راية حامل لواء الحسين عليه السلام ‏ تعلو خفاقة في مضيف العتبة العباسية المقدسة

30-12-2018
زاهر الخفاجي ‏
راية حامل لواء الحسين عليه السلام ‏
تعلو خفاقة في مضيف العتبة العباسية المقدسة
مع حلول شهر صفر الخير، واقتراب زيارة أربعين سيد الشهداء عليه السلام ، وضمن استعدادات المضيف الخارجي للعتبة العباسية ‏المقدسة الواقع على طريق (كربلاء - النجف) لهذه الزيارة المليونية، شهدت الباحة الوسطية للمضيف مراسيم رفع راية الايثار ‏والجود لأبي الفضل العباس عليه السلام ، لترتفع فوق صرح من صروح الكرم الهاشمي، معلنة عن استقبال الزائرين الكرام وتقديم ‏الخدمات لهم.‏
استهلت المراسيم التي شهدت حضور المتولي الشرعي للعتبة المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) والأمين العام لها السيد ‏محمد الاشيقر (دام تأييده)، وعدد من مسؤوليها، بالإضافة الى جمع واسع من المؤمنين بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ محمد رضا ‏سلمان، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق.‏
عزفَ بعدها النشيد الوطني العراق، ونشيد العتبة العباسية المقدسة الموسوم بـ(لحن الاباء), جاءت بعدها كلمة العتبة العباسية المقدسة ‏التي ألقاها نيابة السيد عدنان جلوخان الموسوي من قسم الشؤون الدينية جاء فيها:‏
‏ "يوم بعد يوم تأتي شعائر جديدة؛ لكي تخلد ذكرى استشهاد ابي عبد الله الحسين وأهل بيته وصحبه الأبرار عليهم السلام بالأمس ‏أبدلت الراية الحمراء لأبي عبد الله ولأبي الفضل براية سوداء، وصار هذا الأمر احتفالاً سنوياً، يحتفل به المؤمنون.‏
‏ وهذا اليوم ترفع هذه الراية في مضيف من مضائف ابي الفضل العباس عليه السلام المنتشرة في العالم، وهذا المضيف المبارك ‏الذي يعتبر أول مضيف ترفع فيه هذه الراية الشامخة العالية، ورفعت بعدها رايات كثيرة، فأقول هنيئاً لمن سنّ هذه السنة الحسنة: ‏‏"من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الى يوم القيامة" وما هذه الشعائر الا نصر من الله سبحانه وتعالى لسيد الشهداء ‏ولصحبه الأبرار، ولا سيما هذا القائد العظيم الذي هو وزير وعزيز الحسين عليهم السلام وما ذلك إلا رد لمن يريد أن يطفئ نور ‏الله".‏
وأضاف: "هناك ايها الاحبة نصر من العبد الى الله، وهناك نصر من الله الى العبد الى العبد، ابو عبد الله واهل بيته وصحبه الابرار ‏نصروا الله، فما كان من الله إلا أن ينصره، وأيضاً نحن نقف في هذا المكان الطاهر لنشهد رفع هذه الراية التي حملتها تلك الأكف ‏العزيزة على الله سبحانه وتعالى، والتي قبلت من افواه طاهرة لثلاث من الأئمة المعصومين أمير المؤمنين، وأبي عبد الله الحسين، ‏وزين العابدين عليهم السلام اجمعين.‏
‏ فنحن نقف ونستذكر كلام السيدة زينب العالمة غير معلمة، حينما تقول لزين العابدين عليهم السلام ، وتراه يتألم لما رآه من مصائب ‏عظيمة، تريد أن تسليه تخفف آلامه تقول: "يا بن اخي، سينصب لنا هنا علم وليجتهدن ائمة الكفر واشياع الضلالة على محوه، فلا ‏يزداد إلا علواً".‏
‏ أقول: يا سيدتي ومولاتي، اجلسي الان وانظري ليس فقط في كربلاء رفع راية، انما هذه الرايات رايات الحق ترفع في كل ارجاء ‏المعمورة في شرق الارض وغربها شمالها وجنوبها، وها هم شيعتك يا سيدتي يقفون هذا الموقف ويحيون هذه الذكرى ويقولون يا ‏ليتنا كنا معكم.‏
‏ إذن، ايها الاحبة نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا جميعا لنكون من انصار سيد الشهداء ومن زواره الذين يحيون الشعائر".‏
مبيناً: "هذه الراية التي حملتها كف ابي الفضل العباس عليه السلام وطبعا الراية بحاملها ابي الفضل كما كان ابوه امير المؤمنين كان ‏يحمل راية النبي راية الحمد حمل ابو الفضل هذه الراية.‏
‏ وكما تعلمون الراية تعطى لأشجع الناس؛ لأن سقوط هذه الراية معنى ان الجيش قد انكسر، لذلك حينما وقعت هذه الراية انكسر ظهر ‏الامام الحسين عليه السلام .‏
‏ والآن، بعد قرابة ألف وأربعمائة سنة، يعيد أولاد الحسين وانصاره تلك البطولات، ويحملون راية ابي الفضل في وجوه الدواعش ‏والارهابيين، ينقل عن هؤلاء الاوغاد يقولون نحن نخاف حينما نسمع ابطال الحشد الشعبي ينادون (لبيك يا عباس).‏
‏ إذن، سيدي اسمك مرعب لأعداء أهل البيت، ورايتك خفاقة، وانصاركم يسطرون الملاحم في جبهات القتال لتطهير هذه الارض من ‏دنس الاوغاد.. وأنتم ايضا يا خدام ابي الفضل العباس لكم الفضل؛ لأن الزائر حينما يأتي يرى مكانه مهيأ وطعامه معد، وهناك من ‏يدلك قدميه.. فهنيئا لكم.. هذا من اسباب نشر اسم الامام الحسين في كل ارجاء العالم.. نسأل الله التوفيق لكم". ‏
‏ ليلقي بعدها الرادود الحسيني حميد التميمي العديد من الابيات الشعرية والمراثي الحزينة جسدت عودة السبايا الى كربلاء ليتوجه ‏الحاضرون بعدها الى مراسيم رفع الراية وسط عزف اللحن الجنائزي، تقدمهم المتولي الشرعي للعتبة المقدسة سماحة السيد أحمد ‏الصافي (دام عزه).‏
جريدة صدى الروضتين كانت حاضرة في هذه المراسيم، والتقت بالمشرف على مضيف العتبة المقدسة الأستاذ جواد الحسناوي، ‏ليتحدث لنا قائلاً:‏
‏ "واقعاً، نحن في كل عام ومع بداية حلول شهر صفر الخير نأتي الى مضيف صاحب الجود والكرم ابي الفضل العباس عليه السلام ‏لنعلن من هذا المكان عن بدء استعداداتنا لاستقبال زائري الامام الحسين وأخيه ساقي عطاشى كربلاء عليه السلام لذلك تشاهدون ‏اليوم وكجزء من هذه الاستعدادات تجري مراسيم رفع الراية حيث تبلغ ابعادها (13* 17م) خطت عليها عبارة (السلام عليك يا حامل ‏لواء الحسين) لترفع على سارية المضيف التي يصل ارتفاعها الى حوالي (40م) باعتبار ان موسم زيارة الاربعين هو مصداق لما ‏قالته السيد زينب عليه السلام للإمام زين العابدين عليه السلام : (انه سينصب علم لأبيك لا يزداد مع الزمان الا علو)".‏
من جانبه، بين السيد محمد الموسوي من شعبة التبليغ الديني في العتبة المقدسة قائلاً:‏
‏ "ضمن استعداداتنا السنوية لزيارة الاربعين هو حضورنا لمراسيم رفع راية ابي الفضل العباس عليه السلام هذه الراية التي كانت ‏وستبقى خفاقة على مر الأزمان؛ لأنها راية الحق والتضحية والفداء التي حملتها اكف حامل لواء الحسين عليه السلام ابي الفضل ‏العباس عليه السلام .‏
‏ لذلك وكجزء من واجبنا الديني هو المشاركة في هذه المراسيم في كل عام مع قرب حلول زيارة اربعين سيد الشهداء عليه السلام ‏للإيذان باستقبال الزائرين الكرام الوافدين الى مدينة كربلاء المقدسة من داخل وخارج البلد، خصوصاً وان المدينة والطرق المؤدية لها ‏تشهد توافد ملايين الزائرين.. نسأل الله تعالى ان يحفظ الجميع وان يوفقهم لهذه الخدمة المباركة".‏
‏ ‏