ضمن مشروع فتية الكفيل
العتبة العباسية المقدسة تقيمُ مهرجانَ ‏
عاشوراء الثقافي السنوي السادس ‏
بالتعاون مع جامعة بغداد
أقامت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة ضمن مشروع فتية الكفيل مهرجان عاشوراء الثقافي السنوي بنسخته السادسة، وبالتعاون ‏مع رئاسة جامعة بغداد بذكرى استشهاد سبط الرسول الكريم صلى الله عليه واله وسلم . حيث استضافت جامعة بغداد الأمانة العامة ‏للعتبة العباسية المقدسة في رحاب قاعة الحكيم، وتضمن المهرجان فقرات عدة وسط حضور وفود مثلت العتبتين المقدستين الحسينية ‏والعباسية، وعدد كبير من أساتذة الجامعة وطلبتها ووسائل الاعلام.‏
وتم افتتاح المهرجان بآيات من الذكر الحكيم تلاه المقرئ ذو الفقار حيدر الموسوي، ومن ثم النشيد الوطني ولحن العتبة العباسية ‏المقدسة الموسوم بـ(لحن الاباء)، ليليها بعد ذلك قراءة سورة الفاتحة على ارواح شهدائنا الأبرار.. وألقى رئيس جامعة بغداد الاستاذ ‏الدكتور علاء عبد الحسين كلمة في مستهل المهرجان بين فيها: ‏
‏ نبارك هذا التجمع لإحياء ذكرى لا تنطفئ أبداً ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام ، اننا في كل عام نستذكر هذه المواقف في ‏شهر محرم الحرام، وتنتهي في شهر صفر وتستمر الحياة، ولكن السؤال الذي نثيره دائماً: ماذا تعلمنا من هذه الوقفة الجهادية ‏البطولية؟ هل ننساها بمجرد انتهاء هذين الشهرين أم نتمسك بالمواقف والمبادئ التي استشهد من اجلها الامام الحسين عليه السلام ‏وأهله وصحبه؟
وأضاف: إن هذه اقامة الذكرى لا تنسينا المواقف؛ لأنها باقية منذ 1400سنة، وستبقى بإذن الله تعالى الى يوم يبعثون، ولكننا دائماً ‏يجب أن نقول: هل نحن ما بعد هذين الشهرين نطبق ما استشهد من أجله الامام الحسين عليه السلام في اعلاء كلمة الحق والعدل ‏والإنسانية في محاربة الظلم والوقوف في وجه الغطرسة، ورفض كل انواع الذل والإهانة، وترك الحياة لرفع المبادئ. هل نحن حققنا ‏الحق والعدل مع انفسنا ومع الآخرين؟ هل نملك الاخلاق التي يتمتع بها وناضل من اجلها نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم وما ‏قدمه الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء؟ لقد قدم كل ما يميز الانسانية، وما يدعون له الآن في العالم، قدمه الامام عليه ‏السلام من اخلاق ورحمة وتضحية والاستشهاد كل هذا من اجل كلمة الحق، وإعلاء الدين الحنيف وهو دين الاسلام، الدين الاسلامي ‏والرسالة السماوية التي بعث من اجلها النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم .‏
وبين: نريد منكم أن تكونوا نواة المستقبل في مجتمعكم اين ما كنتم، فكل مسؤول من موقعه، وأن يكون مثل ما يحمله من افكار ‏ومبادئ من خلال هذه الذكرى، ورغم المحاولات التي أرادوا أن يطمسوها على مر العصور، ورغم ما هدموا من اضرحة على مر ‏الفترات، ولكن الحسين عليه السلام بقي؛ لأن الرسالة باقية، ولأن الهدف باق، فالإمام الحسين عليه السلام بتضحياته بنفسه وأهله، ‏لكن النتائج باقية.‏
‏ والآن الحشد الشعبي ذهب للجهاد من اجل الوطن والمقدسات، ولكن سبقته عقيدته؛ لما رآه من تضحية الامام الحسين عليه السلام ‏وأصحابه، وثورة الامام عليه السلام هي ثورة انسانية ضد الظلم وليست ثوره طائفية، ونتمنى أن تكونوا قدوه لهذه الذكرى ‏والمبادئ، ونتمنى لهذا المهرجان كل التوفيق والنجاح ان شاء الله تعالى.‏
‏ ثم تلتها بعد ذلك كلمة نائب الأمين العام للأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة المهندس بشير محمد جاسم الربيعي بين فيها ضرورة ‏تحلي طلبتنا بأخلاق نبينا الأعظم وآل بيته الأطهار عليهم السلام ، وأن يكونوا أنموذجاً ومثالاً نحتذي به في سلوكنا وعملنا وفي كل ‏جانب من حياتنا.. وتضمن المهرجان قراءات شعرية ألهبت حماس الحضور، رثت الإمام الحسين عليه السلام للشاعر امير الناتي.‏
صحيفة صدى الروضتين حضرت المهرجان والتقت بالدكتور عادل عبد الرزاق مدير الاعلام والعلاقات العامة في جامعة بغداد ‏فتحدث قائلاً:‏
‏ تحتضن جامعة بغداد مهرجان عاشوراء الثقافي السادس الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة برحاب الجامعة، وكنا نهدف من هذا ‏المهرجان بأن يكون منهاج الامام الحسين عليه السلام ، وسيرته العطرة ونهجه أن يكون قدوه لنا ولحياتنا وقدوة لحياة الطلاب.‏
‏ وأتمنى لهذا المهرجان أن يتكرر دائماً، وأن يكون مسيرة عطره ونهج لحياتنا وشبابنا، وأن نقتدي بالأفعال القيمة والجميلة التي سار ‏عليها الامام الحسين(عله السلام)، والهدف من اقامة المهرجان هو اشاعة روح المحبة والتسامح والقيم النبيلة التي سار عليها الامام ‏عليه السلام ، والتضحيات التي قدمها والمأساة التي حدثت في عاشوراء، وأن تكون نهجاً لطلبتنا ولكل العراقيين.‏
وكان لقاء آخر مع علي العبدلي مسؤول العلاقات العامة والإعلام لمؤسسة العين فرع الكرادة، فبين قائلاً:‏
‏ مهرجان عاشوراء السادس الذي يقام في جامعة بغداد بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة هو احياء ذكرى شهادة الامام الحسين عليه ‏السلام والذي يمثل ما جرى في يوم عاشوراء وحمل رأس الامام عليه السلام من قبل جلاوزة يزيد.‏
‏ وكان أحد النصارى وهو ينصر الامام الحسين عليه السلام بعد ما عرف بمظلومية الامام، حيث أسلم بعد ما رآه من مظلومية ‏الرأس الطاهر، والهدف من المهرجان هو نشر فكر الامام الحسين عليه السلام ، واستلهام الدروس والعبر من هذه الثورة العظيمة التي ‏تتجدد على مر التاريخ، ونشر الانسانية.‏
واختتم المهرجان بعروض مسرحية تتحدث عن معاني الثورة الحسينية وأهدافها ودروسها وعبرها ومآثرها العظيمة التي خلدت اكبر ‏ملحمة بطولية عبر التاريخ، ومجدت تضحيات آل بيت رسول الله عليهم السلام ، وتم تبادل وتوزيع جوائز درع بين العتبة العباسية ‏المقدسة وجامعة بغداد.‏
وعلى هامش المهرجان، تم افتتاح المعرض التراثي لمركز تراث كربلاء، لإصدارات العتبات المقدسة شاركت به الأمانتان العامتان ‏للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ومعرض صوري لفرقة العباس القتالية عرض فيه صور شهداء الفرقة، وأخرى لبعض ‏الأسلحة والطائرات المسيّرة التي تم السيطرة عليها من قبل العدو.‏
‏ يذكر أن هذا المهرجان سبق وأن أقيم في السنوات الماضية في جامعة بغداد ضمن مشروع معرض الكتاب، وهو مشروع فكري ‏تربوي ثقافي يستهدف تطوير قدرات الشباب في مختلف المجالات في الجامعات والمعاهد العراقية. ‏
صحيفة صدى الروضتين حضرت افتتاح المعرض، والتقت بالشيخ محمد البيضاني مركز تراث كربلاء قسم شؤون المعارف الإسلامية ‏والانسانية فبين قائلاً:‏
‏ في الحقيقة، احضرنا رسوماً تمثل الهجوم والتهديم الذي حدث في المرقد الحسيني الشريف من بداية نشأته حتى العهد العثماني، ‏وكذلك صور تمثل الانتفاضة الشعبانية عام 1991م في عهد النظام السابق، فعلى هامش المؤتمر اشتركنا في هذا المعرض بلوحات ‏متنوعة بعضها انا قمت برسمها بناء على كتب الوقائع التاريخية، والبعض الآخر على شكل صور فوتوغرافية.‏
‏ ويمثل المعرض خلاصة والبحث والتدقيق على المرقد الشريف، فهو موكب متنقل في اي مكان، والهدف من المعرض تعريف ‏الناس ظلامة مراقد اهل البيت عليهم السلام ، والطغاة الذين كانوا مترصدين لهم وأتباعهم والموالين لهم.‏

وكان لقاء مع وسام عذاب جناح العتبة الحسينية المقدسة قسم النشاطات العامة شعبة المعارض فتحدث قائلاً: تشارك العتبة الحسينية ‏المقدسة في معرض الكتاب بالتنسيق مع جامعة بغداد المكتبة المركزية. الهدف من هذه المشاركة هو الوعي الاسلامي والثقافة الدينية ‏للطلاب وبتوجيه مستمر من قبل المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزه)، والأمين ‏العام للعتبة السيد جعفر الموسوي(دام تأييده)، حيث شاركت العتبة المطهرة بـ(300) اصدار مختلف الانواع من كافة انتاجات العتبة ‏الحسينية المقدسة، ويمثل افتتاح المعرض الانفتاح على الجامعات والطلبة، ونتمنى ان تكون في المستقبل معارض ثقافية للعتبتين ‏المقدستين.‏
من جانب آخر، التقينا بالأستاذ محمد الأعرجي مسؤول وحدة المعارض التابعة لشعبة الفكر والابداع، التابعة لقسم الشؤون الفكرية ‏والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، فتحدث قائلاً:‏
‏ تقيم العتبة العباسية المقدسة قسم العلاقات مهرجان عاشوراء السنوي، ومن ضمن فعاليات المهرجان معرض للكتاب في المكتبة ‏المركزية جامعة بغداد، حيث شارك في المعرض قسم الشؤون الفكرية والثقافية وقسم المعارف الاسلامية بإصدارات متنوعة وما ‏يقارب (350) اصداراً بين مجلد وورقي ومجلات محكمة ومجلات شهرية ونصف شهرية.‏
وأضاف: الهدف من المعرض استقطاب الطلاب واحتضانهم الى العتبات المقدسة والى القراءة الفكرية والثقافية، واختيار الجامعة؛ ‏كونهم شريحة مثقفة وواعية وتهتم بالإطلاع على الكتب المتنوعة والمعرفية، وتكون مدة المعرض ثلاثة أيام.‏
وكان لقاؤنا الأخير مع علي الدين محمد نجم وحدة الارشيف النشر والتوزيع قسم شؤون المعارف في العتبة العباسية فأضاف:‏
‏ شارك قسم شؤون المعارف في العتبة العباسية المقدسة بمهرجان عاشوراء بإصدارات مراكز التراث: (مركز تراث البصرة، ومركز ‏تراث الحلة، ومركز تراث كربلاء)، وكذلك اصدارات معهد القرآن الكريم بما يقارب الـ 300 اصدار.‏
‏ والهدف من المعرض هو بيان نتاجات العتبة العباسية المقدسة واهتمامها بالجانب الثقافي، ونقل معلومات تختص بالتراث وإحيائه ‏في العراق.‏