متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات نافذة نطل منها على عبق الماضي
30-12-2018
حيدر داوود
متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات
نافذة نطل منها على عبق الماضي
المتاحف مرآة حقيقية للشعوب والحضارات، ومثابات مضيئة تحكي قصة أمة تؤرخ لنشاط حضارة، لكل ما أبدعته عقول أبنائها من نتاج فكري وثقافي، فهي بلا شك نافذة مهمة نطل منها على الماضي العريق، لنستقرئ الحاضر ونستشرف المستقبل.. لطالما دأبت الدول على إنشاء المتاحف إدراكاً منها بأهميتها في المحافظة على التراث، وتشكيل الشخصية المعرفية، وصقل الهوية الثقافية للأجيال.. ولم تنحصر أهمية إنشاء المتاحف على الناحية الثقافية فحسب، بل أصبحت معلماً حضارياً للبلدان، ورمزاً مهماً من رموزها...متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات في العتبة العباسية المقدسة من معالمها التي يؤمها الزائرون والباحثون والأكاديميون، فهو تاريخ وثقافة وحضارة حملتها أكف الموالين لتودعها في دوحة ساقي الطفوف، المولى أبي الفضل العباس عليه السلام ...
يعد أول متاحف للنفائس والمخطوطات في عتباتنا المقدسة في العراق... اذ يعد من المتاحف الحديثة الوجود، لكنه عريق بمكانته الروحية العالية ومحتوياته النادرة وطريقته المتميزة في العرض.
صدى الروضتين كانت لها وقفة مع قسم متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات في العتبة العباسية المقدسة، والتقينا برئيس القسم الأستاذ صادق لازم ليبين لنا قائلاً:
افتتح المتحف في الخامس من شهر جمادى الأولى عام 1431 للهجري في ذكرى ولادة الحوراء زينب عليها السلام الموافق 1/5/2009 ميلادي تحت شعار (وهج الماضي واشراقة الغد).
قاعة المتحف مساحتها لا تتجاوز الـ(600) متر، وتعد هذه المساحة غير كافية لضم جميع النفائس الثمينة مما جعل القائمين بالتفكير بمشروع مستقبلي وهو إنشاء بناية خاصة بالمتحف خارج أسوار العتبة العباسية المقدسة، وقد تم تقديم خمسة تصاميم مستقبلية تتناسب مع طبيعة المتحف.
تتميز القاعة بتصاميمها الهندسية المتقنة بالزخارف الإسلامية العريقة، وألوانها التي تبعث الطمأنينة والارتياح، وتشعر الزائرين بعنفوان اللحظة التاريخية واسترسالها بين الماضي والحاضر المجيد.
يضم قسم متحف الكفيل للنفائس والمخطوطات كادر عمل متخصص استطاع ان يواكب ركب المتاحف العالمية المتقدمة، اذ يتكون من خمس شعب متميزة تقوم بتوثيق وخزن القطع الأثرية النفيسة المهداة الى قمر العشيرة ابي الفضل العباس عليه السلام وكذلك صيانتها وترميمها والحفاظ عليها من التآكل والتلف.
عرض مقتنيات المتحف من التحديات الفنية التي برع في تجاوزها وتخطيها خدمة أبي الفضل العباس عليه السلام ، اذ استطاعوا ولأول مرة في العراق وخلال مدة قياسية تم صنع (فاترينات) عرض متميزة حيث عدت مفخرة وعمل يثنى عليه، ليكتسي المتحف حلة جديدة وثوباً جميلاً يبهر الناظر ويدخل السرور الى قلبه، ولتخرج هذه النفائس بصورة حضارية تنافس ما موجود في المتاحف العالمية.
هذه النفائس والتحف المهداة الى العتبة العباسية المقدسة تمر بعدة عمليات قبل أن تعرض في المتحف أول هذه العمليات هي عملية الجرد والتوثيق والتصوير والترقيم، ثم تصنف الى مجموعات حسب مكوناتها، ليقوم الكادر بدراسة وفحص وتقييم شامل للنفائس، لمعرفة نسبة ومدى الأضرار اللاحقة بها.
يحتوي المتحف على آلاف القطع من النفائس النادرة تعود لفترات مختلفة ابتداءً من القرن الأول الهجري وحتى القرن الرابع عشر الهجري ومن أهم هذه النفائس:
• المصاحف النادرة الثلاث المخطوطة على رق الغزال فمنها المنسوب خطه الى الامام زين العابدين عليه السلام من القرن الأول الهجري وكان من ممتلكات السلطان فتح علي شاه القاجاري، والمصحف الشريف من القرن الخامس الهجري بالخط الكوفي المشرقي، وكذلك المصحف المنسوب لابن البواب المكتوب بماء الذهب محدد بالحبر الأسود بخط الثلث والضمائم بالخط الكوفي.
• ولعل بطولات أبي الفضلعليه السلام وشجاعته منذ صباه جعلته مثلا او قدوة لقادة وفرسان الأزمنة المختلفة، فكانت أكثر الهدايا والمقتنيات هي السيوف والحراب والدروع وآلات الحرب القديمة المحلى بعضها بالذهب او الفضة او العاج او المينا، والبنادق والمسدسات والأسلحة الأخرى القديمة، لعل أبرزها سيف فتح علي شاه القاجاري وسيف السلطان سليم العثماني.
• الكشاكيل المصنوعة من خشب أشجار جوز الهند او المعدن والقرب الذهبية والفضية عليها نقوش رائعة وكتابات قرآنية بعضها مطعم بالأحجار الكريمة.
• الشمعدانات النحاسية والزجاجية والصولجانات المطعمة بالمينا وتحف نادرة من الاباريق والنحاسيات.
• الأبواب والشبابيك والبرد المطرزة بخيوط الذهب والفضة والمطعمة بالأحجار الكريمة.
• الألوية والرايات الثمينة واهمها راية ناصر الدين شاه قاجار اهداها عندما زار كربلاء المقدسة مصنوعة من قماش القديفة مطرزة بأحجار من اللؤلؤ.
• المسكوكات الذهبية والفضية والنحاسية وقسم منها نادر جدا.
• السجاد اليدوي النادر بصنعته ومادته بعضه مما لا يقدر بثمن لندرته.
• الكثير من التحف والنوادر كالكفوف والساعات والزيارات القديمة المصنوعة من الذهب والمعادن والخشب والاربسك التي تنتظر ان ترى النور من خلال متحف يليق بها تسعى الأمانة العامة جادة لإنشائه.