المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا توصي الزائرين بالتَّمتُّع بالحس الأمني وتدعو الأجهزة الأمنية إلى تشديد عملها بالمناطق الرخوة
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا توصي الزائرين بالتَّمتُّع بالحس الأمني وتدعو الأجهزة الأمنية إلى تشديد عملها بالمناطق الرخوة وأخذ اليقظة والحذر، وأن تكون في مستوى المسؤولية
أوصت المرجعية الدينية العليا زائري أربعين الإمام الحسين (عليه السلام) بالتمتع بالحس الأمني، كما أوصت الأجهزة الأمنية بتشديد عملها بالمناطق الرخوة وأخذ اليقظة والحذر، وأن تكون في مستوى المسؤولية. جاء ذلك خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة المباركة (6 صفر 1439هـ) الموافق (27 تشرين الأول 2017م) والتي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف، وكانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) والتي بيّن فيها:
اخوتي اخواتي أعرض على حضراتكم بعض الأمور المتعلقة بزيارة الأربعين..
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكّن الاخوة المقاتلين، وهم الآن يخوضون حرباً ضروساً ضد ما تبقى من الفلول الداعشية.. ونسأله ان يكلل جهودهم بالنصر المؤزر قريباً، وتزف بشرى النصر النهائي على هذه الطغمة الارهابية.. سائلين الله تعالى لهم جميعاً التوفيق وان يتغمد الشهداء ويحفظ الجرحى ويمنَّ عليهم بالعافية..
هناك بعض الأمور، أحببت أن أنبه عليها، بعضها من باب التأكيد على أجواء الزيارة بما هي زيارة والاهتمام باجوائها.. وأنتم تعرفون أن أجواء الزيارة تختلف عن الاجواء العادية.. إن الإنسان عندما يتوكل على الله تعالى ويخطط ويعزم على أن يأتي لسيد الشهداء عليهما السلام عليه أن يحافظ على هذه الأجواء الخاصة بزيارة الاربعين، أي إن حالة التفجّع هذه وحالة المواساة وحالة الحصول على الأجر عند مقدمة الى سيد الشهداء عليه السلام هذا الوقت الذي يقضيه الانسان خلال هذه الفترة المعينة، فهناك أجواء لابد من المحافظة عليها، حتى يستقيم له العمل، وتتحقق الفائدة المرجوة من سعيه الكريم المبارك.
الاهتمام بالأخلاق الرفيعة العالية التي حملتها واقعة الطف، وهذه الأخلاق تحتاج الى متابعة منا، أغلب أفراد مواكب الخدمة اذا لم يكن الكل يتمتعون بأخلاق عالية جداً في التواضع وخدمة الزائرين والتعامل الأبوي مع الجميع، وكذلك الاخوات في المضائف أيضاً يتعاملن مع اخواتنا الزائرات تعاملاً في منتهى الأخلاق والروعة.
فالأخلاق العالية التي يتمتع بها الاخوة اهل المواكب والاخوة المشاة الزائرون واقعاً هذه الاجواء هي التي تربي هذه الأخلاق، وتكون هذه البصمة الاخلاقية الجيدة الجميلة المحببة معهم الى ما بعد الزيارة، وهذا ناتج ايجابي جداً.
إن الامام الحسين عليه السلام صاحب مشروع عظيم، واختار مشروعه بدقة ونجح فيه أيما نجاح، وكان ينتقي أصحابه فردا فردا بشكل دقيق.. فنظّم عليه السلام اموره، وفاز فوزاً هائلا..
نحن لا ندرك الا بعض ما فاز به الامام الحسين عليه السلام ، أما البقية الباقية ما زالت في كل سنة نستكشف شيئاً جديداً منها، فهذا التنظيم الرائع لسيد الشهداء ولحركته عليه السلام من أخذ العائلة وغيرها، وهذه الادوار مثل دور زينب (عليها السلام) ودور الامام السجاد عليه السلام ويوم الطف كذلك هذه التربية الهائلة، فحتى في ساحة الوغى كانوا يستأذنون الحسين عليه السلام حتى يبرزوا.. فلم يخرجوا عن هذه التربية التي رباهم الإمام الحسين عليه السلام ، نحن أيضاً نُحب أن يربينا الامام الحسين عليه السلام ولا شك انه ربّانا، واوجد فينا كل ما يمكن ان ينقذنا في الدنيا والاخرة.. المرجو منا ان لا نغفل عن هذه التربية في المحافظة على الاملاك العامة والمحافظة على النظافة.. نعم، عندنا بعض الروايات مفادها اذا زرت الامام الحسين عليه السلام تعال بهيئة مصيبة.. هذا ليس له علاقة بما اقول، لكن زائر الحسين عليه السلام لابد ان يتميز ونبتعد عن كل ما يسيء لأنفسنا قبل ان يسيء للآخرين.
توجد فرصة كبيرة لكثير من الاخوة الاعزاء الذين عندهم حياء في الأسئلة الشرعية..
هناك حياء ممدوح اخواني مثلاً الانسان يحترم اباه.. فهذا حياء ممدوح نقول له جزاك الله خيراً.. يحترم الجيران يحترم اخاه، وهناك حياء مذموم.. ان الانسان يستحي ان يسأل عن امور دينه.. وهذا الحياء غير مقبول.. ولذلك في الطُرُق خصوصاً المشاة بحمد الله تعالى تم وضع محطات تبليغ نهضت بها الحوزة الدينية في النجف الاشرف وأرسلت أكثر من 1000 مبلغ ومبلغة على طول الطرق، وهم يتصدون للإجابة عن كل ما يتعلق بالمسائل الشرعية.
على الاخوة اصحاب المواكب أن يتمتعوا بالحس الأمني، اضافة الى الحس الخدمي وكذلك الاخوان الاعزة الزائرون.. نسأل الله تعالى أن يصل الاخوة الزائرون الى مقاصدهم والله تعالى يتقبل منهم في أمن وأمان.. نسأله أن يرينا في هذا البلد كل خير، وأن يكلل كل جهد يُبذل من اجل الدفاع عنه بالنجاح، وأرانا الله تعالى وإياكم بلداً مستقراً آمناً والحمد لله رب العالمين.