الحسينية العتبة المقدسة ‏ تقيمُ المؤتمرَ العلمي الدولي حول زيارة الأربعين

30-12-2018
زاهر خالد ‏
الحسينية العتبة المقدسة ‏
تقيمُ المؤتمرَ العلمي الدولي حول زيارة الأربعين
أقامَ مركزُ تراث كربلاء للدراسات والبحوث التابع للعتبة الحسينية المقدسة المؤتمر العلمي الدولي الأول لزيارة الأربعين تحت شعار ‏‏(زيارة الاربعين المعاني والدلالات) بمشاركة اكثر من (50) باحثا واكاديميا. ويهدف هذا المؤتمر الى حفظ وتوثيق زيارة الاربعين؛ ‏لإبراز دورها في التراث الحضاري للعراق والعالم، ودراسة مختلف الابعاد المترتبة لهذه الشعيرة المباركة.‏
استهلت فعاليات المؤتمر التي شهدت حضورا واسعا بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ عادل الكربلائي، وقراءة سورة الفاتحة ‏ترحماً على ارواح شهداء العراق.‏
جاءت بعدها كلمة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزه) جاء فيها:‏
‏ "لقد اصبح واضحاً لدى الجميع أن أعظم تحشيد ايماني عقائدي وعاطفي ايضا هو في زيارة الاربعين، حيث تتصاعد اعداد الزائرين ‏من عام الى عام آخر، ومن داخل العراق وخارجه.. والظاهر انه بحسب الاحصائيات شبه الدقيقة من خلال بعض الاليات المعتمدة من ‏قبل العتبتين المقدستين، انه قرابة 12 مليون زائر، وهذا العدد ليس بالقليل، ومن المحتمل ان يتصاعد في هذا العام وفي الاعوام ‏القادمة.‏
‏ السؤال المهم: كيف نوظف هذا التحشيد في جميع المجالات نحو الهدف المنشود دينياً واخلاقياً واجتماعياً وفكرياً ووطنياً..‏
‏ ولكن ينقصنا وضع الآليات المناسبة لتوظيف هذه الافكار المطروحة، وجعلها فاعلة مؤثرة في هذا الحشد للوصول الى الاهداف ‏المطلوبة وهي:‏
اولاً/ احداث الوعي العقائدي، وكيفية تحويل هذه الممارسات الى تغيير في شخصية المُمارس لها في الجانب الثقافي والعقائدي ‏والاخلاقي والتربوي والوطني.‏
ثانياً/ كيفية تكييف الممارسات الشعائرية؛ لتتناغم وتنسجم مع الاحكام الشرعية، وفي نفس الوقت عدم اصطدامها او تنافي بعض ‏الممارسات للأمور الشرعية والاخلاقية والعقائدية وغيرها.‏
ثالثاً/ كيفية التعبئة العقائدية والوطنية، وهذه مسألة مهمة، ونعطي مثالاً على ذلك مسألة الفتوى التي صدرت للوجوب الكفائي ضد ‏عصابات داعش، والاستجابة العظيمة من قبل المواطنين لهذه الفتوى، والاندفاع الكبير الى جبهات القتال.‏
رابعاً/ ان هذه الشعيرة اصبحت عالمية بحق من خلال توافد ملايين الزائرين من خارج العراق لإحيائها، فكيف نستثمرها بشكل ‏صحيح للتعريف بالقضية الحسينية للعالم أجمع، لذلك ندعو الى اقامة ورش عمل مستمرة مع الهيئات التي لها دور في هذه الزيارة، ‏بالإضافة الى المؤتمر، كما نحتاج الى مشاركة ابناء المذاهب والديانات الاخرى من اجل الوصول الى الهدف الذي نريد ان نبينه ‏للعالم.‏
لتأتي بعدها كلمة مركز الدفاع عن المقدسات القاها الشيخ يوسف الناصري والتي بين فيها:‏
‏ "ان الامام الحسين عليه السلام هو مشروع حياة وبناء، لذلك باسم الحسين علينا ان نعلم العالم كيف يرسم ملامح الحياة، واقصد ‏ملامح الحياة ان نؤسس مواكب تنظيف كما هو موجود ونوسعها، أن نؤسس مواكب تشجير ونشجر طرقا بعيدة من الموصل الى ‏البصرة مثلاً باسم لبيك يا حسين.‏
لو تمعنا في عقول اغلب المستشرقين الذين غاصوا في التاريخ لرأيناهم انهم تعرفوا على الحسين بأنه اكبر مشروع تدميري لمشاريع ‏الدمار، واخطر سياسة على ابعاد الطغاة في العالم، واشد المواضيع تكديرا على حركات الاحزاب والتيارات المنحرفة هنا وهناك ‏الحسين يشكل اخطر مشروع في العالم على الشيطان, فالإمام الحسين كجده رحمة للعالمين لذلك من هناك نحلق في مفهوم كما يقول ‏النبي الاعظم (وانا بالحسين) لذلك اعتقد اننا امام مشروع عملاق ضخم، اننا امام ارادة الله في احلال السلام والامان الى العالم، اننا ‏امام مشروع تفسير وقراءة حقيقية للقرآن برؤية جديدة للعالم".‏
‏ جاءت بعدها كلمة الهيأة العليا لموسوعة زيارة الأربعين، ألقاها السيد محمد علي الحلو جاء فيها: "ان زيارة الاربعين هي الصورة المثلى ‏لنجاح هذا الشعب ونجاح قدرته في التمسك بأئمة اهل البيت عليهم السلام ، ولا بد أن أشير الى ان زيارة الاربعين هي مشروع الائمة ‏عليهم السلام ، حينما درج الامام الحسن العسكري عليه السلام في قوله المبارك انها علامة من علامات المؤمن، وأكد على ان ‏المؤمن يعرف بهذه الزيارة. واعتقد ان الامام العسكري عليه السلام قطعا يعلم ما سيحدث بهذه الزيارة من تجمع شعبي عالمي، ‏يجتمع فيه من اقطار الارض. ونحن لا بد أن نشير الى ان هذه الزيارة لا بد ان تحتوي على كل المشاريع التي لا بد ان تستوعب هذا ‏المشروع الالهي الكبير، من هنا وجدنا من الضروري ان تسجل هذه الزيارة بكل توجهاتها، وبكل ما يرتبط بها، لذلك أنشئت موسوعة ‏الاربعين الموسوعة التي تضم في طياتها كل ما يهدف في قراءة زيارة الاربعين ويسجله.‏
‏ لذا وجدنا من الضروري ان نتواصل مع السادة الكتاب ومع اصحاب الهيئات ومع اساتذة الجامعات ومع الحوزات العلمية المباركة ‏في داخل وخارج العراق قدموا تعهداتهم بأن يشاركوا في هذه الموسوعة المباركة.‏
‏ وبالفعل انجزت اربع مجلدات في هذه الموسوعة تضم في طياتها بحوثاً مهمة في العقائد والفقه والتاريخ والسيرة وما يتعلق بالمرأة ‏والشباب والهيئات الحسينية.. ‏
لتنطلق بعدها الجلسات البحثية للمؤتمر بمشاركة عشرات الباحثين من مختلف الجامعات العراقية.‏
جريدة صدى الروضتين كانت حاضرة في هذا المؤتمر، واجرت العديد من اللقاءات كان اولها مع مدير مركز كربلاء الاستاذ عبد ‏الامير القريشي فتحدث قائلاً:‏
‏ "يسعى مركزنا منذ اربع سنوات وبشكل حثيث لتخليد هذه الزيارة المليونية بما يتناسب ومكانتها، اذ اصبحت حدثاً عالمياً مهماً من ‏خلال اتخاذ عدة خطوات مهمة منها محاولة تسجيل هذه الزيارة في منظمة اليونسكو باعتبارها تراثاً غير مادي للشعب العراقي، ‏وهناك تعاون بين المركز ووزارة الثقافة في هذا الجانب حيث اعددنا ملفاً كاملاً وسيقدم ان شاء الله خلال هذه السنة لتتم مناقشته.‏
‏ وندعوا من الله تعالى ان يتم الاقرار لهذا الملف, ايضا من ضمن البرامج التي اعدها المركز لهذه الزيارة اقامة هذا المؤتمر الدولي ‏الذي يصب في اعطاء الاهمية المناسبة لهذه الزيارة حيث اشترك فيه اكثر من خمسين بحثاً من مختلف الجامعات العراقية، بالإضافة ‏الى عدد من البحوث من خارج العراق سلمت جميعها الى اللجنة العلمية للمؤتمر".‏
الأستاذ حسن حبيب عضو اللجنة العلمية للمؤتمر بين من جانبه قائلاً: "بعد جهود حثيثة.. أقمنا اليوم هذا المؤتمر الدولي المبارك ‏لتسليط الضوء على زيارة الاربعين حيث وضعنا في اللجنة العلمية مجموعة من المحاور قسم المؤتمر عليها منها: (سياسي, ‏اجتماعي, ادبي, جغرافي, تاريخي, نفسي) وكتب في هذه المحاور عدد كبير من الاستاذة الباحثين من مختلف الجامعات العراقية تم ‏قبول اغلبها.. وستلقى اليوم في هذا المؤتمر لنقوم بعد ذلك بجمعها في موسوعة زيارة الاربعين. هذا المؤتمر اقيم بالتنسيق مع ‏منظمة اليونسكو العالمية بطلب من وزارة الثقافة؛ لأننا نسعى بشكل جدي الى تسجيل زيارة الاربعين ضمن لائحة التراث غير المادي ‏حيث قطعنا اشواطا كبيرة في هذا المجال، وستعرض الدراسة على منظمة اليونسكو في الشهر الثالث من العام القادم للتصويت ‏عليها".‏
من جانبه، بين الباحث احمد علاوي احد المشاركين في هذا المؤتمر قائلاً: "شاركت ببحثي الذي حمل عنوان (تجليات المكان المقدس ‏بين مكة الارض وبكة العالمين – زيارة الاربعين انموذجا) تناولت فيه التعامل قرآنيا وروائيا مع لفظتي مكة وبكة قرآنيا بمعنى انه ما ‏الفرق بين كلمة مكة وبكة.. نسأل الله تعالى التوفيق للقائمين على هذا المؤتمر المبارك".‏
‏ ‏