قسمُ الشعائرِ والمواكب الحسينية ‏ يطلقُ مؤتمرَهُ السنوي العاشر

30-12-2018
طارق الونداوي ‏
برعاية العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية
قسمُ الشعائرِ والمواكب الحسينية ‏
يطلقُ مؤتمرَهُ السنوي العاشر الخاص بتنظيم زيارة الأربعين المباركة لعام 1439هـ
تحت شعار (العالم ينادي يا حسين)، عقد قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم الإسلامي التابع للأمانتين العامتين ‏المقدستين الحسينية والعباسية مؤتمره السنوي العاشر الخاص بتنظيم سير آلية عمل المواكب الحسينية خدمة للزائرين المتوجهين إلى ‏مدينة كربلاء المقدسة في زيارة الأربعين المباركة خلال هذا العام، والوقوف على أهم المشاكل والمعوقات التي حدثت في الأعوام ‏الماضية..‏
المؤتمر احتضنته قاعة الإمام الحسن عليه السلام ، شهد حضوراً فاعلاً من قبل مسؤولي العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ‏وعلى رأسهم المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه)، وأمينها العام المهندس محمد الأشيقر (دام ‏تأييده)، وعدد من المسؤولين الأمنيين والخدميين في محافظة كربلاء المقدسة، إضافة إلى جميع مسؤولي ممثليات المواكب الحسينية ‏والوحدات التابعة لها في محافظات عراقنا العزيز. ‏
استُهلَ الحفل بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الحاج عادل الكربلائي، لتعقبها كلمة رئيس قسم الشعائر والمواكب ‏الحسينية في العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية الحاج رياض نعمة السلمان، جاء فيها:‏
من المعلوم أن الشعائر الحسينية تعتبر من المرتكزات الرئيسية التي حفظت منهج أهل البيت عليهم السلام ومنها شعيرة زيارة ‏الأربعين التي أكد عليها أئمتنا عليهم السلام أشد التأكيد، وقد وصفها الإمام حسن العسكري عليه السلام : إحدى علامات المؤمن ‏الخمس، ودأب على زيارتها وحث على اقامة شعيرتها الأئمة الأطهار عليهم السلام واتباعهم وموالوهم. ‏
مبيناً: تعتبر مسيرة الأربعين ظاهرة معبرة عن الحزن المستديم على مصاب سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام الذي رافق ‏أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام على مدى 1400عام، وأن أغلب بل جل الكيانات الحاكمة ضد أتباع هذا المذهب المبارك لتدفع ‏ضريبة هذا الولاء بالدماء والتشريد والاضطهاد والنفي.‏
مضيفاً: تعتبر مسيرة الأربعين مسيرة سلمية اصلاحية ضد الظلم والاضطهاد والفساد، وهي نهضة متجددة على مر الأزمنة والتاريخ ‏منذ ثورة التوابين إلى وقتنا هذا، والانتفاضة الشعبانية خير شاهد على ذلك.‏
مواصلاً: وفي وقتنا الحالي، انبرى الحسينيون الأبطال والأشراف بتلبية نداء المرجعية العليا في الوجوب الكفائي لدرء المخاطر ‏الجسيمة عن الدين والوطن والمقدسات وتحقيق النصر المؤزر، فقد شارك في هذه المعركة المقدسة أكثر من (1000) موكب حسيني ‏قام بدعم المجاهدين بالأموال والأنفس وقدم الشهداء والجرحى.‏
موضحاً: ورغم الأهمية القصوى لحضور هذه المناسبة المقدسة، وما ترافقه من أجواء الحزن والأسى، فلقد برزت في السنوات ‏الأخيرة ظاهرة خطيرة تتناول النص الشعري وبطريقة تبتعد عن اللوعة والحزن إلى إطار إدخال التقنيات الحديثة في الاستوديوهات ‏وتأجيج الصوت.‏
‏ وأصبح الرادود غير مستقر على المنبر، مما يجعل المعزين يفقدون توازنهم، ويتحول المأتم إلى أشبه بالحفلة -مع شديد الأسف-‏والتي أدى انتشارها إلى توهين الشعائر الحسينية، وإضعاف الدين، وإخراج المجالس الحسينية من طابعها الحزين إلى طابع آخر لا ‏يمت بصلة لها، وقد أنشئت لهذا الغرض أقسام متخصصة لاحتضان الطاقات الشبابية من الشعراء والرواديد الحسينيين وتوجيههم ‏بالشكل الصحيح.‏
مختتماً: على مسؤولي الممثليات والوحدات تبليغ المواكب المشاركة في إحياء الزيارة الأربعينية المباركة التقيد بالنظام العام والقوانين ‏السارية، وكذلك الحفاظ على البنية التحتية للمدينة والاهتمام بالنظافة.‏
جاءت بعد ذلك توجيهات المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) لأصحاب المواكب الحسينية، ‏في كلمة بين فيها:‏
إنّ أئمة أهل البيت عليهم السلام يؤكدون في الروايات على إحياء واستذكار مصيبة أبي عبد الله الحسين عليه السلام ، وكان الشعر ‏إحدى طرائق هذا الإحياء، وإن الامام الصادق عليه السلام كان يرغب بأن يلقى الشعر بالطريقة العراقية؛ لما لها من تأثير في ‏النفوس، ويعطي حالة من الحزن يأنس بها الفرد العراقي أو غيره، سواء أكان الشعر من القريض أو غيره، وأن قضية الإمام الحسين ‏عليه السلام قد هيمنت على الشعراء في الوقت الحالي، وأصبح الشعر بواقعة الطف شعراً مميزاً، وخاصة أن العراق هو بلد شعر ‏بدون منافس، والشعر الحسيني له النصيب الأكبر لا سيما الشعر الشعبي، فنحن بحاجة لقصيدة فيها شجن وحزن ودمعة، لذا نحن نعتز ‏بكم لاهتمامكم بقضية الشعائر واحيائها من خلال مواكبكم المباركة التي لها واقعة رمزية كبيرة جداً. ‏
مضيفاً: إن وجود المواكب الحسينية هو حالة من حالات الرفض للباطل والظالم، لذلك كانت تحارب من قبل الظلمة ويضيقون عليها ‏مع إنها لا تؤثر عليهم؛ لكونهم يعتقدون بأن أي صرخة للمواكب وأي هتاف باسم الحسين عليه السلام يمثل حالة من حالات العدائية ‏لهم.‏
‏ ونحن عاصرنا الممارسات التي كانت ترتكب ضد الشعائر الحسينية في العراق، والتي كانت عبارة عن حرب ومطاردة وإقصاء لكل ‏ما يرتبط بالإمام الحسين عليه السلام بشكل أو بآخر، حتى أن زيارته مشياً قد منعت، وبالفترة الأخيرة كانت هناك أحكام بالسجن بحق ‏من يمارسها، وكانوا يعدونها ممارسة دينية خاطئة.‏
موضحاً: نحن أمام حالة من حالات الوعي الكبير؛ لما موجود في الشعائر، وما تحتوي هذه الشعيرة الظاهرية من حالة فيها رفض ‏للظلم وعدم الركون والخضوع له، فزيارة الأربعين هي زيارة مميزة تجعل المؤمن يقطع المسافات حتى يصل إلى مرقد سيد الشهداء ‏عليه السلام ، وما يريد أن يستذكر فيها، والرسالة التي يأتي بها هذا المؤمن في هذه الزيارة تحتاج إلى وقفة جادة.‏
‏ وأن زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين فيها جو وحالة حزن أكثر من يوم العاشر، ففيها استذكار لحالة الحزن التي مرت ‏بها السيدة زينب عليها السلام ومعها السبايا والإمام السجاد عليه السلام عندما عادوا إلى أرض كربلاء.‏
مواصلاً: لعل مشهد الأربعين تربينا عليه وعشنا فصوله من خلال ما نقل إلينا من أرباب المقاتل والسير، ووصفه الشعراء وكتبوا ‏عنه ونعاه الناعون على المنابر، فهذا هو الجو الحقيقي لزيارة الاربعين، فالجو بأكمله هو جو حزن ومصاب وأسى، والإمام الحسين ‏عليه السلام مع ما فيه من طاقات هائلة وكذلك باقي الأئمة عليهم السلام ، إلا أنهم تعاملوا مع المشهد برمته بحزن عميق، فالإمام ‏الرضا عليه السلام يقول: (إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا).‏
وأشار سماحته إلى: إن قضية الإمام الحسينعليه السلام لابد أن تكون فيها عبرة وحزن، وهذا ما يجب على أصحاب المواكب أن ‏يستحضروه في قصائدهم وهتافاتهم الحسينية، وهذا المأمول منهم بأن يجعلوا من قضية سيد الشهداء عليه السلام أسوة حسنة لهم في ‏جميع أعمالهم حتى يكسبوا فيها رضا الله تعالى أولاً، ورضا الإمام الحسين عليه السلام ثانياً.‏
وقد أوعز السيد الصافي (دام عزه) إلى أصحاب المواكب بعدة رسائل منها: عليكم يا أصحاب المواكب الحسينية أن تجعلوا من ‏مواكبكم أكثر تنظيماً وانضباطاً؛ لأن الإمام الحسين عليه السلام كان منظماً في يوم العاشر من محرم الحرام بحيث رتب أصحابه خير ‏ترتيب وتنظيم كلاً حسب مهامه، وأيضاً عليكم أن تحسنوا التعامل مع الجهات المنظمة لسير المواكب، إضافة إلى المحافظة على ‏الممتلكات العامة، وأن الجهود التي تبذله الحكومة المحلية والعتبات المقدسة هو جزء من واجبهم، فعليكم التعاون معهم، ولابد من ‏احترام القوانين والتعليمات التي تصدر عن قسم الشعائر والمواكب الحسينية التي تهدف إلى تنظيم عمل الزيارة وإخراجها إلى ‏الأخرين بشكل منظم وملفت للانتباه.‏
تلتها كلمة معاون رئيس قسم الشعائر والمواكب الحسينية الحاج مازن الوزني الذي قام بدوره بإلقاء بعض التوصيات والتعليمات ‏لأصحاب المواكب والهيئات التي أشار إليهم أن العمل في هذا العام سيكون مختلفاً تماماً عن الأعوام السابقة من حيث التنظيم ومراعاة ‏مكانة الزيارة المقدسة والالتزام بالتعليمات الخاصة بزيارة الأربعين المباركة لهذا العام (1439)هـ، والالتزام بتوقيتات انطلاق ‏المواكب العزاء كلاً حسب نوعه ومحافظته. ‏
بعدها تم توزيع التعليمات الخاصة بزيارة الأربعين الصادرة من قسم الشعائر والمواكب الحسينية على كل الحاضرين وأصحاب ‏المواكب والهيئات والممثليات والوحدات المشاركة في المؤتمر المبارك.‏
ليختتم المؤتمر بطرح جملة من الاستفسارات والمعوقات بين مسؤولي ممثليات ووحدات قسم المواكب والشعائر الحسينية في ‏محافظات العراق من جهة ومسؤولي الدوائر الخدمية والأمنية في مدينة كربلاء المقدسة من جهة أخرى، لبحث المقترحات الخاصة ‏بحل المشاكل التي وردت في مواسم الزيارات السابقة، فيما وعدت هذه الدوائر بأنها ستسعى جاهدة ولن تدخر جهداً في خدمة زائري ‏أبي عبد الله الحسين وأخيه أبي الفضل العباسعليهما السلام .‏