العتبة العباسية المقدسة تقيمُ الدورات القرآنية الصيفية

30-12-2018
زاهر خالد ‏
بمشاركة أكثر من (16) ألف طالب ‏
العتبة العباسية المقدسة تقيمُ الدورات القرآنية الصيفية
‏ شهد الصحن العباسي المطهر اقامة الدورات القرآنية الصيفية التي يقيمها ويشرف عليها معهد القرآن الكريم التابع لقسم شؤون ‏المعارف الاسلامية والانسانية في العتبة المقدسة لتعليم القرآن الكريم وأحكام التلاوة والتجويد. وتأتي هذه الدورات التي تقام في جميع ‏فروع المعهد المنتشرة داخل وخارج محافظة كربلاء المقدسة انطلاقاً من قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ((أدبوا اولادكم ‏على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب اهل بيته، وقراءة القرآن))(1). وضمن النشاطات التي يقيمها المعهد من أجل تجذير الثقافة ‏القرآنية بين فئات المجتمع لا سيما طلبة المدارس لبناء جيل مثقف بثقافة القرآن الكريم وبما يعود بالفائدة على المجتمع؛ لأن الاهتمام ‏بنشر هذه الثقافة هو من أهم عوامل التصدي للهجمات والثقافات الدخيلة التي يشنها اعداء الدين.‏
صحيفة صدى الروضتين حضرت في هذه الدورات، واطلعت على كيفية تفاعل الطلبة معها، وأجرت العديد من اللقاءات حيث كان ‏اولها مع مدير معهد القرآن الكريم الشيخ جواد النصراوي الذي تحدث قائلاً:‏
‏ "كما هو المتعارف والمعتاد في كل عام تقيم العتبة العباسية المقدسة متمثلة بمعهد القرآن الكريم مجموعة من النشاطات القرآنية في ‏العطلة الصيفية ولعل من ابرز هذه النشاطات التي تقام هو مشروع الدورات القرآنية الصيفية التي تقام في الصحن العباسي المطهر، ‏إضافة الى فروع المعهد في كربلاء المقدسة وبقية المحافظات".‏
مبيناً: "ان الدروس التي تقدم للطلبة تكون بإشراف اساتذة اكفاء حيث تتضمن دروساً في احكام التلاوة، وقراءة القرآن، ودروس في ‏الفقه والأخلاق والسيرة.. وتأتي هذه الدورات من اجل اشاعة وتجذير الثقافة القرآنية في نفوس الطلبة".‏
موضحاً: "هذه الدورات تقام لمدة 45 يوماً بواقع ثلاث ساعات في اليوم الواحد وبمعدل خمسة ايام في الاسبوع تتخللها استراحة ‏ليومي الخميس والجمعة. كما تتخلل الدورة دروس في كيفية تعلم الوضوء الصحيح والصلاة والغسل وبقية الاحكام الابتلائية.. ‏وحقيقة وجدنا تفاعلاً كبيراً من قبل هؤلاء الطلبة ومن قبل اهاليهم ايضا الذين سارعوا الى تسجيل ابنائهم في هذه الدورات.. لذلك ‏نشاهد ان عدد الطلبة يزداد في كل عام عن الاعوام السابقة".‏
الأستاذ عبد الله اليساري بين قائلاً: ‏
‏"هذه الدورات تقام كل عام من قبل معهد القرآن الكريم في العتبة العباسية المقدسة انطلاقا من قول رسول الله صلى الله عليه واله ‏وسلم : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه))، لتضم كوكبة من طلبة المدارس لتعليم القرآن الكريم واحكام التلاوة والتجويد والفقه، وتضم ‏طلبة من مختلف الاعمار".‏
مؤكداً: "تأتي هذه الدورات لتوعية هؤلاء الطلبة وتسليحهم بالثقافة القرآنية خصوصا مع بعض العادات والثقافات الدخيلة التي غزت ‏مجتمعنا، ونحن نعمل على اعطاء المادة حسب عمر الطالب، فالطلبة البراعم من الاول الى الرابع الابتدائي نغذيهم بالسور القرآنية ‏القصيرة التي تتناسب مع اعمارهم، أما الناشئة فنعلمهم جزء (عمّ)، فضلاً على بعض السور كسورة البقرة وغيرها، ليكون هناك ‏اختبار في نهاية الدورات من اجل معرفة الطلبة المتميزين من اجل ادخالهم في دورات لاحقة مكثفة".‏
من جانبه بين الأستاذ لقمان هاشم احمد قائلاً:‏
‏ "الحمد لله الذي وفقنا للحضور في هذه المحافل القرآنية الكريمة؛ لكي ننهض بأبنائنا الطلبة الى مستوى عال ورفيع، وتثقيفهم بثقافة ‏وعلوم أهل البيت عليهم السلام ، وهذه الدورات لطلبتنا كمثل زرع بذرة لتنتج نباتاً صالحاً، وهذه نعمة من الله تعالى أن منّ عليهم ‏ليتعلموا قراءة القرآن الكريم بالصورة الصحيحة، وأيضاً ليتعلموا اصول وفروع الدين؛ لكي يكون مجتمعنا مجتمعاً واعياً ومثقفاً ‏وصالحاً لا يقع في مهالك هذه الدنيا، حيث وجدنا الطلبة متفاعلين بشكل كبير مع هذه الدورات، وكذلك استيعابهم كان جيداً جدا لما ‏نطرحه من معلومات.. ونحن بدورنا نشكر العتبة العباسية المقدسة على اهتمامها الكبير بشريحة الطلبة واقامتها مثل هذه الدورات ‏والمحافل القرآنية لنسير معا على هدي الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة".‏
من جانبهم الطلبة (مهيمن ازهر قحطان, حسين علي السعدي, حسن علي أمين) عبروا عن سعادتهم في المشاركة بهذه الدورات ‏ومدى الاستفادة الكبيرة التي حصلوا عليها وبينوا قائلين: ‏
‏"اكتسبنا من هذه الدورات الشيء الكثير وتعلمنا احكام التلاوة وقراءة القرآن ونحن نشكر العتبة العباسية المقدسة على رعايتنا ‏والاهتمام بنا لنكون جزءاً من هذا المشروع المبارك".‏
يذكر ان هذا المشروع يندرج ضمن سلسلة المشاريع التي دأبت العتبة العباسية المقدسة على احتضانها والاهتمام بها؛ كونها تساهم في ‏بناء جيل مثقف وواع، وتسعى الى اعدادهم ليسيروا بهدي الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة حيث يزداد عدد المشاركين في هذا ‏المشروع المبارك عاماً بعد آخر.‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
‏(1) أمان الأمة من الاختلاف - الشيخ لطف الله الصافي: ج1/ ص141.‏
‏(2) ميزان الحكمة – الريشهري: ج8/ ص194.‏