المرجعية الدينية العليا تبارك تحرير قضاء الحويجة، وتشبِّه المقاتلين بأنصار الإمام...

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعية الدينية العليا تبارك تحرير قضاء الحويجة،
وتشبِّه المقاتلين بأنصار الإمام الحسين عليه السلام ‏
باركت المرجعية الدينية العليا الانتصارات الأخيرة المتحققة على يد القوات الأمنية العراقية والقوى المساندة لها، والتي تكلَّلت بتحرير ‏قضاء الحويجة، ووصفتهم بأَنهم رجال فيهم شبهٌ من أنصار الامام الحسين عليه السلام ‏
جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (15- محرم الحرام - 1438هـ) الموافق (6 تشرين الأول - 2017م) التي أُقيمت في ‏الصحن الحسينيّ الشريف، وكانت بإمامة فضيلة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) وهذا نصُّها:‏
في البداية نباركُ للشعب العراقي الكريم وللرجال الابطال في القوات المسلحة والقوى المسانِدة لهم الانتصارات الأخيرة في تحرير ‏قضاء الحويجة والقرى المحيطة بها من الارهابيين الدواعش، آملين أن يَتمَّ تحرير ما بقي تحت سيطرتهم في وقت قريب بعون الله ‏تعالى. ‏
أيها الاخوة والأخوات:‏
ها هي أيام عاشوراء قد انقضت وقد أجهدتم أنفسكم، جزاكم الله تعالى خيراً، في إقامة مجالس العزاء على سيد الشهداء عليه السلام ‏والمشاركة في مختلف الشعائر التي أُقيمت بهذه المناسبة الحزينة، وذلك توفيقٌ من الله تعالى لكم..‏
وهنا لابد ان نذكِّر بأن لا نجعل انتهاءنا من إقامة هذه الشعائر كيوم دخولنا فيها، لابد ان تفعل هذه الشعائر والمجالس فعلَها في انفسنا ‏وسلوكنا ومواقفنا.‏
لابد ان يكون هذا الموسم موسم التحوّل والتغيير ولابد ان نحوّل هذه المجالس والمواكب الى مدرسة نتعلم منها الشيء الكثير ‏ونجسدها في حياتنا..‏
ولعلَّ الكثير من هذه المجالس تعرّضت لسيرة أصحاب الحسين عليه السلام الذين ورد فيهم ما لم يرد في غيرهم من الأصحاب.. ‏ولابد لنا ان نقفَ وقفةَ تأمل وتدبُّر في مقومات شخصية هؤلاء الأصحاب؛ لنترجم سيرتهم الى ممارسة عملية في حياتنا بكل جوانبها ‏حتى لا يكون يوم انتهائنا من أداء هذه المراسيم كيوم دخولنا فيها.‏
ولأجل ذلك نقول: حينما نتتبع ونتفحّص السِّمات والأوصاف التي وُصِف بها اصحاب الامام الحسين عليه السلام من قبل ‏المعصومين نجد التَّفرّد بالاتصاف بمجموعة من الاوصاف التي لم نجدها في غيرهم من قبيل قول الإمام الحسين عليه السلام : (فإني ‏لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي). وعن الإمام الصادق عليه السلام في ‏زيارتهم أنه قال: (أنتم سادة الشهداء في الدنيا والآخرة).‏
وجاء في زيارة الناحية المقدسة أن إمام العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) قد سلّم عليهم كما يلي: (السلام عليكم يا خير أنصار ‏الله).‏
ولا شك أن هؤلاء الاصحاب -أصحاب الإمام الحسين عليه السلام - لم يبلغوا هذه المنزلة اعتباطاً، وإنما كانت هناك مقدّمات لها من ‏مقوِّمات عقائدية وسلوكية وروحية ونفسية، جعلتهم يتأهلون لبلوغ هذه المرتبة التي لم يوفَّق للوصول اليها الكثير ممَّن كانوا في ‏عصر الإمام الحسين عليه السلام ، بل وممَّن كانوا في ركبه في بداية الأمر..‏
نحن نحتاج إلى تحويل سيرة هؤلاء الاصحاب الى مدرسة تربوية نتعلَّم منها، ونعمل بمضمونها لسببين:‏
أولاً: نأمل ونتمنى أن نصل ولو الى مرتبة دُنيا من مرتبتهم العظيمة.‏
ثانياً: في كل زمان ومكان هناك ابتلاء واختبار يشبه الى حد ما الاختبار والابتلاء الذي مرَّ به اصحاب الامام الحسين عليه السلام ، ‏فنحن إما أن ننجح في هذا الاختبار او نفشل، اذا اردنا ان ننجح في هذا الاختبار علينا ان نتعلم من سيرة هؤلاء الاصحاب (رضوان ‏الله عليهم).‏
في كل زمان هناك أولياء لله تعالى يمثلون امتداداً للإمام الحسين عليه السلام ، وهناك مجموعة اخرى يتزيَّنون بزيِّ أهل الحق، ‏ولكنهم في الواقع ليسوا من اهل الحق، فأحياناً يقف البعض مع هذا الذي يدَّعي انه من أهل الحق، والذي ربَّما بلسانه يقول: انني مع ‏الامام الحسين عليه السلام ولكنَّه في واقع الحال ليس كذلك.. فهو بامتلاكه قوة اعلامية وسلطة معينة يستطيع ان يضلل بعض الناس، ‏فلذلك ينخدع البعض به ويقف معه وينصره ويدافع عنه..‏
لذلك علينا ان ننتبه وان نتعرّف على هذه المكامن في شخصية اصحاب الامام الحسين عليه السلام وكيف أنهم وصلوا الى هذه ‏المرتبة..‏
والحمد لله الذي وفقنا لأنْ نرى في هذا الزمان رجالاً فيهم شبهٌ من أصحاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام في الصفات المتقدمة، ‏وهم الأبطال الذين سارعوا الى ساحات الوغى وجعلوا ارواحهم على اكفِّهم وبذلوا مهجهم استجابة لنداء المرجعية الدينية العليا في ‏الدفاع عن العرض والارض والمقدسات امام هجمة الارهاب الداعشي، فجزاهم الله خير جزاء المحسنين.‏