بالتعاونِ مع العتبة العباسية المقدسة
مؤسسة نور الحسن الخيرية تكرمُ طلبتَها الأيتام المتفوقين
في رحابِ يوم المباهلة العظيم، أقامتْ مؤسسةُ نور الحسن الخيرية بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة مهرجانها السنوي السادس ‏لتكريم طلبتها الأيتام تحت شعار (تفوق الأيتام بطاقات تهنئة نزفها للوطن)، وذلك على قاعة مجمع الشيخ الكليني (قدس سره) التابع ‏للعتبة المقدسة، والواقع على طريق (بغداد – كربلاء), حيث شملَ التكريمُ أكثر من (650) طالباً ممن ترعاهم المؤسسة بمختلف ‏أعمارهم، ابتداء من طلبة الابتدائية وصولاً الى طلبة المعاهد والجامعات.‏
استهلت الاحتفالية التي شهدت حضور المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)، والأمين العام ‏لها المهندس السيد محمد الاشيقر (دام تأييده)، وعدد من مسؤوليها، وأيضاً محافظ كربلاء، بالإضافة الى جمع واسع من اهالي الطلبة ‏بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ علي محمد نجم.‏
جاءت بعدها كلمة العتبة العباسية المقدسة ألقاها نائبُ الأمين العام المهندس بشير محمد جاسم حيث جاء فيها:‏
‏ "نبارك لكم هذا اليوم العظيم وهو يوم المباهلة، كما أبارك لمؤسسة نور الحسن الخيرية اختيارها هذا اليوم لتكريم الطلبة الاوائل، ‏وكما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في حديث: (انا وكافل اليتيم كهاتين) رسول الانسانية في ذلك الوقت وفي ذلك الزمان ‏وكلامه ليس لزمانه، بل لزماننا الى ان تقوم الساعة.‏
‏ هناك منزلة عظيمة حقيقة لمن يكفل اليتيم ونحن في العراق على وجه الخصوص وخصوصا في هذه الفترة وهذه المرحلة العصيبة ‏لدينا على الكثير من الأيتام، وأي أيتام ابناء شهداء هذه المؤسسة المباركة.‏
‏ حقيقة مؤسسة نور الحسن تعهدت في جانبين الجانب الأول الجانب المعيشي حتى يكون الطفل اليتيم يحس بأنه محترم في هذا ‏المجتمع، يعيش في أمان، وتتوفر له متطلبات الحياة الكريمة.‏
‏ الجانب الثاني الذي هو الأهم الجانب العلمي التدريسي في الحالتين، تكون هناك شخصية معتدلة لهذا الطفل الذي يحتاج الى رعاية ‏خاصة اليتيم مسؤوليته كبيرة على عاتق كل من يحيط بهذا اليتيم.‏
‏ هذه المؤسسة المباركة حقيقة لها جزيل الشكر والامتنان أن تبنت هذا المشروع، هذا المشروع كبير حقيقة، ويحتاج الى دعم متواصل ‏لكي يبقى، وايتام العراق يحتاجون الى رعاية كريمة، الى كلمة حنونة، يحتاجون الى رعاية من كل الجوانب، الجانب العلمي اليوم ‏نحتفل بتخرج المتفوقين دراسيا، هذا الموضوع مهم جدا أن يكون الابن متفوقاً دراسياً؛ لكي يبني شخصية صحيحة تخدم هذا ‏المجتمع؛ لأن اساس المجتمع يبدأ من الطفل الذي هو مسؤولية الجميع، والطفل ورقة بيضاء نحن نكتب عليها، فالعلم هو الذي يبني ‏الانسان، ويؤدي به الى ان يكون انساناً صالحاً، ويعبد ربه عبادة حقيقية، لذلك نشد على كل من يرعى ويساهم في دعم هذه المؤسسة، ‏ويجب أن نكون يداً واحدة حتى يرضى عنا الله تبارك وتعالى".‏
لتأتي بعدها كلمة مسؤول مؤسسة نور الحسن السيد عيسى الحسني حيث بيها فيها:‏
‏ "في رحاب يوم تألق نوره بين الايام المشعة في الرسالة الاسلامية، يوم حطت فيه كلمة الله العليا، وتجلت في نفس واحدة دون انفس ‏كثيرة، وامرأة واحدة من نساء كثيرات وطفلين دون اطفال كثيرين هم جميعا صفة الصفوة الذين اختارهم الله تعالى لكرامته، وأعدهم ‏لهداية امته بعد نبيه صلى الله عليه واله وسلم ، فمن التفاؤل يولد الأمل، ومن الأمل يولد العمل، ومن العمل يولد النجاح، حيث كان ‏موعدنا مع المهرجان السنوي السادس لتكريم الطلبة المتفوقين دراسياً الذي تشرفت بإقامته ادارة مؤسسة نور الحسن الخيرية، ‏وبالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة ضمن المشروع التربوي والتعليمي الذي تتبناه المؤسسة والذي يتضمن توفير حلة مدرسية ‏سنوية، وتسجيل الأيتام في المدارس التابعة لمكتب سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف)، وكذلك في مدارس العميد مجاناً ‏وتأهيلهم في برامج تعليمية وتثقيفية ودينية في العطلة الصيفية بالتعاون مع قسم التربية والتعليم العالي التابع للعتبة المقدسة وبتوجيه ‏من سماحة السيد الصافي (دام عزه) حيث كانت هديته لنا هذا العام، هي انطلاق مدرسة نور العميد الابتدائية الخاصة بالمؤسسة ‏وتحت رعاية وإشراف العتبة المقدسة.‏
‏ ايها الاخوة الاعزاء، ان ادارة المؤسسة ومنتسبيها قد نالوا وسام عز وشرف عندما قبل السيد الصافي (دام عزه) أن يكون مشرفاً عاماً ‏على المؤسسة.. وأخيراً أقدم أسمى معاني الشكر والامتنان لكل من ساهم في دعم هذه المؤسسة".‏
بعدها قدمت فرقة انشاد العتبة الحسينية المقدسة انشودة خاصة حول رعاية اليتيم وكذلك مشاركة للبرعم الحسيني مهدي المنكوشي، ‏بعدها قدم مجموعة من الأيتام هدية الى سماحة السيد الصافي (دام عزه)؛ تعبيراً عن شكرهم وتقديرهم على رعايته الابوية لهم ليختتم ‏الحفل بتكريم الطلبة الأيتام.‏
صحيفة صدى الروضتين حضرت هذه الاحتفالية، وأجرت العديد من اللقاءات، كان أولها مع الأستاذة سيماء العيساوي مسؤولة ‏المحاسبة في مؤسسة نور الحسن الخيرية والتي تحدث لنا قائلة:‏
‏ "ضمن البرنامج التربوي الذي تتبناه مؤسسة نور الحسن الخيرية في رعاية الطلبة الأيتام وتحفيزهم، أخذت على عاتقها إقامة ‏مهرجان سنوي لتكريم الطلبة الأيتام المتفوقين دراسياً، بالإضافة الى الطلبة الناجحين، وذلك من باب التشجيع والتحفيز لهم باعتبارهم ‏بناة المستقبل، حيث بلغ عدد الطلبة الذين تم تكريمهم هذا العام حوالي (650) طالباً. حقيقة لا ننسى الدور الكبير والدعم المتواصل ‏الذي تقدمه لنا العتبة العباسية المقدسة، حيث تقام هذه الاحتفالية بشكل سنوي في العتبة العباسية المقدسة، بحضور المتولي الشرعي ‏لها، والمشرف العام على مؤسسة نور الحسن الخيرية سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) واليوم نقيمها في مجمع الشيخ الكليني ‏‏(قدس سره) التابع للعتبة المقدسة، لنساهم ولو بشكل بسيط في زرع البسمة على وجوه هؤلاء الأيتام، وتحفيزهم على المزيد من ‏التفوق".‏
‏ أما الأستاذ حسن فلاح من العاملين في المؤسسة فتحدث لنا قائلاً:‏
‏ "كما تعلمون أن مؤسسة نور الحسن الخيرية قد تبنت المشروع التربوي المجاني، بالإضافة الى مشروع التكافل الاجتماعي الذي ‏يتبنى رعاية اكثر من (2000) يتيم بما يشمله من منح ومواد عينية، وهذا التكريم يندرج ضمن مشروع المؤسسة حيث يقام سنوياً ‏لتكريم جميع الطلبة الايتام بمختلف اعمارهم من مرحلة الابتدائية الى المرحلة الجامعية؛ كون هذا التحفيز -كما يبينون لنا دائماً- انه ‏يمثل الشيء الكثير بالنسبة لهم ويكون حافزا لتفوقهم في حياتهم الدراسية؛ ليساهموا في المستقبل في خدمة هذا البلد وبنائه".‏
الطلبة من جانبهم عبروا عن فرحتهم بهذا التكريم حيث بين كل من (الطالب مرتضى محمود, الطالب ابو طالب سعدون, الطالبة ليلى ‏عزيز, الطالبة رؤى حسين) ان هذا التكريم يمثل الشيء الكثير لهم، وسيكون حافزاً لهم لمواصلة نجاحهم وتفوقهم الدراسي معبرين ‏عن شكرهم وتقديرهم لكل من ساهم في هذا التكريم .‏