مسكوكات وعملات ورقية نادرة من عهود مختلفة
30-12-2018
زاهر الخفاجي
مسكوكات وعملات ورقية نادرة من عهود مختلفة
ضمن مقتنيات متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات
يضم متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات مئات المسكوكات والعملات الورقية الجميلة والرائعة المعروضة بشكل متقن يجذب انتباه الزائرين عبر فاترينة عرض خاصة تم تصنيعها من قبل كوادر المتحف تتلاءم وطريقة عرض هذه المسكوكات حيث يعود تاريخها الى حقب زمنية مختلفة: كالحقبة الإغريقية والرومانية والأموية والعباسية والعثمانية وغيرها.. بعضها مهدى من قبل الزائرين القاصدين مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام والبعض الآخر تم شراؤه وجمعه.
لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذه المسكوكات والعملات الورقية التقت صدى الروضتين بمسؤول المتحف الأستاذ صادق لازم الذي بين قائلاً:
"يعتبر علم النقود والمسكوكات من العلوم الوثائقية التاريخية الاثرية الهامة وذي صلة وثيقة ومباشرة بحياة الشعوب والحضارات القديمة، ولا يمكن إخفاء الدلالات الدينية والفنية الموجودة فيها من رسوم ونقوش وأشكال هندسية، فهي تعتبر أحد أهم الوثائق والشواهد على عهود وعصور تاريخية مختلفة لهذا السبب تتسابق المتاحف ومنها متحف الكفيل لاقتنائها منذ فترات طويلة حيث بدأنا بجمع هذه العملات والمسكوكات بعد عام (2003م)، وكان بعضها يهدى من قبل المؤمنين القاصدين زيارة مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام ولا زالت الإهداءات مستمرة لحد الآن، إضافة الى شراء البعض منها حيث يوجد لدينا أكثر من (1000) مسكوكة تعود لحقب زمنية مختلفة كالحقبة الإغريقية والرومانية والساسانية والأموية والعباسية والفاطمية والصفوية والعثمانية بالإضافة الى بعض المسكوكات والعملات الورقية التي تعود الى حقبة العهد الملكي في العراق".
وأضاف: "عملنا في المتحف على فرز وتوثيق هذه المسكوكات وحفظها في ألبومات وخزنها في محامل خاصة بها وتوثيقها يدويا وإلكترونيا من خلال تسجيل نوع العملة مع الرسم أو الكتابة الموجودة عليها، بالإضافة الى الحجم والوزن وأيضا مكان الضرب وسنة الضرب (أي مكان وسنة الإنتاج) وغيرها.
كما تمت الاستعانة بمجموعة من الخبراء الأكاديميين في الجامعات العراقية والمتحف العراقي بالإضافة الى بعض الهواة الذين لديهم هواية وخبرة في جمع هذه المسكوكات وفرزها والتأكد منها إن كانت أصلية أو غير أصلية".
مبينا: "أما ما يخص الترميم والصيانة بالنسبة للمسكوكات، فإن الاخوة في المختبر التابع للمتحف يقومون بعملية الصيانة بالطرق الميكانيكية بعد أن قمنا بإدخالهم في دورات تدريبية حول كيفية صيانة وتنظيف المسكوكات مع توفير الاجواء المناسبة لها من حرارة ورطوبة وأحيانا يتم طلاؤها ببعض المواد من أجل الحفاظ عليها حيث تكون الأهمية لها حسب ندرة العملة، فالمسكوكة تعتبر وثيقة تؤرخ لحدث معين ولعل من المسكوكات المهمة الموجودة لدينا هي الدرهم العربي في ولاية عهد الإمام الرضا عليه السلام ".
أما بالنسبة لطريقة عرضها، فبين الأستاذ صادق قائلاً:
"يعتبر العرض المتحفي من أهم الأمور في المتحف؛ لأنه يوفر اتّصالاً مباشراً مع الزائر، وحقيقة كانت هناك مشكلة في طريقة عرض المسكوكة بعد أن استعملنا طريقة العرض الافقي، فوجدنا أن هذا العرض لا يشبع رغبة الزائر؛ بسبب صغر حجم المسكوكة ودقة تفاصيلها لذلك لجأنا الى استعمال طريقة العرض العمودي التي تشاهدونها اليوم في متحف الكفيل من خلال تصنيع كوادرنا الفنية لفاترينة عرض بشكل جميل جدا بعد أن رأينا ذلك في متاحف فرنسا وايطاليا وتركيا أيضا خلال زيارتنا لها حيث رأينا أن أنسب عرض للمسكوكات كان في متاحف ايطاليا تحديدا لذلك عملنا به".
مضيفا: "لدينا أفكار ستضاف الى العرض المتحفي للمسكوكات توضح طريقة عمل المسكوكة من خلال عمل قوالب في ورشنا والعمل جار إن شاء الله على رسم خرائط لعرضها في المتحف وبيان أماكن استخدام بعض هذه المسكوكات كذلك لدينا مشروع لعمل نسخٍ من المسكوكات مصنوعة من مادة البلاستك (الرزن) لتعطى للجامعات والمراكز البحثية التي تتناول دراسة المسكوكة عند الطلب".