بمشاركة العتبة العباسية المقدسة وللسنة الخامسة على التوالي أقامت الجامعة التكنولوجية مهرجان الطف

30-12-2018
احمد صالح ‏
بمشاركة العتبة العباسية المقدسة وللسنة الخامسة على التوالي
أقامت الجامعة التكنولوجية مهرجان الطف
تحت شعار (بدماء الحسين ننتصر)‏
احمد صالح ‏
أضحت كل بقعة تتشرف برفع رايات الحزن والأسى على سيد الشهداء عليه السلام ، إذ لم تقتصر الحسينيات والمواكب بممارسة ‏الشعائر الحسينية، بل كل الأماكن تشرفت بهذا العزاء المتصل بالسماء، ولعل من أبرز الأماكن التي دأبت على هذا النهج المقدس ‏المؤسسات التربوية لاسيما الجامعات، فمواساة لآل البيت عليهم السلام المتمثّل بمسير الركب الحسينيّ الى الكوفة والشام، انطلقت ‏في باحة الجامعة التكنولوجية في محافظة بغداد المسيرة الحسينيّة الطلّابية الأولى بمشاركة وفد العتبة العبّاسية المقدّسة والعتبة ‏الكاظمية المقدسة، وحضور رئيس الجامعة المذكورة وأساتذتها وجمع غفير من طلبتها.‏
كانت بدايةُ انطلاق المسيرة التي تقدّمها حَمَلَة الأعلام العراقيّة والرّايات الحسينيّة من كلّية العلوم التطبيقيّة الى ساحة الاحتفالات في ‏داخل الجامعة، وأثناء المسير صدحت حناجرُ المعزّين بالأبيات الشعرية التي جسّدت نهضة الإمام الحسين عليه السلام ومشعلها ‏المنير تعبيراً عن حزنهم وولائهم لأهل البيت عليهم السلام .‏
‏ ليتم رفع الراية التي قام بإهدائها وفد العتبة العباسية المقدسة الى رئاسة الجامعة، بعدها اتجه الحضور الى قاعة رئاسة الجامعة ‏للاحتفالات لتنطلق فعاليات المهرجان بتلاوة آيات من القرآن الكريم، جاءت بعدها كلمة لرئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أمين دواي بيّن ‏فيها: ‏
‏ أيّها الإخوة الأعزّاء، لابُدّ أن نحيّيكم على هذه المسيرة المباركة، فالحسينُ ضحّى بنفسه وإخوته وعياله في سبيل الإسلام والإنسانيّة ‏من أجل أن تبقى قيمُ وأصولُ وفروعُ الدين قائمةً، فكانت نهضته المباركة شعاراً للإصلاح بعد أن حاول بنو أميّة حرف مبادئ وقيم ‏الدين الإسلاميّ عن مسارها الحقيقيّ، فباستشهاده عليه السلام حفظ الإسلام وأدام وجوده هذا الإمام العظيم الذي قال في حقّه رسول ‏الله صلى الله عليه واله وسلم : (حسينٌ منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله مَنْ أحبّ حسيناً) لذلك لابُدّ لنا في هذه الأيام أن نجدّد العزاء لأهل ‏البيت عليهم السلام بهذا المصاب الجلل.‏
جاءت بعدها كلمة العتبة العباسية المقدسة، ألقاها السيد عدنان جلوخان والتي بين فيها قائلاً:‏
‏ نتشرف اليوم بأن نقف أمام هذه الثلة الطيبة من ابناء هذا الوطن، ونحن نعيش اجواء الحزن في ذكرى مسيرة السبي التي عاشتها ‏عيال النبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم ، لابد لنا ان نسعى بكل ما نملك من إمكانيات لإبراز دور النهضة الحسينية في تغيير ‏مسار التاريخ وكشف الزيف الذي وضعه آل أمية من اجل تضليل الرأي العام، ولكن لم تصمد محاولاتهم امام الوقفة التاريخية للسيدة ‏زينب عليها السلام وهي تزيل كل الاقنعة لتسجل موقفاً اعلامياً ظل يدوّي الى الآن.‏
مبنياً: أيها الاحبة علينا ان نستثمر هذه التجمعات من اجل ترسيخ مبادئ الامام الحسين عليه السلام ولنشر ثقافة اهل البيت عليهم ‏السلام بين هذه الشريحة من المجتمع خصوصاً وإن بلدنا العزيز يواجه هجمة شرسة من اجل طمس هويته الدينية.‏
‏ ولكن بفضل دماء الابطال من شهداء الحشد الشعبي والقوات الامنية تم الحفاظ على هذه الارض ومقدساتها.. ختاماً نشكر رئاسة ‏الجامعة التكنولوجية وكوادرها التدريسية وموظفيها وطلبتها على هذه الدعوة وان شاء الله تستمر في كل عام.‏
أعقبتها كلمة القاها سماحة السيد رشيد الحسيني الأستاذ في الحوزة العلمية بين فيها قائلاً:‏
‏ دعوة كريمة من رئاسة الجامعة التكنولوجية بأن نشارك في هذا المهرجان المبارك ونحن نلتقي بأبنائنا الطلبة الذين هم عماد هذا البلد ‏ومستقبله، لابد من ان تكون هذه المهرجانات فعالة بشكل كبير؛ لأنها تتعلق بقضية الامام الحسين عليه السلام ؛ كونها جاءت بتأييد ‏إلهي الهدف منها هو تطبيق الارادة الربانية وتثبيت الدروس السامية التي تعلم الانسان كيفية العيش بعزة نفس دون الرضوخ الى ‏مغريات الدنيا المادية والسلطوية.‏
مضيفا: لقد سجلت لنا النهضة الحسينية مواقف لم يكن لها مثيل على مر الأزمنة والعصور، فقد تجلت بواقعة الطف اروع صور ‏التفاني والايثار منها وقفة المولى ابي الفضل العباس عليه السلام عندما شق جيوش العدو متجهاً نحو نهر الفرات، وأيضاً ما قدمه ‏أصحاب الإمام الحسين عليه السلام من بذل في سبيل نصرة الاسلام وكثيرة هي المواقف المشرفة.‏
وتابع قائلاً: علينا اليوم أن نستثمر النهضة الحسينية على اتم اوجه من خلال اداء الدور علينا داخل المجتمع، لاسيما انتم ايها الطلبة ‏الاعزاء عليكم ان تكونوا على معرفة كاملة لأسباب خروج الامام الحسين عليه السلام على حكم آل أمية، فلولا ذلك الخروج المقدس ‏لما كنا اليوم نعرف من الدين شيئاً، ولما بقيت رسالة النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم باقية الى الآن.. دعاؤنا لكم بالتوفيق ‏والتسديد في حياتكم العملية. ‏
فيما تحدث الشيخ الدكتور عماد الكاظمي من العتبة الكاظمية المقدسة بكلمة بيّنَ فيها بعض الامور التي من شأنها ان تخرج بالإنسان ‏الى برّ الأمان، مشيراً الى بعض النقاط الجوهرية التي ركز عليها الامام الحسين عليه السلام في نهضته الاصلاحية مستشهداً بما ‏قاله عليه السلام يوم كربلاء، وقد عرج الكاظمي على نقطة التحول في المجتمع العراقي بعد صدور الفتوى المباركة والتلبية ‏الجماهرية لها، مختتماً بالشكر والعرفان الى رئاسة الجامعة التكنولوجية على هذه المبادرة الطيبة.‏
جاءت بعد ذلك مجموعة من المشاركات الشعرية والموشحات ألقاها طلبة وأساتذة الجامعة ليختتم المهرجان بتوزيع الدروع على ‏المشاركين.‏
‏ ‏