وفدُ العتبةِ العباسية المقدسة ‏ يحضرُ انطلاقَ فعاليات مهرجان حليف القرآن

30-12-2018
زاهر الخفاجي ‏
وفدُ العتبةِ العباسية المقدسة ‏
يحضرُ انطلاقَ فعاليات مهرجان حليف القرآن السنوي في مزار زيد الشهيد
برعاية الأمانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة، أقامت الأمانة الخاصة لمزار زيد الشهيد مهرجان حليف القران السنوي السادس تحت ‏شعار (أثر البنية الفكرية والمعرفية لثورة زيد الشهيد في المنظومة الاسلامية ومحاورها) في باحة المزار الشريف في محافظة بابل، ‏وبحضور وفد مثل العتبة العباسية المقدسة.‏
استهلت الاحتفالية التي شهدت حضور ممثلين عن العتبات المقدسة العلوية والحسينية والكاظمية وممثلين عن الحكومة المحلية في ‏محافظة بابل، بالإضافة الى جمع واسع من الشخصيات الدينية والثقافية والاكاديمية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وقراءة سورة ‏الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء العراق، جاءت بعدها كلمة الأمين الخاص لمزار زيد الشهيد الدكتور علاء المدني جاء فيها:‏
‏ تزامناً مع شهر التضحية والجهاد محرم الحرام، انطلق مهرجان حليف القرآن السنوي السادس، حيث يهدف هذا المهرجان الى تسليط ‏البحث التفسيري عند الامام زيد الشهيد (سلام الله عليه)، والارتباط الوثيق بين ثورتي الإمام الحسين عليه السلام ، والامام زيد الشهيد ‏من حيث ابراز الابعاد المشتركة بين الثورتين على الصعيد العقائدي وعلى الصعيد الفقهي وعلى الصعيد الأخلاقي.‏
‏ كما يهدف هذا المهرجان الى وجود تلاحق فكري بين الدراسات الحوزوية والدراسات الاكاديمية للخروج بمقررات علمية رصينة من ‏خلال تسليط البحث على شعار المهرجان وحث الأقلام باختلاف مذاهبها المعرفية الى التنقيب العلمي للوصول الى النبع الحقيقي ‏لثورة زيد عليه السلام ، ومعارفها العلمية، جعل ثورة زيد عليه السلام محطة تلاقي بين مذاهب المسلمين؛ لأن ثورة زيد انطلقت ‏بتأييد من قبل أئمة أهل البيتعليهم السلام ، وأغلب المذاهب الاسلامية وخاصة فتوى ابي حنيفة النعمان بوجوب الجهاد تحت راية زيد ‏الشهيد.‏
‏ وأخيراً.. نشكر ديوان الوقف الشيعي والأمانة العامة للمزارات الشريفة والعتبات المقدسة العلوية والحسينية والعباسية وكل من ساهم ‏وشارك في هذا المهرجان المبارك.‏
لتأتي بعدها كلمة الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ألقاها سماحة السيد محمد علي الحلو (دام عزه)ين فيها:‏
‏ ونحن في جوار سيدنا ومولانا صاحب الذكرى الشهيد زيد بن علي عليهما السلام نقف وقفة اجلال واكبار لسيرة عطرة حملها في ‏ثورته وسيرته زيد الشهيد لا يمكن ان يتفضل باحث حينما يريد أن يتذكر ثورته، لا بد أن يشير الى هذه الثورة والى عمقها ‏واسرارها.‏
‏ وزيد الشهيد عليه السلام حمل هم الأمة، وحمل هم الرسالة في وقت كان الأمويون يعملون ما يريدون تحت اطار الاسلام، لذلك ‏التزم القرآن الكريم حتى صار حديثه، كما كان والده الإمام زين العابدين عليه السلام كان زيد الشهيد يتلمس في هذه الأجواء التي كان ‏الامويون يحملون معها كثيراً من القضايا التي فتحت الآفاق لاجتهادات غاشمة، حاول زيد الشهيد أن يرجع القرآن ويرجع معناه ‏وتفسيره الى ما اراده الله تعالى. وكانت ثورته من أهم الثورات التي تلت ثورة الامام الحسين عليه السلام ، وكان زيد (رضوان الله ‏عليه) ينطلق من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، لذلك كان أئمة اهل البيت عليهم السلام يعتبرون هذه الثورة من أهم الثورات ‏التي نجحت في استقطاب الأمة وإعادة مفاهيمها.‏
‏ ولذلك نجد أن الإمام الصادق عليه السلام كان يدعو لمن استشهد مع زيد واشار الى ان هذه الثورة هي من اهم المعطيات التي جعلت ‏ثورة زيد بعد ثورة الحسين عليه السلام هدفاً وتوجهاً، لذلك نجد أن أئمة أهل البيت عليهم السلام مع انهم احجموا عن الحالة السياسية ‏والحالة الثورية، ووجهوا الناس لتربية الانسان الكامل، إلا انهم عليهم السلام لم يتركوا الأئمة هكذا، بل اعطوها جمرات ثورية ‏كثورة زيد الشهيد عليه السلام .‏
‏ ولعل الدلائل تشير الى ان زيد بن علي اخذ مشروعيته من ائمة اهل البيت عليهم السلام من الإمام الباقر عليه السلام من قبل ومن ‏بعدها من الإمام الصادق عليه السلام ، لذلك كان الإمام الصادق عليه السلام ، إذا استذكر زيد بكى بكاء شديداً، وكان زيد (رضوان الله ‏عليه) ينطلق من ثورة الامام الحسين عليه السلام حتى أن كثيراً من المؤرخين يقولون أن زيداً رفع هذا الشعار: (يا لثارات الحسين)؛ ‏لأن هذه الثورة المعطاء التي اولدت الثورات، وأولدت كل المعاني للإصلاح والتغيير.‏
‏ من هنا نجد أن زيداً (رضوان الله عليه) نجح بثورته، حتى لو كان هناك خسارة مادية إلا أنه أسس الاعتراض على الطغيان، وعلى ‏الحاكم الجائر.. نسأل الله تعالى ان يجعلنا من المتمسكين على نهج زيد وعلى نهج آبائه.‏
كما كانت هناك مشاركة شعرية للشاعرين ايهاب المالكي ومحمد الاعاجيبي، اشادت ببطولة وثورة زيد الشهيد التي تعتبر امتداداً لثورة ‏سيد الشهداء عليه السلام ، وأيضاً انشودة بعنوان (ايها الحزن ترجل) قدمتها فرقة انشاد العتبة الحسينية المقدسة. ‏
جاءت بعدها كلمة اللجنة العلمية للمهرجان ألقاها الدكتور محمد الحسيني والتي اكد فيها:‏
‏ لقد كانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام من نوع خاص لا مثيل لها على مر التاريخ، أعاد فيها مبادئ الاسلام الحقيقي، لذلك نرى ‏أن مبادئه واصلاحه قد تحقق بعد استشهاده، ولا نزال نعيش منجزات هذه الثورة الاصلاحية.‏
‏ وأيضاً من نتائج هذه الثورة المباركة، أن بزغ وثار حفيد من احفاده المباركين ليقوم بثورة جديدة، يعيد فيها التردي الفكري الى ‏الساحة الفكرية الصحيحة.‏
‏ وقد سعت الأمانة الخاصة لمزار زيد الشهيد على احياء تراث حفيد الامام الحسين عليه السلام ، بإقامة هذا المهرجان طيلة ست ‏سنوات. وقد انجز هذا المهرجان على مدى هذه السنوات انجازات علمية كثيرة، وستصبح بمشيئة الله تعالى هذه المنجزات البحثية ‏ستصبح موسوعة كاملة بتراث وفكر الامام زيد الشهيد عليه السلام .‏
‏ وفي هذا العام سعت اللجنة العلمية في هذا المهرجان على استقبال البحوث المتميزة حيث وصل الى المهرجان هذا العام اكثر من ‏ثلاثين بحثاً، قبلت اللجنة العلمية منها (25) بحثاً، واستبعدت البقية لعدم مطابقتها للضوابط والشروط التي وضعتها اللجنة العلمية ‏غطت هذه الأبحاث أحد عشر محوراً، تناولت المحور الفكري والعقائدي والقرآني والفلسفي والتخطيطي والعمراني والتنموي ‏وغيرها من المحاور التي كان الهدف من وضعها احياء تراث الامام زيد الشهيد عليه السلام ، حيث شارك في تقديم هذه البحوث عدة ‏جامعات عراقية منها: (جامعة بغداد, جامعة بابل, جامعة الكوفة, جامعة البصرة, جامعة القادسية, الجامعة المستنصرية, كلية ‏الاسلامية الجامعة, كلية الكفيل)، اضافة الى المؤسسات التربوية. ‏
‏ كما تضمن المهرجان تكريم عدد من عوائل الشهداء، بالإضافة الى تكريم العتبات المقدسة والمزارات الشريفة بالدروع والشهادات ‏التقديرية، ليتوجه الحاضرون بعدها لافتتاح معرض للصور، ضمّ عشرات الصور للعتبات المقدسة والمزارات الشريفة، بالإضافة الى ‏عدد من الصور التي جسدت بطولات وتضحيات ابناء القوات الامنية والحشد الشعبي، والذي نظمته جمعية الابداع الفوتوغرافي في ‏النجف الأشرف.‏
صدى الروضتين كانت حاضرة في هذا المهرجان، وأجرت العديد من اللقاءات كان اولها مع نائب الامين الخاص لمزار زيد الشهيد ‏الأستاذ ظافر العميدي الذي تحدث قائلاً:‏
‏ للسنة السادسة يعقد مهرجان حليف القرآن بمشاركة جمع واسع من الشخصيات الدينية والثقافية والأكاديمية، بالإضافة الى ممثلين ‏عن الحكومة المحلية في محافظة بابل حيث نسعى من خلال هذا المهرجان المبارك الى تسليط الضوء على ثورة زيد الشهيد وابراز ‏شخصيته وحياته عليه السلام على الساحة الاسلامية، وما له من دور في ارساء معالمها، وأيضاً اثبات مشروعية ثورته المباركة ‏التي هي امتداد لثورة جده الامام الحسين عليه السلام ، حيث انطلق بثورته رافعاً شعار (يا لثارات الحسين) لأخذ الثأر لجده عليه ‏السلام ، نسأل الله تعالى أن يوفقنا دائماً وأبداً لإقامة هذا المهرجان المبارك والشكر موصول لكل المساهمين والمشاركين فيه. ‏
مسؤول الشؤون الدينية في المزار السيد محمد علي الياسري بين قائلاً:‏
‏ تزامناً مع الانتصارات المباركة لقواتنا الامنية وحشدنا الشعبي في تطهير الاراضي العراقية من براثن العصابات الاجرامية، نقيم ‏هذا المهرجان المبارك لنستلهم منه اعلى قيم التضحية والفداء التي قدمها زيد الشهيد عليه السلام بثورته المباركة التي انبثقت وولدت ‏من ثورة جده الامام الحسين عليه السلام .‏
‏ لذلك نسعى من خلال هذا المهرجان الى تسليط الضوء على هذه الشخصية العظيمة وازالة بعض الشبهات التي تثار ضدها من خلال ‏البحوث العلمية الرصينة المشاركة في هذا المهرجان والمتوزعة على عدة محاور.‏
مسؤول العلاقات العامة في المزار السيد عباس العيساوي بين قائلاً:‏
‏ في كل عام نحرص على اقامة مهرجان حليف القرآن؛ كونه يساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على ثورة زيد الشهيد عليه السلام ‏، ولكونه يساهم بشكل كبير في تلاقح الأفكار، ونضوج المعرفة من خلال الحضور الواسع للشخصيات الدينية والثقافية والأكاديمية، ‏وبما يتم طرحه من بحوث قيمة في هذا المهرجان المبارك، حيث امتاز المهرجان هذا العام بمشاركة غزيرة من البحوث التي تتمحور ‏جميعها حول شخصية زيد بن علي عليهما السلام وثورته المباركة والتي ستطرح من خلال جلستين بحثيتين. ‏
من جانبه، بيّن الباحث الدكتور كريم حمزة تدريسي في كلية الكاظم عليه السلام قائلاً:‏
‏ لي الشرف ان اشارك للمرة الثالثة في هذا المهرجان المبارك الذي يقام سنويا في رحاب الشهيد زيد بن الامام زين العابدين عليهما ‏السلام ، حيث تتحدث البحوث في هذا المهرجان عن الجهد القرآني لزيد الشهيد عليه السلام ، فضلاً عن طبيعة ثورته، سيما انها ‏تعتبر امتداداً لثورة الامام الحسين عليه السلام ، وكلاهما تهدفان الى رفعة الدين الاسلامي الحنيف ورسالة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم.‏
‏ تناولت في بحثي الذي حمل عنوان (ما تفرد به زيد الشهيد من القراءات القرآنية في كتاب الشوارد في اللغة) عن تلك القراءات لزيد ‏الشهيد التي استعان بها الكاتب للدلالة على ما تفرد به ائمة اللغة في كل باب، لذلك سلطت الضوء على هذه القراءات ودرستها دراسة ‏لغوية صرفية، وخرجت بحصيلة إن شاء الله تعالى تكون حصيلة جيدة.‏