المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا ‏ تُبارك للأبطال الميامين انتصاراتهم

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا ‏
تُبارك للأبطال الميامين انتصاراتهم، وتؤكّد بأنّهم الأحقّ من الآخرين - أيّاً كانوا - برفع راية النصر النهائيّ..باركت المرجعيّةُ الدينيّةُ ‏العُليا على لسان ممثّلها سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي(دام عزّه) للأبطال الميامين بمختلف صنوفهم ومسمّياتهم إنجازاتهم الرائعة ‏وانتصاراتهم المهمّة التي سطّروها بدمائهم الزكيّة وتضحياتهم الكبيرة، وهم الأحقّ من الآخرين -أيّاً كانوا- برفع راية النصر النهائيّ، ‏مبيّنةً أنّ الأعوام الثلاثة الماضية أثبتت أصالة الشعب العراقي، واستعداده العالي للتضحية والفداء في سبيل كرامته وعزّته متى دعت ‏الحاجة الى ذلك.جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (5شوال 1438هـ) الموافق لـ(30حزيران 2017م) التي أُقيمت في ‏الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته، حيث بيّن الشيخ الكربلائي قائلاً: أيّها الإخوة والأخوات أطرح على مسامعكم الكريمة الأمرين ‏التاليين: ‏
الأمر الأوّل: أضاف مقاتلونا الأبطال الذين يخوضون غمار معركة الموصل نصراً مميّزاً آخر الى سجلّ الانتصارات العراقيّة ‏الكبيرة، فبعد مضيّ ما يزيد على تسعة أشهر من القتال الضاري، وفي ظروف قاسية ومعقّدة جدّاً، فرضتها عوامل عديدة ومن أهمّها ‏احتماءُ العدوّ بالمدنيّين وجعلهم دروعاً بشريّة، تكلّلت جهودهم وجهادهم بتحقيق حلقةٍ مهمّة أخرى من حلقات انتصارات العراقيّين ‏على الإرهابيّين الدواعش، وبهذه المناسبة نتقدّم بالتهنئة والتبريك الى هؤلاء الأبطال الميامين في إنجازاتهم الرائعة وانتصاراتهم ‏المهمّة، شاكرين لهم -قادةً ومقاتلين- جهودهم العظيمة وتضحياتهم الجسيمة في سبيل تحقيقها، مترحّمين على شهدائهم الأبرار وداعين ‏لجرحاهم الأعزّاء بالشفاء العاجل، ونودّ أن نؤكّد على أنّ صاحب الفضل الأوّل والأخير في هذه الملحمة الكبرى التي مضى عليها الى ‏اليوم ثلاثة أعوام هم المقاتلون الشجعان بمختلف صنوفهم ومسمّياتهم من قوّات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتّحادية وفرق الجيش ‏العراقيّ البطل والقوّة الجويّة وطيران الجيش وفصائل المتطوّعين الغيارى وأبناء العشائر العراقيّة الأصيلة، ومن ورائهم عوائلهم ‏وأسرهم ومَنْ ساندهم في مواكب الدعم اللوجستيّ، وأنّهم هم أصحاب هذه الملحمة التي سطّروها بدمائهم الزكيّة وتضحياتهم الكبيرة، ‏وهم الأحقّ من الآخرين -أيّاً كانوا- برفع راية النصر النهائيّ قريباً بإذن الله تعالى بتحرير بقيّة المناطق التي ما زالت تحت سيطرة ‏عصابات داعش الإجراميّة.‏
الأمر الثاني: يعيش مجتمعنا والكثير من المجتمعات الإسلامية الأخرى ظاهرة تعدّد وتنوّع الانتماءات المذهبيّة والدينيّة ضمن الوطن ‏الواحد، ولا شكّ أنّ هذا التنوّع نابعٌ من الاختلاف في المنظومة العقائديّة والثقافيّة العامّة والاجتماعيّة والسياسيّة لكلّ هويّة مذهبيّة ‏ودينيّة، وهذا الاختلاف بالمنظومة قد تنشأ عنه بعض الأمور السلبيّة التي نحتاج الى معالجتها، هذا الاختلاف قد يؤثّر على الانسجام ‏الاجتماعيّ والتقارب الاجتماعيّ وطبيعة العلاقات الاجتماعيّة في المجتمع ضمن الوطن الواحد، وقد يؤثّر نتيجة ذلك على سلميّة ‏التعايش الاجتماعي الذي إذا لم يعالج قد يقود المجتمع ضمن الوطن الواحد الى الصراع المذهبيّ والدينيّ.‏
‏ وهنا نحتاج الى وضع منظومة فكريّة وثقافيّة واجتماعيّة وسياسيّة نتلافى من خلالها هذه الآثار السلبيّة التي تنتج من هذا الاختلاف، ‏هنا نضع في البداية ما هي القواعد والأسس التي نحتاج اليها في المنظومة العقائديّة والفكريّة، حتى نستطيع أن نتلافى هذه الآثار ‏السلبيّة، هناك ثلاث مواصفات لابُدّ منها حتى نتمكّن من المعالجة. نلتفت الى هذه النقطة هذه المنظومة الفكريّة الثقافيّة لهذا المذهب ‏لهذا الدين ونظرتها العقائديّة الى الآخرين من أصحاب المذاهب والديانات الأخرى كلّما كانت أقرب الى العقلانيّة والفطرة السليمة ‏أمكننا أن نعالج هذه الآثار السلبيّة هذا أوّلاً، ثانياً القادة ومَنْ يمسكون بزمام الأمور كلّما كانوا أكثر نضجاً وعقلانيّة وأقدر على إدارة ‏العلاقات الاجتماعيّة بين أتباعهم وأتباع المذاهب والديانات الأخرى أمكننا أن نتوصّل الى تعايش اجتماعيّ يضمن لنا سلميّة هذه ‏العلاقات الاجتماعيّة، الأمر الآخر كلّما كان هناك حرص على سلميّة هذا التعايش وإبعاده عن مخاطر الصراع أمكننا من خلال هذه ‏العوامل الثلاثة أن نصل الى تعايش اجتماعيّ نضمن منه قوّة ورصانة وتماسك هذه العلاقات، بحيث نطمئنّ الى أنّ المجتمع يبتعد ‏عن أيّ صراع مذهبيّ ودينيّ.‏
‏ هناك محوران كيفيّة التعايش الاجتماعيّ والتعايش الثقافيّ أيضاً مع الآخرين الذي يختلفون معنا في الانتماء المذهبيّ والدينيّ، من ‏أجل أن نحفظ للوطن الواحد - ليس في العراق فقط بل حتّى في بقيّة المجتمعات - نحفظ له سلميّة التعايش الذي يؤدّي الى حفظ ‏المجتمع من الانجرار والانزلاق الى مخاطر صراع العنف المجتمعيّ الذي يؤدّي الى سفك الدماء وضياع الوطن وهتك الأعراض ‏وهتك المقدّسات.‏