المرجعيّة الدينيّة العُليا تبارك تحرير الموصل وتعدّه نصراً عراقيّاً كبيراً
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّة الدينيّة العُليا
تبارك تحرير الموصل وتعدّه نصراً عراقيّاً كبيراً
وتُعلن ما يجب عمله بعد مرحلة داعش..باركت المرجعيّة الدينيّة العُليا للعراقيين بجميع مكوّناتهم، والقوّات المسلّحة البطلة ومَنْ شاركها وساندها من المقاتلين الغيارى تحرير مدينة الموصل هذا النصر العراقيّ الكبير، كما أعلنت ما يجب عمله لمرحلة ما بعد داعش في العراق، داعيةً الجميع أن يأخذوا العبر والدروس ممّا حصل خلال السنوات الماضية قبل استيلاء الإرهاب الداعشيّ على عدد من المحافظات بعد ذلك، وأن يعملوا بصورة جديّة لتجاوز المشاكل والأزمات التي يعاني منها البلد.جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (19شوال 1438هـ) الموافق لـ(14تموز 2017م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزه)، حيث بيّن سماحته قائلاً:
"بمناسبة الإعلان عن تخليص مدينة الموصل من سيطرة الإرهابيّين الدواعش على يد مقاتلينا الأبطال، نبارك للشعب العراقيّ بجميع مكوّناته ولقوّاتنا المسلحة البطلة ولمن شاركها وساندها من المقاتلين الغيارى بجميع مسمّياتهم هذا النصر العراقي الكبير، مستذكرين بالإجلال والتعظيم تضحيات الشهداء الأبرار والجرحى الكرام، ومتوجّهين ببالغ الثناء والتقدير لجميع من شاركوا في تحقيق هذا الإنجاز التاريخيّ المهمّ".
موضّحاً: "أنّه ليس لنا ما نقدّمه لهم ونكافئهم به ممّا يفي بقدرهم، ويوازي حجم عطائهم الكبير، فعذراً وألف عذر لهم، ولا سيّما لأرواح الشهداء وللجرحى المصابين ولجميع المقاتلين الذين تركوا الدنيا وما فيها للدفاع عن الأرض والعرض والمقدّسات، ولآبائهم وأمّهاتهم الذين ربّوا هؤلاء الأبطال على مبادئ التضحية والفداء والإيثار".
وأضاف: "إذا كان من حقّنا جميعاً أن نسعد ونفرح بما تحقّق من نصرٍ عظيم سيبقى مثار فخر واعتزاز على مرّ السنين والأعوام - وإن كنّا على مسافة من تحقيق النصر النهائيّ - فإنّ علينا أن لا ننسى أنّ ثمن الانتصار كان غالياً غالياً، وهو أنهار من الدماء الزكيّة وآلاف من الأرواح الطاهرة وأعداد كبيرة من الجرحى والمعاقين، وأضعاف ذلك من الأرامل والأيتام.
إضافة الى ما نجم عن المعارك العسكريّة وجرائم الإرهابيّين من خسائر كبيرة في الممتلكات والبنى التحتيّة والأبنية التراثية ومعاناة رهيبة واجهها مئات بل الآلاف من المواطنين، ولا يتوقّع أن يتخلّصوا من آثارها النفسية والاجتماعية في وقتٍ قريب".
ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي الجميع أن يأخذوا العبر والدروس ممّا حصل خلال السنوات الماضية قبل استيلاء الإرهاب الداعشيّ على عدد من المحافظات بعد ذلك، وأن يعملوا بصورة جديّة لتجاوز المشاكل والأزمات التي يعاني منها البلد، وكانت من الأسباب الرئيسيّة لما حلّ به على أيدي الإرهابيّين.
وأكّد الشيخ الكربلائي على أربع نقاط مهمّة للمرحلة القادمة وصفها بأنّها "خريطة عمل وطنيّة" لعبور مرحلة ما بعد داعش وهي:
1- أن يعي الجميع أنّ استخدام العنف والقهر والشحن الطائفيّ وسيلة لتحقيق بعض المكاسب والمآرب لن يوصل الى نتيجة طيّبة، بل يؤدّي الى مزيدٍ من سفك الدماء وتدمير البلاد، ويكون مدخلاً واسعاً لمزيدٍ من التدخّلات الإقليميّة والدوليّة في الشأن العراقيّ، ولن يكون هناك طرف رابح عندئذ بل سيخسر الجميع ويخسر معهم العراق -لا سمح الله -.
2- أن يعمل من هم في مواقع السلطة والحكم وفق مبدأ أنّ جميع المواطنين من مختلف المكوّنات القوميّة والدينيّة والمذهبيّة متساوون في الحقوق والواجبات، ولا ميزة لأحد على آخر إلّا بما يقرّره القانون.. إنّ تطبيق هذا المبدأ بصرامة تامّة كفيلٌ بحلّ كثير من المشاكل، واستعادة الثقة المفقودة لدى البعض بالحكومة ومؤسّساتها.
3- إنّ مكافحة الفساد الإداري والمالي، وتجاوز المحاصصات الطائفيّة والفئويّة والحزبيّة، واعتماد مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم المواقع والمناصب ضرورة وطنيّة قصوى، ولا فرصة أمام العراق للنهوض من كبوته مع استمرار الفساد بمستوياته الحاليّة، واعتماد مبدأ المحاصصة المقيتة في إدارة الدولة.
4- إنّ رعاية الجرحى والمعوّقين وعوائل الشهداء وتوفير الحياة الكريمة لهم هي من أدنى حقوقهم الواجبة على الجميع، وفي المقدّمة الحكومة ومجلس النوّاب، ولا يصحّ التذرّع عن التقصير في حقّهم بقلّة الموارد الماليّة، فإنّ هناك العديد من الأبواب التي يمكن تقليص نفقاتها لتوفير ما يفي بذلك، وقد تمّ تخصيص رواتب وامتيازات لأناس لم يتحمّلوا من الأذى والمعاناة في سبيل وطنهم بمقدار يسير ممّا تحمّله هؤلاء الأعزّاء، فاتّقوا الله فيهم، واعلموا أنّكم تساءلون عنهم.