً: شكر وعرفان للعتبات المقدسة لاسيما المشاركة في مهرجان نسيم عاشوراء على مبادراتهم الطيبة التي تدعو الى ‏التآلف بين الناس، ونبذ كل ما فيه تفرقة، ورصهم على التواصل مع محبي اهل البيت (عليهم السلم) في مختلف العالم وهي رسالتهم ‏السامية بأن يعيشوا هؤلاء الذين يصعب عليهم زيارة الامام الحسين عليه السلام واخيه ابي الفضل العباس عليه السلام وباقي ‏المراقد الطاهرة في العراق.‏


محاضرة إرشادية ‏
ضمن فقرات الأسبوع الثقافي الموسوم بنسيم عاشوراء ‏
‏شهد اليوم الثالث ضمن الفترة المسائية إلقاء محاضرة إرشادية قدمها سماحة السيد عماد ‏الحكيم (دام عزه) الأستاذ في حوزة قم المقدسة ‏بين سماحة السيد فيها بعض الأمور التي ‏تتعلق بالأسرة التي تؤدي الى تحصين هذا الكيان المقدسة الذي يعد أحد أهم الركائز في بناء ‏‏المجتمع.. ولمعرفة تفاصيل أكثر كان لنا لقاء مع السيد المحاضر ليحدثنا قائلاً: ‏
‏ من المعروف أن الأسرة هي بذرة المجتمع الناجح على أن تكون هذه الأسرة تعمل بنهج أئمة أهل ‏البيت عليهم السلام ، بالتالي سوف ‏نحصل على مجتمع متكامل، ولو قارنا هذه التوصيات مع ‏العقل والفطرة، سنجد تطابق المفاهيم بشكل كبير.‏
‏ من جهة أخرى، على المجتمعات اذا ما أرادت أن تحقق هذا الكمال، فيجب عليها هنا أن تعمل ‏بهذه المبادئ التي حث عليها الدين ‏الاسلامي الحنيف ورسخها النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم في المجتمع، ‏وكان صلى الله عليه واله وسلم يعمل بتوجيه ‏الناس من خلال التطبيق الفعلي حتى ثبت بذلك دروساً في الأخلاق ‏والآداب وتقديم التوصيات والمواعظ. ‏
وأضاف سماحته قائلاً: لاحظنا التفاعل الكبير من قبل الحضور الغفير من أهل هذه المدينة يعبر ‏عن الاستجابة من قبل الناس والشعور ‏بأهمية هذا الموضوع، وإن المردودات الايجابية من هذه ‏الأسابيع الثقافية التي تقيمها العتبات المقدسة مثمرة وهي مصداق حقيقي ‏لقول الامام الصادق ‏‏ عليه السلام : ((أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا))، وهي إحياء لمعالم الدين. ‏
مؤكداً: إن الهجمة الثقافية التي يتعرض لها مجتمعنا الاسلامي تحتم علينا الوقوف بوقفة جادة ‏لمواجهتها، ومحاولة بذل الجهد الكبير ‏للحيلولة دون دخولها بين ثنايا مجتمعنا، ومن طرق ‏المواجهة هذه المجالس واللقاءات.‏
‏ من جانب آخر احياء الشعائر الدينية فضلاً عن اقامة المحاضرات التي تدعو الى دفع الشبهات ‏عن تعاليم ديننا، ونحن نأمل من شبابنا ‏المؤمن ان يواظبوا على حضور هذه المجالس المباركة ‏لاسيما العاملين في مجال الاعلام، من أجل أن يوصلوا هذه الرسالة الى العالم ‏أجمع. ‏
وفي ختام حديثه بين قائلاً: دعواتنا الى العتبات المقدسة لاسيما المشاركة في هذا الاسبوع الثقافي ‏في هذه المدينة التي عرفت بحبها ‏لآل البيت عليهم السلام ، داعياً الباري (عز وجل) أن يوفق ‏القائمين على هذا المهرجان المبارك، من أجل ايصال رسالة الاسلام ‏الصحيح الى مختلف أنحاء ‏العالم.‏

قوافي الشعر حاضرة في مهرجان نسيم عاشوراء
انطلق المحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت قارئ العتبة العباسية المقدسة محمد امير لترتقي بعدها المنصة الشاعرة خانم نجمة ‏نبأيان اعقبها الشاعر رضا هاشمي من مدينة تكاب المحتضنة لفعاليات المهرجان، فيما كان الدور على الشاعر شمس الدين بختكي ‏وشارك في هذا المحفل ايضا الشاعر محمد رضا حسين زادة ليكون مسك الختام مع الشاعر علي رضا مرادي. ‏
اختتم المحفل الشعري بمجلس عزائي تزامنا مع الايام السجادية ذكرى استشهاد الامام زين العابدين عليه السلام بصوت المنشدين ‏سجاد احمد من العتبة الكاظمية المقدسة ومحمد التميمي من العتبة العباسية المقدسة ومحمد ضيغمي من قم المقدسة.‏

فعاليات اليوم الرابع
استمرار إقامة الأسبوع الثقافي لليوم الرابع على التوالي
شهد اليوم الرابع زيارة وفود العتبات المقدسة الى مستشفى شهداء تكاب مقدما مجموعة من الهدايا التبركية، فضلاً عن التبرك برايتي ‏الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس عليهما السلام ، لتستمر بعدها استكمال فقرات المهرجان المسائية بإلقاء محاضرة جاءت ‏بعنوان الشعائر الحسينية، قدمها فضيلة الشيخ حيدر النجفي والتي بيّنَ فيها قائلاً: ‏
‏ تعد الشعائر الحسينية من الطقوس التي أثبتتها روايات أهل البيت عليهم السلام انطلاقا من قوله تعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنها ‏من تقوى القلوب" فقد اشتملت هذه الاية على عدة امور منها: ان مفهوم الشعائر موجود في جميع الاديان، ولكنها تختلف في اداء ‏طقوسها، ولكن عرفت بالشعائر الحسينية منذ اقامة اول عزاء على الامام الحسين عليه السلام في فاجعة الطف الاليمة لتقترن باسمه ‏عليه السلام ولتكون فصلاً هاماً من فصول حياة المحبين في مختلف انحاء العالم. ‏
مضيفاً: في ظل هذا الموضوع يطرح تساؤل: هل هذه الشعائر الحسينية هي شعائر الله؟ نجيب على هذا التساؤل بما جاء عن روايات ‏اهل البيت عليهم السلام اذ نجدهم يدعون الناس الى اقامتها واحيائها بشكل مستمر؛ لأن فيها الفوز بالدنيا والاخرة بشفاعة الامام ‏الحسين عليه السلام الذي قدم كل ما يملك مضحياً بنفسه وعياله من أجل اعلاء كلمة الاسلام. ‏
مؤكداً: في ما يخص الشعائر الحسينية، علينا أن نثبت أمراً مهماً هو أن مناسك هذه الشعائر ليست هي المطلوبة بذاتها، بل انها وسيلة ‏لطلب شفاعة الامام الحسين عليه السلام من اجل التقرب الى الله سبحانه وتعالى. ‏
واختتم قائلاً: أتوجه بالشكر الجزيل للعتبات المقدسة التي قربتنا من تلك الأجواء الحسينية من خلال مهرجان نسيم عاشوراء الذي يقام ‏في مدينة تكاب.. دعاؤنا لهم بالتوفيق الدائم في عملهم.‏


فعاليات اليوم الخامس
حفل الختـــــام
اختتمت فعاليات المهرجان نسيم عاشوراء الذي شهد حضور شخصيات ورموز رسمية وحوزوية، بالإضافة الى الوفد الذي مثّل ‏العتبات المقدسة المشاركة في المهرجان
ابتدأ الحفل بآيات بينات من القرآن الكريم بصوت القارئ والمنشد محمد أمير من العتبة العباسية المقدسة، بعد ذلك كانت هنالك كلمة ‏لإمام جماعة مدينة تكاب الشيخ (برادري) والتي بيّن فيها قائلاً: ‏
‏ نتوجه بالتحية والشكر والامتنان الى اخواننا من خدمة العتبات المقدسة الذين نقلونا الى أجواء كربلاء المقدسة، وتلك اللحظات ‏الروحانية التي يعيشها المؤمنون عند تلك البقاع الطاهرة.‏
مضيفاً: لقد رأينا خلال ايام نسيم عاشوراء العشق الحسيني من قبل المحبين ظهر ذلك جلياً من خلال التهافت على تبريكات العتبات ‏المقدسة، وشاهدنا كيف أن رايات الولاء والاباء لازالت ترفرف عالياً معلنة استمرار ذلك المنهج الرافض للظلم والطغيان، ونحن ‏نلتمس أن ننال بركات الامام الحسين عليه السلام . ولقد تعطرت هذه المدينة بذلك العبق الطاهر وانه لشرف كبير لنا ولأهالي المدينة ‏الذين بذلوا جهودا كبيرة من اجل انجاح هذا المهرجان.‏
جاءت بعد ذلك كلمة وفود العتبات المقدسة القاها بالنيابة السيد عقيل الياسري معاون رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة ‏العباسية المقدسة والتي بين فيها قائلاً:‏
‏ من دواعي الفخر والسرور ان نحمل هذا الوسام المبارك ألا وهو اسم (خادم) لمحمد وآل محمد صلى الله عليه واله وسلم ، لا بل خصنا ‏أن نكون خدمة للحسين عليه السلام ولزائريه، فيا له من فخر وكرامة، ويا له من تاج وعلامة نفتخر بها على العالم اجمع.‏
‏ وإن هذه الخدمة يتمناها الملائكة والصالحون، وقد حطت رحالها عندنا وعندكم وصرنا نُنعت بصفة خادم الامام الحسين عليه السلام ‏، فعلينا السجود لله شكراً وحمداً على هذه النعمة البالغة، وإن من ابواب الشكر والمحافظة على هذا الشرف أن تكون خدمتنا خالصة ‏لوجه الله تعالى، لا نب