مشروعُ أمير القرّاء الوطني لرعاية وإعداد القرّاء البراعم
30-12-2018
عماد العنكوشي
مشروعُ أمير القرّاء الوطني لرعاية وإعداد القرّاء البراعم بنسخته الثالثة
فيضٌ من جودِ نافذِ البصيرة وصُلبِ الإيمان
عُدّ مشروع أمير القراء الذي أطلقته العتبة العباسية المقدسة منذ قرابة ثلاث سنوات الأوّل من نوعه في العراق، والذي يعنى برعاية وإعداد القرّاء الموهوبين من البراعم في تلاوة القرآن الكريم وفق نظام حديث ومتطور، مُعدّ ضمن دراسة علميّة وفنيّة وبمدة قصيرة ومثالية، وهو أحد المشاريع الرائدة والمميّزة التي أقامها مركز المشاريع القرآنية في معهد القرآن الكريم التابع للعتبة العبّاسيّة المقدّسة، فهو يهدف إلى صقل المواهب الفطرية للموهوبين وإيصالهم إلى مستويات متقدمة في التلاوة من خلال إقامة دورات مكثَّفة في تعليم الأصول الصحيحة للتلاوة بهدف إعداد جيل قرآنيّ ناشئ من القرّاء في عراقنا الحبيب.
بعد أن بورك المشروع من قبل المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) بدأ الاستعداد الفعليّ لتنفيذه، فكانت أولى الخطوات وأهمها تأسيس فريق عمل متجانس بأدوار تباينت ما بين الإشراف والتنفيذ، وقد تمّ اختيار الفريق المنفّذ بعناية تامّة مراعين في ذلك الجانب العلميّ للمدربين والجانب التربوي للفريق بشكل عام.
كما أبرمت اللجنة المشرفة على المشروع عقداً مع الفريق التنفيذي بشقّيه التدريبي والإداري لضمان الجودة في العمل وتحقيق أفضل النتائج بعد أن أعلن مركز المشاريع القرآنية في معهد القرآن الكريم عن إطلاق المشروع رسمياً.
واجه المشروع قبولاً وترحيباً كبيراً في الوسط القرآني العراقي؛ كونه حقق آمال شريحة كبيرة من طلبة المدارس الابتدائيّة والثانوية ومن مختلف المحافظات العراقيّة، حيث بدأت اللجنة المشرفة على المشروع باستقبال طلبات تسجيل أسماء البراعم الراغبين في الانضمام من خلال إرسال معلومات المشارك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تقدم عشرات البراعم من مختلف المحافظات العراقية للانضمام إليه، وبذلك كان لا بدّ من عمل اختبارٍ لجميع المتقدمين من شأنه استخلاص أفضل المتقدّمين.
انطلقت فعاليات النسخة الثالثة لمشروع أمير القرّاء الوطني الذي يقيمه مركز المشاريع القرآنية التابع لمعهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة وقد شهد هذا العام إقبالاً كبيراً في التقديم فاق الأعوام الماضية، وتم قبول أفضل (75) طالباً موهوباً يجري تدريبهم بشكل مكثف، وبإشراف أساتذة مختصين لأكثر من شهرين متتابعين؛ بغية صقل تلك المواهب والرقي بها بأزمان قياسية.
وقد تم توزيع المقبولين الجدد على أربع مدراس هي: (مدرسة القارئ الحافظ خليل إسماعيل، ومدرسة القارئ محمد صديق المنشاوي، ومدرسة القارئ عبد الباسط محمد عبد الصمد، ومدرسة القارئ الشحات محمد أنور) ومع المقبولين الجدد تم اختيار أفضل خمسة عشر طالباً من المرحلتين السابقين للمشروع، ومن المقرر أن يتلقون تدريبات متقدمة.
مدير مركز المشاريع القرآنية السيد حسنين الحلو بين:
أن هنالك برنامجاً متكاملاً معد للمشروع كما في الأعوام الماضية، فبجنب التدريب على التلاوة هنالك برامج دينية وتربوية مضافاً إلى الترفيه والمحافل والأماسي القرآنية مع إضافات جديدة سيعلن عنها تباعاً. وأوضح: أن هنالك فريق عمل متكامل بلجان مختلفة ستتولى سير عمل المشروع بأعلى مستويات الدقة والنظام، ويقود هذا الفريق المدير التنفيذي للمشروع الأستاذ علي البياتي.
مضيفاً: أن المهمة التدريبية للطلبة الموهوبين لهذا العام سيتولاها سبعة مدربين: (المدرب السيد حيدر جلوخان من مدرسة القارئ الحافظ خليل إسماعيل، والمدرب محمد رضا سلمان من مدرسة القارئ محمد صديق المنشاوي، والمدرب علي أحمد من مدرسة القارئ عبد الباسط محمد عبد الصمد، ومن مدرسة القارئ الشحات محمد أنور المدربين وسام عبد السادة وليث رحيم، أما المرحلة الثانية من المشروع فهي تحت إشراف المدربين فيصل مطر وأحمد البدري)، حيث أن معيار القبول اعتمد على دقّة المحاكاة وجودة الإمكانية اللفظية والصوتية، وبذلك تمّ اختيار أفضل (75) موهوبًا من مختلف المحافظات العراقيّة للاشتراك في المشروع، وصُنّف المتأهلون إلى أربع مدارس رئيسية للقراء الكبار حسب رغبة الموهوبين المتقدمين.
بعد قبول الـ(75) برعماً موهوباً من مختلف المحافظات العراقية بدأت اللجنة المشرفة على المشروع بتطبيق خطتها التنفيذية المعدة مسبقاً مراعية الأساليب العلمية والتربوية الصحيحة واستشارة ذوي الاختصاص في هذا المجال، فقُسّمت وفقها أوقات إقامة الورشات التدريبية للبراعم مع إعداد جدول ترفيهي يشتمل على سفرات متعددة، فضلاً عن فعاليّات أخرى منها إقامة برامج ثقافية وتربوية وأخرى رياضيّة.
وكانت المباشرة في المشروع بنسخته الثالثة في العطلة المدرسية الصيفية بتأريخ (6-7- 2017م)، وانطلق المشروع باستقبال الطلبة واولياء امورهم بحفاوة كبيرة من قبل إدارة معهد القرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة مع الكوادر التدريبية والإدارية، حيث تمت آلية المشروع، وقسم الى فترتين زمنيتين، كانت الأولى عشرة أيام تأهيلية، والثانية (20 يوماً) ضمن المرحلة الأولى.
قُسّم اليوم الدراسي الواحد إلى عدد من البرامج : أولها البرنامج التدريبي، والذي يبدأ من الصباح حتى الساعة الخامسة عصراً، يتلقَّى فيه الطلبة معلومات من خلال الورشات التدريبية، وتتخلل الدراسة أوقات استراحة بينية فضلاً عن استراحة لأداء صلاة الجماعة وتناول الغداء.
أما الثاني فهو البرنامج الترفيهيّ، ويعد من الخطوات المهمة والضرورية لديمومة الدافعية والنشاط والحيوية لدى الطلبة، بعد أن وفّرت لهم العتبة المقدسة ساحات رياضية خاصة لمجموعة من الالعاب الرياضية، وآخرها البرنامج الثقافي والتربوي: وهو برنامج حافل بالعديد من الفعاليات القرآنيّة المميّزة منها الزيارات للمرجعيات الدينية واستضافة الشخصيات الدينية والتنموية من خلال الأماسي القرآنية والثقافية المنوعة.
تفاعل عدد من المؤسسات القرآنية من داخل وخارج العراق (الكويت، البحرين، ايران) مع المشروع، عاديه خطوة مهمة في سبيل الكشف عن طاقات قرآنية جديدة ورعايتها وإعدادها لخلق جيل قرآني ناشرٍ لشذى الكتاب العزيز والعترة الطاهرة.
أما من الجانب الإعلامي، فقد اهتمت عدد من المحطات الإعلامية في هذا المشروع المبارك من اجل نشر الوعي القرآني والسير على هدي القرآن الكريم والعترة الطاهرة منها: (برنامج أمير القراء - قناة الفرات الفضائية، اذاعة القرآن الكريم - العتبة الحسينية المقدسة، صفحات التواصل الاجتماعي - الفيس بوك واليوتيوب).
والمشروع الان في آخر فترات الختام، حيث قدمت اللجنة المشرفة على المشروع الشكر والتقدير لكل من ساهم في انجاز هذا العمل القرآني المبارك، لا سيما خدمة ابي الفضل العباس عليه السلام في كافة مفاصل العتبة العباسية المقدسة وعلى رأسهم الراعي الأول لهذه البرامج القرآنية سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزه) وخدمة الثقلين في معهد القرآن الكريم ومجمع العلقمي، ولكل من ترك بصمة والى جميع المؤسسات القرآنية والشخصيات الدينية التي زارت المشروع خلال المدة التدريبية للطلبة المشاركين.
إلى جانب ذلك، ما يزال معهد القرآن الكريم بجميع فروعه والمراكز والوحدات التابعة له في طور العمل على مشاريع وبرامج أخرى متعددة بالإضافة لتهيئة الجديد منها والتي تهدف جميعها إلى نشر ثقافة القرآن الكريم وترسيخ مبادئه وأسسه القويمة، برعاية وبركة كبيرة من قمر بني هاشم المولى أبي الفضل العباس عليه السلام وفيوضات مرقده الطاهر.