العتبة العباسية المقدسة ‏ تمدُّ جسورَ التواصلِ والمحبةِ في المجتمعِ الكربلائي

30-12-2018
حيدر داود
العتبة العباسية المقدسة ‏
تمدُّ جسورَ التواصلِ والمحبةِ في المجتمعِ الكربلائي
‏ من أجل مد أواصر المحبة والتآلف والتواصل مع جميع شرائح المجتمع الكربلائي بما يحتويه من تراث عريق وشخصيات بارزة، ‏وفي مبادرة طيبة تعبر عن عمق التواصل الوجداني والإنساني مع الذين خطوا أسماءهم في تاريخ كربلاء المقدسة.. وبتوجيه من قبل ‏المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) بزيارة العوائل العريقة في المحافظة.‏
‏ وقد قام قسم العلاقات في العتبة العباسية المقدسة بعدة زيارات لشخصيات ووجهاء وأشراف محافظة كربلاء المقدسة، ليتوجه الوفد ‏هذه المرة الى منزل السيد هادي البلوشي في منطقة (حي الحسين) الذي بدوره رحب بوفد العتبة العباسية المقدسة وعبر عن سعادته ‏بهذه الزيارة.‏
السيد هادي البلوشي أحد الشخصيات الكربلائية ومن وجهائها الذين لهم تاريخ مع الخدمة الحسينية، هو ووالده كانا كفلاء لأحد أهم ‏المواكب التاريخية ألا وهو موكب عزاء البلوش، الذي تأسس عام (1316هـ/ 1898م)، وقد أسس في منطقة تقع في الجهة الجنوبية ‏من مدينة كربلاء المقدسة وكان اسمها (عگد البلوش).‏
‏ كان القائمون على الموكب قبل تأسيسه يحيون الشعائر في البيوت والأزقة، وبعد مدة أصبح موكباً يشارك المواكب الأخرى ذات ‏التأريخ في مدينة كربلاء المقدسة لإحياء الأيام العشر الأولى من شهر محرم الحرام.‏
كما أن موكب عزاء البلوش يقيم (تشابيه حرق الخيام) تأسياً بحرق خيام الحسين عليه السلام ، حيث تنصب بعض الخيام الصغيرة ‏والكبيرة، وتحرق منها خيمة واحدة فقط للتذكير بانتهاء المعركة.‏
ولد وترعرع السيد هادي البلوشي في هذه البيئة التي تنبض بالعشق الحسيني، ولم يقتصر إحياؤهم للشعائر في شهر محرم الحرام ‏وصفر الخير، بل يقوم السيد هادي بإحياء ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بإقامة احتفالية كبيرة في العشرين من ‏جمادى الآخرة كل عام، ويمتد عمر هذه الاحتفالية الى أكثر من (85) عاماً، والسيد هادي يشرف على إقامتها منذ عام 1970م، ‏وكذلك إحياء شهادة الإمام زين العابدين عليه السلام منذ عام 1960م، وغيرها من الأنشطة والمواقف المشرفة التي لم تتوقف حتى ‏في زمن اللانظام البعثي.‏
‏ وقبل المغادرة قدم الوفد الزائر للسيد هادي البلوشي هدايا عينية من مرقد أبي الفضل العباس عليه السلام تعبيرا عن تقديرهم لهذه ‏الشخصية التي خدمت القضية الحسينية، متمنين له دوام الصحة والعافية فقدم السيد شكره للوفد مبلغا تحياته وسلامه من خلاله الى ‏كل العاملين في الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة، داعيا لهم وللجميع بدوام الصحة والموفقية وقبول الأعمال.‏