المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُعزّي بتفجيرات ذي قار وتطالب الحكومة باتخاذ إجراءات جديّة
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تُعزّي بتفجيرات ذي قار
وتطالب الحكومة باتخاذ إجراءات جديّة
وتؤكد على ضرورة الوحدة ونبذ الفرقة
قدمت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تعازيها الحارّة إلى ذوي الشهداء الذين سقطوا خلال العملية الإرهابية في ذي قار، وطالبت من الحكومة المركزيّة والحكومات المحليّة في المحافظات الى اتخاذ إجراءات جديّة ومناسبة لحماية المدنيّين، فيما حذرت من أن تنظيم داعش الإرهابي يحاول الانتقام من الأبرياء بعد هزيمته في القتال، وتؤكد على ضرورة الوحدة ونبذ الفرقة.
جاء ذلك خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة المباركة (23ذي الحجّة 1438هـ) الموافق لـ(15أيلول 2017م) والتي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف، وكانت بإمامة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) والتي بيّن فيها:
في البدء، نقدم أحر التعازي والمواساة الى ذوي ضحايا العمليّة الإرهابيّة في ذي قار مع دعائنا وتمنياتنا للجرحى بالشفاء العاجل.
إن العدو الداعشي بعد أن تم سحقه على أيدي أبطال العراق في ساحات الوغى، يحاول الانتقام من المدنيّين الأبرياء بهذه الأعمال الوحشية، وعلية فمن الضروري أن تتخذ الحكومة المركزية والمسؤولون في المحافظات اجراءات مناسبة وجديّة لحماية المواطنين من الإرهابيّين.
موضوع التفجيرات هو أسلوب الجبناء، وهذا الأسلوب يحتاج من الجهات الأمنية أن تكون حذرة؛ لأن الإنسان الشجاع حتى وإن كان عدواً له، فهذه ليست طريقته في التعامل مع عدوه، أما الإنسان الجبان الدنيء لا توجد عنده طريقة معيّنة، دائماً يحاول أن يغدر، دائماً يحاول أن يستهدف الأبرياء لا يفرق عنده الطفل الرضيع أو الشيخ الكبير، أصلاً هو خارج عن منطق الإنسانيّة.
فلابد أن يكون هناك رصد دائم لحركته ومنعه من أن يصل الى أهدافه؛ لأن هذا العدو كما أظهر نفسه من خلال هذه العمليات وأشباهها من سنين، يستهدف الأزقة والمدارس والأسواق والأطفال، همّه الأكبر أن يحصد أكثر أرواح ممكنة.
طبعاً معنويات ذوي الضحايا عاليّة جداً، لكن على الجهات الأمنية أن لا تجعل هذا المشهد يتكرر، فبالنتيجة هناك آباء وأمهات مفجوعين، يحبون أن يعيشوا في أمن وأمان وهذا من أبسط الحقوق.
أما المحور الثاني من الخطبة فكان:
قال الله تعالى في سورة آل عمران في الآية (103): "بسم الله الرحمن الرحيم وَاعتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ..".
الآية الشريفة في مقام أن تأمر، استعملت فعل الأمر قالت: (واعتصموا بحبل الله) لأهميّة الاعتصام، ومعنى الاعتصام هو أن الإنسان يلجأ الى الله، اعتصمت بك إني أعاني من مشكلة، فأعتصم بك اعتقاداً مني أنك تحل هذه المشكلة، ثم تبدأ الآية تنهانا عن خلاف ذلك (ولا تفرقوا)، لاحظوا المقابلة ما بين الأمرين، أمر الاعتصام لفوائده الجمة، وأمر التفرقة أيضاً لتداعياته السيئة، القرآن الكريم ليس له مصلحة فينا، وإنما إرشاد وتوجيه منه لنا أن هذه الطريقة طريقة التفريق طريقة غير مجديّة لكم، هذه الطريقة ستجعلكم في مشاكل تلو مشاكل.
الإنسان في بعض الحالات ينسى تماماً عندما ينتقل من مكان، من ظرف زمان، الإنسان المريض في حالة المرض تجده يعطي لنفسه مواثيق والتزامات إذا كان مريضاً، ثم بعد ذلك الله تعالى يمنّ عليه بالصحة، سينسى تلك الحالة التي كان فيها وينسى الوعود ويتنكر للوعود التي كان يعطيها لنفسه، لماذا.؟ لأن هذه الحالة، حالة أن ننسى أشبه في الوضع الطبيعي عندنا في بعض الحالات.
القرآن الكريم ينبهنا يقول (اذكروا)، ماذا نذكر؟ قال (اذكروا نعمة الله عليكم)، ما هي النعمة؟ قالت: اذ كنتم اعداء.. الآية لم تقل فصالحكم العدو مع عدوه العداوة لا تبقى غير محببة.. إذا أحد حاول أن يجمع قالوا صالحهم.. الآية لم تقل كنتم أعداء فصالحكم.. التفتوا للدقة هناك نكتة؛ لأن المصالحة قد يبقى في النفس شيء، تحتاج المصالحة شيئاً آخر أن انساناً يبرئ الذمة، ان الانسان يقول هذه بداية جديدة، القرآن يقول: اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم.. أين الألفة في القلوب بمعنى انها ألفة حقيقية ألفة واقعية؛ لأن كنتم اعداء كانت مصاريعكم شتى، الان اعتصموا اجعلوا مصيركم واحدا، اجعلوا هدفكم واحدا، تمسكوا بالله اعتصموا بالله واجمعوا انفسكم وتذكروا انكم كنتم اعداء.
نسأل الله لهم دائما النصر المؤزر وان الله تعالى يلقي في قلوب عدوهم الرعب بما اشركوا بما اهانوا بما قتلوا.. سائلين الله تبارك وتعالى لهذا البلد ولكم بدوام التوفيق بمحمد وآله.. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.