المرجعية الدينية العليا تعتبر ما حدث في كركوك ليس انتصاراً ‏لطرف على حساب آخر

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعية الدينية العليا تعتبر ما حدث في كركوك ليس انتصاراً ‏لطرف على حساب آخر، بل هو انتصار لكل العراقيين..‏
‏ اعتبرت المرجعية الدينية العليا أن ما حدث مؤخراً في محافظة ‏كركوك لا ينبغي أن يُحسب انتصاراً لطرف وانكساراً لطرف آخر، ‏‏بل هو انتصار لكل العراقيين فيما اذا تم توظيفه لمصلحة البلد دون ‏المصالح الشخصية أو الفئوية واتُّخذ منطلقاً لفتحِ صفحة جديدة ‏‏يتكاتف فيها الجميع لبناء وطنهم ورقيه وازدهاره. جاء ذلك في ‏الخطبة الثانية من صلاة الجمعة المصادف (29- محرم الحرام - ‏‏‏1439 هـ) الموافق (20 تشرين الأول - 2017م) التي أُقيمت في ‏الصحن الحسينيّ الشريف وكانت بإمامة فضيلة الشيخ عبد المهدي ‏‏الكربلائي (دام عزه) والتي مما جاء فيها: ‏
‏"يعلم الجميع مستجدات الأيام الاخيرة على الساحة السياسية ‏والأمنية، وما تمَّ من إعادة انتشار الجيش العراقي والشرطة ‏الاتحادية في ‏محافظة كركوك وبعض المناطق الاخرى، وإذ نعبِّر ‏عن تقديرنا العالي بحسن تصرف الأطراف المختلفة لإتمام هذه ‏العملية بصورة ‏سلمية وتفادي الاصطدام المسلح بين الأخوة الاعزاء ‏الذي طالما عملوا جنباً الى جنب في مكافحة الارهاب الداعشي.‏
‏ نودُّ أن نؤكد على أن هذا الحدث المهم لا ينبغي أن يُحسب انتصاراً ‏لطرف وانكساراً لطرف آخر، بل هو انتصار لكل العراقيين فيما ‏اذا ‏تم توظيفه لمصلحة البلد دون المصالح الشخصية او الفئوية، واتُّخذ ‏منطلقاً لفتح صفحة جديدة يتكاتف فيها الجميع لبناء وطنهم ‏ورقيه ‏وازدهاره.‏
إن قَدَر العراقيين بمختلف مكوناتهم من عرب وكرد وتركمان ‏وغيرهم هو أن يعيشوا بعضاً مع بعض على ربوع هذه الأرض ‏‏العزيزة، وليس أمامهم فرصة لبناء غد أفضل ينعمون فيه بالأمن ‏والاستقرار والرخاء والرفاه إلا مع تضافر جهود الجميع لحل ‏‏المشاكل المتراكمة عبر السنوات الماضية مبنية على أسس العدل ‏والانصاف والمساواة بين جميع العراقيين في الحقوق والواجبات ‏‏وبناء الثقة بينهم بعيدا عن النزعات التسلطية والتحكُّم الاثني او ‏الطائفي، والاحتكام الى الدستور الذي يشكل بالرغم من نواقصه ‏العقدَ ‏الذي حظي بقبول أغلب العراقيين حين الاستفتاء عليه، فلا بد ‏من احترامه ورعاية كافة مواده وبنوده ما لم يتم تعديله وفق الآلية ‏‏المنصوص عليها فيه.‏
‏ إننا نناشد الجميع ولا سيما القيادات والنخب السياسية العمل على ‏تقوية اللحمة الوطنية على أسس دستورية وتعزيز أواصر المحبة ‏‏بين مكونات الشعب العراقي من خلال تأمين مصالح الكل دون ‏استثناء والابتعاد عن التعاطي الانتقامي مع الاحداث الأخيرة ‏وتخفيف ‏التوتر في المناطق المشتركة، وتسهيل عودة النازحين الى ‏بيوتهم، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ومنع التعدي ‏عليها، ولجم ‏أية مظاهر توحي بالعنصرية او الطائفية سواء بنشر ‏مقاطع مصورة او صوتية او رفع لافتات أو إطلاق شعارات او ‏حرق صور او ‏حرق أعلام او غير ذلك.‏
‏ وندعو الجهات المعنية الى اتخاذ الاجراءات المناسبة لملاحقة من ‏يقومون بهذه الاعمال اللاأخلاقية التي تضر بالسلم الأهلي والعيش ‏‏المشترك بين أبناء هذا الوطن.‏
كما أننا ندعو الحكومة الاتحادية الى أن تعمل المزيد لتطمين ‏المواطنين الكرد بأنها ستوظف كل طاقاتها في سبيل حمايتهم ‏ورعايتهم ‏على وجه المساواة مع بقية العراقيين ولن تنتقص حقوقهم ‏الدستورية شيئاً.‏
وندعو القيادات الكردية الكريمة الى توحيد صفوفهم والعمل على ‏تجاوز الازمة الراهنة عبر التعاون مع الحكومة الاتحادية وفق ‏‏الأسس الدستورية، آملين أن يفضي ذلك الى حلولٍ عادلة ومقنعة ‏للجميع بعون الله تعالى".‏
‏ ‏