تسعى العتبة العباسية المقدسة دائماً وأبداً إلى مد يد العون لكل من يحتاج العون، لذلك نراها أقامت العديد من المشاريع الإنسانية والصحية والخيرية وغيرها... وكان من ضمن المستفيدين من خيرات صاحب الجود عليه السلام هم المعاقون، وما أكثرهم في بلدنا العزيز، جراء ما مر به من حروب دامية وكثيرة ومستمرة، وآخرها حربه مع الإرهاب القذر المدعوم إقليميا، والذي استخدم طريقة بشعة لقتل الأبرياء من العراقيين، وهي استخدام السيارات المفخخة، والعبوات الناسفة المحشوة بمواد سامة وشديدة الانفجار.
ولا يخفى على الجميع أن الإصابات التي تسببها الانفجارات هي إصابات خطرة جدا، وأبسطها يسبب قطع احد الأطراف، هذا من جانب, ومن جانب آخر، فأن سوء العناية الصحية التي عانى منها العراق خلال فترة الحصار الكافر وما زال يعانيها، لعبت دورا أساسيا في زيادة حالات الإعاقة في المجتمع العراقي (وخصوصا مرض شلل الأطفال), ولهذا السبب، سارعت العتبة العباسية المقدسة إلى افتتاح (مركز الكفيل داينمك للتأهيل والمعدات الطبية) بإشراف كوادر متخصصة وبمستوى عال جدا.
وقد عقد المركز ندوة للتعريف بطبيعة عمل المركز وآليته، وما يوفره لمراجعيه في مقره الكائن في حي الحسين عليه السلام في مدينة كربلاء المقدسة, وحضر هذه الندوة رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة واسط الدكتور (نصير دحام)، ورئيسة لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة بابل الدكتورة (هبة القره غولي)، إضافة إلى عدد من الإعلاميين والقنوات الفضائية... وتحدث الدكتور (أسامة عبد الحسن كاظم) مدير المركز قائلا:
مركز الكفيل داينمك هو مشروع استثماري تابع للعتبة العباسية المقدسة، ونسعى إلى استقطاب جميع الخبرات والإمكانيات في العالم، واستيراد جميع الأجهزة المتطورة، وهذا هو ديدن العتبة العباسية المقدسة في كل مشاريعها.
وهذا المشروع بأكمله هو من خيرات وكرم المولى ساقي العطاشى عليه السلام ، لذلك نسأل الله تعالى أن يوفقنا لخدمته من خلال العمل بهذا المركز المبارك, ويحتوي هذا المركز على شعبة متطورة للتأهيل والعلاج الطبيعي، وتضم أجهزة حديثة جدا، وتتكون من عدد من الصالات:
(واحدة لعلاج الرجال، وثانية لعلاج النساء، وثالثة للأطفال، فضلا عن صالة التمارين الرياضية، والصالة الخاصة بمرضى داء السكري)، إضافة إلى شعبة الأطراف الصناعية والمساند والتي تتألّف من صالة للتقييم والفحص الأولي، وورشة للأطراف الصناعية والمساند, فضلاً عن عدد من الورش المختصة بصناعة الأحذية الخاصة بالمعاقين، وعدد من المختبرات الحديثة وأجهزة الفحص الالكترونية الدقيقة, وان جميع شعب المركز وورشه تعمل تحت إشراف كوادر مختصة وكفوءة, ولا يفوتني أن اذكر أن هذا المركز أقيم على ارض مساحتها (600 متر مربع).
بعدها قام الوفدُ بجولة ميدانية في أروقة المركز من أجل الإطلاع على عمله عن كثب وبصورة مباشرة، والتعرّف على الخدمات المقدّمة فيه.
وفي نهاية الجولة عبّر الوفدُ عن إعجابه الشديد بهذا المُنشأ الطبّي الذي تحتاجه فئة كبيرة من المجتمع، فضلاً عن مواكبة التطور العالمي الحاصل في هذا المجال، وطرح إمكانية الاستفادة من هذه الخدمات لسائر المحافظات مع إمكانية عمل مراكز مشابهة له.
صدى الروضتين كانت حاضرة، والتقت مع رئيسة لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة بابل الدكتورة (هبة عيسى القره غولي), فتحدثت قائلة:
بعد حضورنا لهذه الندوة التعريفية، تفاجأنا كثيرا بهذه التجربة في محافظة كربلاء المقدسة، ونأمل أن ننقلها إلى محافظة بابل؛ كونها تمتلك الكثير من الكوادر الطبية والكثير من المستشفيات، ولكنها تفتقر إلى المراكز التخصصية.
ولدينا نية حقيقية بالتواصل مع مركز الكفيل داينمك، وإرسال الأشخاص المعاقين والمحتاجين إلى عناية خاصة من أهالي بابل إلى هذا المركز المتخصص, وافتتاح هذا المركز هو خطوة كبيرة من قبل الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة في المجال الصحي، حيث يخضع هذا المركز للمعايير الصحية العالمية، وتتوفر فيه مختبرات حديثة وأجهزة فحص متطورة, ومركز الكفيل داينمك انجاز جديد وكبير يضاف إلى سجل انجازات العتبة العباسية المقدسة.
الدكتور (نصير دحام محمد) رئيس لجنة الصحة والبيئة في مجلس محافظة واسط, تحدث قائلا:
افتتاح مركز الكفيل داينمك شيء مفرح جدا من ناحية الأجهزة الموجودة، والكوادر الطبية العاملة، والخدمات المقدمة، وجميع المحافظات العراقية بحاجة إلى مراكز مشابهة لمركز الكفيل داينمك. وان محافظة واسط تعاني كثيرا في المجال الصحي وخصوصا في جانب التأهيل الطبي والتعامل مع حالات الشلل الدماغي المتعددة والتشوهات التي تحصل في العمود الفقري والأقدام وغيرها... وسنعمل على إرسال الحالات المرضية في محافظة واسط إلى مركز الكفيل داينمك، بدلا من إرسالها خارج العراق؛ لأن مركز الكفيل هو مركز عالمي، كما رأيناه من ناحية الأجهزة والكوادر والمختبرات المتوفرة فيه.