المرجعيّةُ الدينيّةُ تدعو المسؤولين الى تجسيد مبادئ نهضة ‏الإمام الحسين ع

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تدعو المسؤولين الى تجسيد مبادئ نهضة ‏الإمام الحسين عليه السلام في الاصلاح والعدل ومحاربة الفساد.. ‏
‏وتؤكد أن تركها سيجعل الفاسدين يتصدون للمشهد
دعت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا على لسان ممثّلها سماحة الشيخ عبد ‏المهدي الكربلائي (دام عزّه) المسؤولين الى تجسيد مبادئ نهضة ‏‏الإمام الحسين عليه السلام في الاصلاح والعدل ومحاربة الفساد.. ‏وتؤكد أن تركها سيجعل الفاسدين يتصدون للمشهد.‏
جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (1/ محرم/ 1438هـ) ‏الموافق (22/ أيلول/ 2017م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ ‏‏الشريف والتي مما جاء فيها:‏
ها نحن ندخل موسم عاشوراء بكل ما يحمله من دلالات وممارسات ‏تمثل الانتماء الى مدرسة آل البيت عليهم السلام والتي جسدت ‏‏جوهر وكلية المسيرة المحمدية، كما ورد في الحديث عن النبي ‏‏(صلى الله عليه وآله وسلم): (حسين مني وأنا من حسين).‏
وقد عشنا هذا الموسم العاشورائي لسنين طوال، فما هي المحصّلة ‏التي كان ينبغي أن نخرج بها من خلال ممارستنا لشعائره ‏والمشاركة ‏في أحزانه؟ وما هي تلك التغييرات الجوهرية التي يبحث عنها من ‏يحمل روح الانتماء الصادق لمدرسة الامام الحسين ‏عليه السلام .‏
‏ أيها الاخوة والأخوات المفجوعون بمصيبة سيد الشهداء (عليه ‏السلام)، لا يكون يوم خروجكم من عاشوراء كيوم دخولكم فيه، ولا ‏‏يكون خروجكم من شهري محرم الحرام وصفر الخير كيوم دخولكم ‏في شهريكم هذين.‏
انظروا الى أنفسكم وممارساتكم وأعمالكم ومواقفكم كيف هي بعد أن ‏تنتهوا من موسم عاشوراء؟ هل أثرت ممارسة هذه الشعائر وهذه ‏‏الأحزان وهذا البكاء على أنفسنا، وعلى مواقفنا..؟
سأذكر مجموعة من المبادئ التي لابد أن نترجمها، من التي نسمعها ‏في مجالسنا ونقرؤها في الكتب، فالذي يكون صادقاً في ولائه ‏‏وانتمائه للإمام الحسين عليه السلام علامة صدقه أن يحوّل هذه ‏المبادئ التي يسمعها في المجالس والتي يقرؤها في الكتب من ‏‏مسموعات ومقروءات الى واقع حي متجسد في حياته.. فإن فعل ذلك ‏كان صادقاً في بكائه، وكان صادقاً في حزنه للإمام الحسين ‏‏(عليه ‏السلام) وإن لم يفعل ذلك، فما هو بصادق، انما هو من مدعي الولاء ‏للإمام الحسين عليه السلام .‏
اذكر هنا بعض هذه المبادئ التي يجب أن نترجمها في حياتنا:‏
أولاً: تبني وممارسة العدل والإصلاح، ورفض ومكافحة الظلم ‏والفساد والجور:‏
ولا ينحصر ذلك في مجال معين من مجالات الحياة دون مجال، ولا ‏بشريحة معينة من شرائح المجتمع دون شريحة، وإن كانت تتأكد ‏لدى ‏بعض منها.. فيتأكد ذلك عند الحاكم والرئيس، ومن يتولى أمور أي ‏مجموعة من الناس، فظلمه وعسفه وجوره هو الاخطر ‏والأشد فتكاً ‏وجرماً، وعدله هو الأكثر خيراً ونفعاً، وهكذا رئيس العشيرة ورب ‏العائلة، ثم الفرد العادي في تعامله مع الآخرين.. ثم ‏يعمم ليشمل ‏الشعب والقوم مع بقية الشعوب والأقوام، والعشيرة مع بقية العشائر، ‏والعائلة مع بقية العوائل الاخرى.‏
‏ وأول مرتكزات النهضة الحسينية الحفاظ على ممارسة العدل ‏والإنصاف مع الجميع، مع من تحب أو مع من تكره، ومع عائلتك أو ‏‏مع ارحامك أو بني جنسك، وهكذا.‏
فالإنسان الحسيني الصادق هو الذي لا يظلم احداً طفلاً كان او شاباً ‏او كبيراً، عائلته او غيرها، عشيرته او شعبه، رجلاً او امرأة، بل ‏مع ‏ما حوله من الكائنات..‏
ثانياً: صدق الولاء والانتماء العقدي:‏
وهو يتمثل في صدق العقيدة في التوحيد والعدل والنبوة والإمامة ‏والمعاد الى أن يصل الى تفاصيل مبادئ النهضة الحسينية الممتدة ‏‏عبر خط الامامة حتى يصل الى الامام المهدي (عجل الله فرجه ‏الشريف)، فلا يصح الانتماء للحسين عليه السلام من دون صدق ‏‏الانتماء لخط ورسالة جميع ائمة اهل البيت عليهم السلام وآخرهم ‏الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ولا يصح الانتماء له ‏‏(عجل ‏الله فرجه الشريف) من دون الرجوع الى من امر بالرجوع اليهم من ‏الفقهاء الصالحين والعلماء العاملين الزاهدين في الدنيا ‏الراغبين في ‏الآخرة، ولا يكون الرجوع اليهم من دون عمومية الاهتداء بهديهم ‏في مختلف مجالات الحياة والاسترشاد بتوجيهاتهم في ‏كافة ابتلاءات ‏الفرد والامة، كما اوصى بذلك الائمة عليهم السلام .. فالتبعيض في ‏ذلك يضر بصدق الانتماء الى خط أهل البيت ‏عليهم السلام ‏ومدرستهم.‏