ألمانيتان تعتنقان التشيع ‏ وتحققان حلمهما بزيارة مدينة كربلاء المقدسة

30-12-2018
خاص صدى الروضتين
ألمانيتان تعتنقان التشيع ‏
وتحققان حلمهما بزيارة مدينة كربلاء المقدسة
في عالمنا الكثير من المدن العريقة التي اكتسبت شهرتها من خلال تميز عمرانها أو ارتباطها بأحداث ووقائع تأريخية مضى عليها ‏الزمن وبقيت آثارها، فأصبحت بعد ذلك محطة سياحية تستقبل السواح من مختلف البقاع، إلا أنها لا تتجاوز كونها معلماً أثرياً يمتع ‏العين ويأنس النفس، لكن سرعان ما يعتاد عليه الإنسان خلال وقت قصير، فيفقد الرغبة والشوق لزيارته مرة أخرى.. لكن هل يحصل ‏هذا مع العتبات المقدسة؟
قطعاً لزيارة العتبات المقدسة أثر بالغ في نفوس زائريها، ويجزم كل من زار مدينة كربلاء المقدسة أنها ليست كباقي مدن العالم، ولا ‏يمكن زيارتها على أنها مدينة سياحية واعتبار العتبتين المقدستين معالم أثرية فيها ليس إلا، بل هي مهبط للملائكة ودخولها هو ‏حضور عند إمام معصوم يستقبل زائريه، يرد التحية عليهم، ويمنحهم بركاته في بقعة تقدست بجثمانه الطاهر، بقعة من بقع الجنة، ‏يحلم كل موال ومحب لأهل البيت عليهم السلام ، بل وكل من سمع وقرأ عن الإمام أبي عبدالله الحسين عليه السلام أن يزورها ‏ويدخل أضرحتها المقدسة.. شيء من هذا والمزيد من الحديث هو ما بيّنته الأختان الألمانيتان (بيلغن ونور) اللتان اعتنقتا التشيع ‏مؤخراً، فتملكتهما رغبة كبيرة بزيارة مدينة كربلاء المقدسة.‏
‏ وبعد عدة سنوات تحقق الحلم، وفي حديث صحفي معهما في العتبة العباسية المقدسة، لم تجدا غير عبارة (مندهشتان ومذهولتان) ‏لتعبّران عن انطباعهما وشعورهما بالتواجد عند سيد الشهداء وأخيه قمر العشيرة عليهما السلام .‏
الأختان (بيلغن ونور) تركيتان الأصل، تسكنان الآن في مدينة (برلين) الألمانية مع زوجين مستبصرين أيضاً، كانتا على المذهب ‏السني، تعرفتا على المذهب الشيعي قبل ما يقارب خمس سنوات، استبصر زوجاهما للوهلة الأولى، لكنهما لم يجبرانهما على التحول ‏الى المذهب الشيعي، حتى استبصرتا عن قناعة تامة بعد أن اطلعتا وقرأتا بعض الكتب، وتأثرتا بقصة الإمام الحسين عليه السلام ‏ومظلوميته، وبشجاعة وجود أبي الفضل العباس عليه السلام وتضحيته.‏
‏ ‏
كلاهما عبّرتا عن ندمهما بفوات سنوات طويلة من عمرهما دون معرفة مذهب أهل البيت عليه السلام ، حيث قالت الأخت نور:‏
‏ إن أشد ما دفعني إلى التشيع هو سيرة الأئمة الأطهار عليهم السلام ومواقفهم الشجاعة وخلقهم النبيل حتى مع أعدائهم، بالإضافة إلى ‏أن اعتناق التشيع أعطاني إحساساً روحياً مغايراً، وشعرت حينها أن لحياتي طعماً آخر، ولابد من تعويض السنوات الضائعة.‏
‏ وبعد أربع سنوات، شعرت برضى تام عن نفسي وعما أنا فيه، ولا أستطيع وصف شعوري وأنا أتواجد اليوم في مدينة كربلاء ‏المقدسة، وقد زرت الإمام أبا عبد الله الحسين وأخاه أبا الفضل العباس عليهما السلام .‏
‏ ومن جانبها قالت (بيلغن): لا أختلف كثيراً عن أختي، وقد قررنا التشيع مع بعض، ومن المفرح أن نعيش حياة مليئة بحب أهل البيت ‏عليهم السلام ، ونربي أطفالنا على ذلك، رغم أننا لم نغادر الإسلام، إلا أن الفرق كبير حتى من حيث الارتباط بالله تعالى والقرب منه ‏والالتزام بواجبات الشريعة، فقد وجدنا أن هذا المذهب هو الأقرب لتعاليم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه من الأمور الكثيرة التي تدفعنا إلى ‏اعتناقه والتمسك بتعاليمه.‏
العتبة العباسية المقدسة بدورها رحبت بالزائرتين مع أخ لهما، وتم استضافتهما واعطاؤهما بعض الهدايا والتبريكات من مرقد أبي ‏الفضل العباس عليه السلام ، وقد اسعدتا بذلك، وتمنتا أن تكون لهما مزيد من الفرص لزيارة كربلاء المقدسة والمشاركة في شعائر ‏ومراسيم شهري محرم وصفر.‏