مخيم صيفي لأكثر من 500 طالب من مختلف المحافظات العراقية تحتضنه العتبة العباسية المقدسة في كربلاء
30-12-2018
أحمد الحسناوي
مخيم صيفي لأكثر من 500 طالب من مختلف المحافظات العراقية
تحتضنه العتبة العباسية المقدسة في كربلاء
اختتمت جمعية كشافة الكفيل التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة برنامج التطوير الثاني بنسخته الثانية المطورة والمعدلة.. فوسط حضور تقدمه رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة(دام توفيقه)، وجمع غفير من أولياء أمور الطلبة المشاركين، انطلقت فعاليات الختام الذي احتضنه مجمع الشيخ الكليني (رحمه الله) بمشاركة أكثر من 500 عنصر كشفي إضافة الى بعض الفرق الكشفية من باقي المحافظات، والتي تمثلت بكشافة سيد الشهداء(عليه السلام) من منطقة الشوملي في محافظة بابل، وأيضاً كشافة تسنيم من محافظة البصرة.
الحفل ابتدأ بتلاوة عطرة لآيات بينات من القران الكريم، قام بتلاوتها القارئ يونس عاشور، تلتها قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق من القوات الأمنية والحشد الشعبي، وقراءة النشيد الوطني، وأنشودة العتبة العباسية المقدسة الموسم بـ(لحن الاباء).
أعقب ذلك استعراض ميداني لنخبة من العناصر المشاركة ببرنامج التطوير الشامل بنسخته الثانية المعدلة والمطورة، تلته كلمة الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة قام بإلقائها رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية السيد ليث الموسوي(دام توفيقه) والتي بين فيها قائلاً:
مبارك لكم هذا العمل الكبير، ونحن نلاحظ الجهد المضني الذي يقدمه الإخوة في شعبة الطفولة والناشئة التابعة لقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية المقدسة، ورسم خارطة البرنامج ضمن الفقرات.. نسأل الله تعالى أن تكون هذه الفعاليات مثمرة وطيبة في نفوس أبنائنا الذين استفادوا خلال الفترة الماضية من هذه الدورات.
مبيناً: التطوير المراد منه هو تطوير الذات الذي لا يختلف فيه اثنان، هو ضمن التكوين الانساني، إذ يسعى كل فرد الى الارتقاء بنفسه، ولكن ما يواجه الفرد من مطبات وعراقيل من أجل تحقيق هذا الهدف السامي، يحتم عليه أن يقف وقفة صلبة، ويتخذ القرار بتعقل، لئلا يسقط في فخاخ الجهل والضلالة.
وأضاف: الاخوة في شعبة الطفولة والناشئة من خلال وحدة المخيمات الكشفية، ابتكروا عدة فعاليات، تعطي مكنة للشاب والفتى في مقتبل حياته ومسيرته، بأن يسير في الطريق المعبد الذي يوصل به الى تطوير ذاته بعدة عناصر منها: بناء شخصيته، وصقل مواهبه، وتقوية ملكاته للوصول الى أعلى مستوى من الوعي، ويأتي ذلك عن طريق التدريب التوعي على أن يبني مستقبله بشكل محكم خدمة لمجتمعه.
وتابع الموسوي قائلاً: إن ما تابعناه من أنشطة خاصة بجمعية الكشافة، نلمسها اليوم من خلال هذا الحفل البهيج الذي يعكس مدى المثابرة التي يقدمها الاخوة العاملون في هذا المشروع، وهم يتسلحون بعزيمة المولى أبي الفضل العباس (عليه السلام) الذي أبى إلا أن يسير بطريق الحق غير آبه بالذين يحاولون أن يقفوا عائقا بوجهه، فمبارك للطلبة المشاركين ومبارك للقائمين على هذا المشروع، وبإذن الله تعالى، ستكون هنالك برامج أكثر افادة، تخدم مجتمعنا وفق الرؤية الاسلامية الحقة، متمثلة بمنهج أهل البيت (عليهم السلام).
نسأل الله تعالى أن يحفظ جيلنا وأبناءنا وأسرنا، ويسدد القائمين على هذا البرنامج، ويحفظ كل من ساهم على تقويم هذا البرنامج، وأخص الإخوة في مجمع الشيخ الكليني (رحمه الله)، فقد كانوا نعم السند خلال الفترة الماضية، ومازالوا مستمرين في مساعدة الاخوة في اتمام هذا البرنامج.
جاءت بعدها كلمة جمعية كشافة الكفيل القاها مسؤول التنمية والتطوير في الجمعية الدكتور زمان الكناني، فبيّن فيها قائلاً:
بعد الشكر والامتنان لجميع من ساهم في انجاح برنامج التطوير الشامل، لابد لنا من تعريف ولو بنبذة مختصرة للضيوف الحاضرين عن ماهية هذا البرنامج وأهدافه ورسالته ورؤيته التي انطلق منها: لماذا هذا البرنامج؟ ما هي الأسباب والدوافع التي جعلتنا نقيم هكذا برنامج بنسخته الثانية المعدلة والمطورة..؟ نخطط، نعمل، ننفذ، نطور.. وإن شاء الله تعالى هذا البرنامج تشاهدونه بحلقات وسلسلة من المحاضرات، سلسلة من الورش والدورات النوعية على يد أساتذة متخصصين من شتى المجالات الدينية والعقائدية والثقافية والفكرية.
عندما نتناول الجانب العقدي نتناوله بجانبه الذي ينسجم مع كيفية معالجة الهجمات العقدية المنحرفة التي تحاول أن تنال من عقول أبنائنا، الحركات المضللة التي تملأ منصات التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بعض المنظمات منظمات المجتمع المدني التي تحاول أن تستجذب وتستقطب أبناءنا للنيل من فكرهم واخراجهم وسلخهم عن قاعدتهم العلمائية الرصينة عن مرجعيتهم الدينية.
نحن لا نسمح بذلك، ولن نقبل به، وقد استحدثنا هذه البرامج لمواجهة هذه الانحرافات، وهذه التداعيات الخطيرة.
بعض شبابنا اليوم يذهب في اتجاه انكار الحقائق الدينية، وبعض الملفات والعقائد والتشكيك في شخصية وأحقية الكثير من الأمور؛ بسبب أبواق الارهاب العالمي الذي طال شتى الميادين.. أبناؤكم في بيوتهم يواجهون هذا الخطر، شعورنا بالمسؤولية جعلنا نتصدى لهذه البرامج من خلال تضمينها بمحاضرات لمواجه التضليل الاعلامي، ومواجهة الالعاب الالكترونية المضللة أيضاً.
وأضاف: يعد برنامج التطوير الشامل من البرامج الموجهة لأبنائنا الطلبة من جميع محافظات العراق الحبيب، والذي تنظمه جمعية كشافة الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة، لينطلق هذا البرنامج من مدينة كربلاء المقدسة التي هي منطلق لكل المشاريع البناءة، فمنها انطلقت ثورة الاصلاح بقيادة الامام الحسين (عليه السلام) واستمرت على مدى العصور تواجه وتجابه الحركات والمشاريع الهدامة التي تحاول طمس هوية الدين الاسلامي، ولكن في كل زمان كانت هنالك وقفات مشرفة، انطلقت من هذه البقعة المباركة، لتفشل جميع تلك المؤامرات، وآخرها ما قام به الارهاب من هجمة استهدف بها بلدنا ومقدساتنا، لتنهض كربلاء من جديد بكلمة انطلقت من الصحن الحسيني الشريف، لتهدم المشروع التخريبي، ولتنقذ البلاد من الضياع.
مشيراً: إن التحديات كبيرة ومستمرة، واليوم نشاهد الهجمة موجهة الى قلب المجتمع وهو الشباب الذين بهم تبنى الأوطان، ونحن بدورنا ومن خلال برامج أعدت بشكل دقيق اعتمد فيها على دراسة الواقع، أطلقنا هذا المشروع ليكون بادرة نحو مستقبل مشرق لشبابنا من أجل مواجهة الافكار المنحرفة، ومحاولة استثمار الطاقات في البناء والرقي.. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لكل ما فيه صلاح المجتمع وأبنائه، وأن يجعل بلدنا آمنا مستقراً انه سميع مجيب.
اعقبتها فقرة عرض للعديد من الحلقات الخاصة بجمعية الكشافة، والتي تتناول العديد من الجوانب والنشاطات التي تضمنها برنامج التطوير الثاني، وأيضاً تتناول بعضاً من نشاطات الجمعية، ليختتم الحفل بتوزيع دروع وشهادات تقديرية على الضيوف والاساتذة الكرام، وبعض المشاركين، وقراءة دعاء الفرج.
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت عدة لقاءات أولها مع القائد الكشفي علي حسن عبد زيد ليتحدث قائلاً:
ضمن سلسلة وانشطة التطوير الشامل بالنسخة الثانية المعدلة الذي اقامته جمعية كشافة الكفيل التابعة للعتبة العباسية المقدسة وتوسم هذا المخيم بـ(الفتى المؤمن) وجاء المخيم الختامي بالتزامن مع عيد الله الاكبر عيد الغدير الاغر.. وها نحن نسدل الستار عليه بعد أكثر من شهرين متواصلين، تم خلال هذه الفترة تقديم كل ما من شأنه أن يطور هؤلاء الفتية والبراعم والأشبال المشاركين.
وكان لأقسام العتبة العباسية المقدسة الدور الكبير في انجاحه؛ لما قدمته من مساعدات ودعم لا محدود.. نسأل الله تعالى ان يوفقنا ويوفق الجميع لخدمة مجتمعنا لما فيه الصلاح.
كما كان لنا لقاء آخر مع فلاح حازم ولي أمر احد الطلبة، ليتحدث قائلاً:
شكر وتقدير للعتبة العباسية المقدسة وخصوصاً كشافة الكفيل لما يقدمونه من جهود كبيرة من خلال هذا البرنامج الذي لمسنا فيه أثراً واضحاً على ابنائنا فنشاهدهم قد تغيرت تصرفاتهم وتعاملاتهم داخل وخارج المنزل، واصبحت احاديثهم كلها في جوانب الالتزام والحرص على تأدية الواجبات المهمة.. نحمد الله تعالى لتوفيقه لتهيئة هذا المشروع لنا من اجل دعم أبنائنا وتطويرهم.
وفي لقاء آخر كان مع عدي محمد كاظم، ولي أمر احد المشاركين، ليتحدث قائلاً:
خطوة مباركة في اقامة هذا البرنامج التطويري، حيث يسعى الى توجيه أبنائنا الى سبل النجاح والارتقاء بالذات، خصوصا وانه يعتمد نظاماً يجعل من الطلبة المشاركين اكثر اعتماداً على نفسه، وهذا يجعله يواجه مشاق الحياة وصعوباتها بكل صلابة ليحاول تجاوزها، شكر وتقدير الى القائمين على هذا البرنامج، وإن شاء الله في ميزان حسناتهم.
فيما تحدث علي طعيمة والد لثلاثة طلبة مشاركين قائلاً:
برنامج مهم يحاول القائمون عليه توجيه الشباب توجيهاً دينياً عقائدياً، يخدم المجتمع ويرفده بمجموعة من الفئات المهمة التي تمتلك وعياً على عدة مستويات.. خطوة مباركة وان شاء الله سيكون هذا البرنامج مستمراً، يرفد بلدنا العزيز بفئات تخدم لترتقي بأجيالنا.
وتحدث الحاج رائد الفتلاوي ولي أمر احد الطلبة قائلاً:
الشكر الجزيل الى القائمين على هذا المخيم الكشفي، ولقد لمسنا فوائد كبيرة لأبنائنا منها قابليات ذهنية، وتفكير موسع، فضلاً عن التطوير البدني.. ولقد لاحظنا الجانب العسكري الممتزج مع الجانب المدني، وهذا امر يجعل من القدرة التحمّلية لدى هؤلاء الفتية اكثر صلابة وقوة، نسأله تعالى ان يوفق الجميع لما فيه صلاح البلد والارتقاء به.
أما الطلبة المشاركون، فتحدث لنا الطالب علي محمد حسن قائلاً:
شكراً للعتبة العباسية المقدسة لإقامتها هذا البرنامج الذي اضاف لنا الكثير من الفائدة من عدة نواح منها: الثقافة الدينية من خلال المحاضرات الدينية التي قدمها لنا المشايخ الأفاضل، وأيضاً المحاضرات التي تبين أهمية الانتماء الى الوطن، فضلاً عن مجموعة من المحاضرات التي توضح كيفية مواجهة الهجمات الفكرية.
وحديث آخر كان مع الطالب المشارك اسحاق قاسم، بين قائلاً:
شاركت في هذا المخيم التطويري الشامل من أجل اكتساب العديد من المهارات والتعرف على أمور مهمة تواجهنا داخل المجتمع خلال الحياة اليومية، وقد قدم الأساتذة القائمون على هذا البرنامج جهوداً كبيرة من أجل ايصال كل ما فيه فائدة لنا، وحقيقة شاهدنا الحرص في نقل المعلومة، وأيضاً توفير البيئة المناسبة لتطبيق فقرات البرنامج.