مركز تراث كربلاء المقدسة يختتمُ دورة لتحقيق المخطوطات

30-12-2018
احمد الحسناوي ‏
ضمن دوراته المستمرة
مركز تراث كربلاء المقدسة يختتمُ دورة لتحقيق المخطوطات
‏ اختتم مركز تراث كربلاء التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة دورة تحقيق المخطوطات ‏السادسة بعنوان (أئمّة البقيع)، بمجموعة من الفعاليات تضمّنت آيات من الذكر الحكيم، تلاها القارئ مصطفى الحمدان، وقراءة سورة ‏الفاتحة على أرواح شهداء الحشد الشعبي والقوات الأمنية الباسلة، تبعتها كلمة السيد الأمين العام للعتبة العباسية المقدّسة المهندس محمد ‏الأشيقر بين فيها قائلاً:‏
‏ حرصت العتبة العباسية المقدسة على الاهتمام بالتوثيق وتحقيق المخطوطات النادرة؛ محاولة منهم لإبراز هذا الإرث الفكري ‏والثقافي، وهو ما عملت من خلال مراكزها واقسامها المختصة بهذا الجانب، بإقامة عدة دورات في مجال تحقيق المخطوطات من ‏ضمنها ما ينظمه قسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية متمثلاً بمركز تراث كربلاء بالتعاون مع الاخوة من أساتذة جامعات ‏العراق الجنوبية وهم من المختصين في مجال تحقيق.‏
وأشار أيضاً: تلعب العتبة العبّاسية المقدّسة دوراً مهماً في إحياء التراث الفكري ورفد ودعم المحققين لحفظ تراث أهل البيت عليهم ‏السلام ، وتقدّم الاشيقر بالشكر الجزيل إلى المشاركين بهذه الدورة من أساتذة ومتدرّبين.‏
جاءت بعدها كلمة مركز تراث كربلاء ألقاها الدكتور احسان الغريفي مدير المركز قائلاً:‏
‏ لا يخفى على كثير من ذوي الاختصاص والعلماء أنّ التراث الشيعي هو تراث مضطهد ومغيّب منذُ أزمان طويلة، فعبر مراحل ‏التاريخ تعرّض تراثنا للظلم والاضطهاد وحرق الكتب، والمكتبات القيمة، وهذا يظهر جليًّا وواضحاً من خلال المصادر التي نجد ‏أسماءها بين طيات الكتب القديمة، ولا أثر لها في البين، فقد انمحى أثرها؛ بسبب الاضطهاد الفكري والثقافي لأتباع أهل البيت عليهم ‏السلام ومدينة كربلاء هي من المدن العلمية الأكثر تعرّضًا للظلم عبر مر السنين.‏
ومن هنا، فإنّ إحياء هذه المخطوطات لا يقل أهمية عن الجهاد الذي تقوم به قوات الحشد الشعبي والقوات المسلحة في ساحات الجهاد، ‏فالقلم يعدُّ سلاحاً بوجه من يريد طمس الهوية العقائدية لأتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام فيتحتم علينا وبالذات على أقلام ‏المحققين من ذوي الاختصاص الشـروع بتحقيق تراثنا وإظهار كنوزه إلى النور بأفضل حُلّة وبأفضل طريقة.‏
لذا انبرى مركز تراث كربلاء إلى تهيئة كوادر يمكنها التحقيق لإرثنا الثقافي من خلال هذه الدورات التي تنتج كوادر من المحققين.‏
صدى الروضتين كانت حاضرة، وأجرت عدة لقاءات أولها مع المحاضر الدكتور زمان عبيد وناس المعموري من كلية التربية قسم ‏التاريخ في جامعة كربلاء المقدسة ليتحدث قائلاً:‏
‏ إنّ مركز تراث كربلاء قد أنهى الدورة السادسة من مشروعه لإعداد المحقّقين وإشاعة ثقافة تحقيق المخطوطات على نطاق واسع، ‏خاصة بما يخص تراث مدينة كربلاء المقدّسة.‏
وبيّن أيضاً: أنّه في الدورتين السابقتين تمكنّا من الحصول على ثلاث مخطوطات سوف تنشـر على شكل أبحاث في مجلّة تراث ‏كربلاء الفصلية المحكّمة، والآن نطمح لتحقيق مخطوطة متكاملة من مائة ورقة؛ كي تنشر على شكل كتاب محقق، وهي لأحد فقهاء ‏كربلاء متخصصة بالفقه. ‏
لقاؤنا الآخر كان مع الدكتورة كفاية طارش من كلية التربية للبنات جامعة البصرة لتتحدث قائلة:‏
‏ في الحقيقة نبارك للعتبة العباسية المقدسة هذا الجهد الرائع والكبير من خلال توفير هذه الإمكانيات في خدمة العلم والعلماء والشي ‏الجميل أن العتبة العباسية المقدسة قطعت شوطاً كبيراً في تقوية الروابط بين الحوزة والجامعة من اجل الاستفادة من الأكاديميين في ‏اخراج حقائق تاريخية تصب في خدمة المذهب. ‏
‏ إن تحقيق المخطوطات عالم فيه الأشياء المفيدة والمهمة التي لابد من ابرازها حيث لاحظنا من خلال هذه الدورة اننا نخوض في ‏عوالم واسعة جداً، ولقد استفدنا الكثير من الأمور التي تم التطرق لها خلال أيام الدورة.. وفي الختام نشكر إدارة العتبة العباسية ‏المقدسة على هذه المبادرات ونشكر كل القائمين عليها.‏
أما الدكتور أسعد رزاق يوسف من جامعة ذي قار تحدث قائلاً:‏
‏ من دواعي الفخر والاعتزاز في كل الأمم الحية أن تسعى الى إعادة قراءة تراثها بشكل متواصل لتنتفع منها الأجيال اللاحقة، ومن ‏ضمن هذا المنظور، وفي هدي العتبة العباسية المقدسة بكل اجلال واكرام بتوجيه لنا دعوة مباركة لاستنهاض الباحثين الأكاديميين ‏للحضور والمشاركة في دورة تحقيق المخطوطات، وبشكل نظري وعملي في ميادين تحقيق الكتب التاريخية المتعددة، لذلك تم إقامة ‏هذه الدورة التي خلال أيامها طرح الجوانب المهمة في مجال تحقيق المخطوطات.‏
هذا، وخُتم الحفل بتوزيع شهادات شكر وتقدير إلى الأساتذة المحاضرين وشهادات مشاركة إلى الأساتذة المتدربين.‏
يذكر أنّ مركز تراث كربلاء لديه العديد من النشاطات الثقافية والفكرية كتأليف الكتب، وتحقيق المخطوطات، وإصدار المجلّات ‏المحكّمة والثقافية، وإقامة الندوات والمؤتمرات العلمية في داخل وخارج محافظة كربلاء المقدّسة.‏