مشروع التشجير بادرة خير من خدمة حامل اللواء
30-12-2018
احمد صالح
مشروع التشجير
بادرة خير من خدمة حامل اللواء
لتزيين شوارع وأزقةِ مدينة كربلاء
تتلاقى الأكفّ عند نقطة الأمل، راسمة لوحة تفانٍ وإصرار على المضي قدماً في الارتقاء لخدمة جليلة عند حياض القداسة والطهر من مرقدِ المولى أبي الفضل العباس عليه السلام . عمل دؤوب، وجهود كبيرة يبذلُها منتسبو قسمِ الشؤون الخدمية في العتبة العباسية المقدسة في شعبة الزراعة التابعة لقسم الشؤون الخدمية في العتبة المقدسة بكوادرها التي اتخذت من عزيمة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام نهجاً وسبيلاً نحو النجاح والتقدم، من خلال تقديم النشاطات المختلفة التي تُظهرُ مدينة كربلاء المقدسة بأبهى صورها الجمالية.
ويأتي ذلك من خلال اتخاذ مجموعة من السبل المتبعة، أبرزها التوسع في زيادة المساحات الخضراء المتمثلة بالأشجار الدائمة الخضرة والأزهار ذات الألوان الزاهية والرائحة الزكية التي تبعثُ الى النفس الانسانية الراحة والطمأنينة.
ومن جانب آخر، تلطيف الجو وتنقيته والسيطرة على التوازن البيئي والاعتدال الحراري، فمدينة كربلاء المقدسة شهدتْ حملات مباركة، وجهود فاعلة مكللة بالعزة من قبل ثلة خيّرة تنتمي الى قسم الشؤون الخدمية التابع للعتبة العباسية المقدسة.
ونظراً لما تشهدُه المدينة المقدسة من حشود مليونية تؤمّها من مختلف أصقاع العالم، دأبت العتبة المطهرة على أن تكونَ الشوارعُ المطّلة على أنظار زائري المدينة المقدسة تملؤها المساحاتُ الخضراء؛ لينعكس بالإيجاب على النهضة التنموية التي تشهدها هذه الرقعة المباركة .
فقد قامَ قسمُ الشؤون الخدمية بإطلاق مشروع تشجير مدينة كربلاء المقدسة.. وللتعرف أكثر على سمات هذا المشروع المبارك.. صدى الروضتين التقت بالحاج خليل هنون رئيس قسم الشؤون الخدمية في العتبة العباسية المقدسة ليتحدث قائلاً:
تم تأسيس مشاتل العتبة العباسية المقدسة وافتتاحها منذ ما يقارب أكثر من عشر سنوات، ثم تطورت واتسعت في عملها بجهود الكوادر العاملة فيها، حتى جاءت التوجيهات المباركة من قبل سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد احمد الصافي (دام عزه) بأن تطلق هذه المشاتل المباركة مشروعاً خدمياً لمدينة كربلاء المقدسة، وذلك من خلال العمل على تشجير شوارع وأزقة مدينة كربلاء المقدسة.
موضحاً: بالفعل انطلق المشروع بعد دراسته دراسة معمقة لتوضع الخطوط العريضة له، بعد أن عمدت مشاتل العتبة العباسية المقدسة الى خطوة غير مسبوقة، وذلك بتكثير أشجار المدن التي اضمحلت وانتهت نوعاً ما في العراق؛ لتكون خطوتنا في المشاتل بزيادة تلك الأشجار بشكل كبير، وبأعداد كثيرة، حتى أصبح لدينا الكمية الكافية منها ووصلنا الى نوع من الاكتفاء.
وتابع هنون قائلاً: نظراً لوجود الازدحامات في مدينة كربلاء المقدسة، وأيضاً الأبنية المختلفة الموجودة فيها، لاسيما الفنادق، فضلاً عن الملايين من الزائرين الذين يقصدون المدينة على طول ايام السنة.. كل ذلك يؤدي بشكل أو بآخر الى التسبب بالتلوث البيئي؛ لذلك انطلق مشروع التشجير انطلاقة قوية، وذلك من خلال خطبة الجمعة في العام 2009م وعلى لسان سماحة السيد الصافي (دام عزه) لتعكف الكوادر على هذا العمل المبارك الذي شوهد بشكل واضح من قبل اهالي مدينة كربلاء المقدسة والزائرين القاصدين الى هذه المدينة المقدسة لتكون محطتنا الاولى في العمل هي منطقة ما بين الحرمين الشريفين والشوارع المطلة على العتبتين المقدستين وصولاً الى المدينة القديمة.
وتابع قائلاً: استمر مشروع التشجير طيلة السنوات المنصرمة، وبحمد من الله تعالى وببركة صاحب المرقد، تمت زراعة الآلاف من الأشجار التي نراها اليوم، قد كبرت ونمت بشكل كبير، وغطت المناطق المزروعة بالخضرة.
وأردف الحاج خليل قائلاً: لم تكن مهمتنا في هذا المشروع هي زراعة الأشجار والشتلات المختلفة وحسب، بل كان من ضمن عملنا هو ادامة هذه المزروعات ورعايتها بشكل مستمر ودوري، حيث تتجه كوادرنا بين الفينة والأخرى وبحسب جدول يومي معد مسبقاً الى تنظيف وتشذيب هذه الأشجار، فضلاً عن إروائها بواسطة السيارات الحوضية التابعة للقسم.
ويعد هذا الأمر من الجوانب المهمة في هذا العمل، إذ لابد من التواصل في عملية رعايتها من أجل استمرارها فترة اطول، هذا بالإضافة الى ذلك، فإن الأهالي الكرام لهم دور اساسي في عملية رعايتها وادامتها، فقد لاحظنا انهم يقومون بتنظيف الشتلات وسقيها بشكل مستمر، وهذا الأمر انما ينم عن حرص وثقافة اهالي مدينتنا المقدسة.
مضيفاً: بعد الانتهاء من منطقة المدينة القديمة، اتجهنا بالعمل الى المناطق الخارجية والتي تشمل الاحياء السكانية منها: (حي الاسكان، وحي البلدية، والنصر، وكذلك حي الاصلاح الزراعي)، وصولا الى الشارع الرئيسي الرابط بمحافظة النجف الأشرف بدءاً من مرقد السيد الجودة، ولدينا خطة اوسع بالانتقال في العمل الى باقي الأحياء الاخرى.
وعن طبيعة وأنواع الاشجار المزروعة تحدث الحاج خليل قائلاً:
يتميز طقس العراق بأنه متقلب بشكل كبير من حيث انه يمتاز بحرارته الشديدة صيفا وبرودته شتاء، والذي يصل في بعض الاحيان حد الصقيع، لذلك اعتمدنا الى استخدام أشجار ملائمة لهذه التقلبات الجوية، وقد استخدمنا في المشروع انواعاً متعددة من الأشجار منها: (البيزية، والاكاسايا سورانتس، والكينو كاربس، والفكس البنغالي وغيرها).