الموسم العلميّ الدوليّ في كوالالمبور
30-12-2018
طارق الغانمي
اللّجنةُ المنظِّمةُ لإدارة الموسم العلميّ الدوليّ في كوالالمبور
تكثف اجتماعاتها بوفد العتبة العبّاسية المقدّسة المُشارِك في موسم 2017م
على هامش مؤتمرات الموسم العلمي الدولي الثالث في ماليزيا كثفت اللّجنةُ المنظِّمةُ لإدارة الموسم العلميّ الدوليّ من اجتماعاتها مع وفد العتبة العبّاسية المقدّسة المشارك في هذا العام وإحدى الجهات الراعية له؛ وذلك للتباحث بعدة أمور تخص الموسم لهذا العام والأعوام القادمة، وأيضاً لتوسيع مشاركة العتبة المطهرة في المواسم القادمة، وعن فتح علاقات مع جهات معنية بالتراث في ماليزيا لتوسيع المشاركات القادمة. وقد حضر الاجتماع كل من الدكتورة صباح ماضي المديرة التنفيذية للموسم العلمي، والدكتور أشرف محمد زيدان المشرف العام على الموسم، والدكتور يوسف السويدي عضو الأمانة العامة لمنصة أريد الاكاديمية، والأستاذ ابراهيم غانم عضو مجلس إدارة موسم العلمي الدولي، وتم التباحث بين الطرفين بخصوص مشاركة العتبة العباسية المقدسة في موسم 2017م، والمواسم القادمة.
وقد نقل عضو وفد العتبة العبّاسية المقدّسة الأستاذ علي الصفار تحيّات الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة إلى كلّ القائمين والمشرفين على منصّة الموسم العلميّ للمؤتمرات وورش العمل، متحدّثاً لهم عن أبرز الإنجازات النوعيّة والأنشطة المتعدّدة التي حقّقتها العتبةُ المقدّسة في مسيرةٍ دامت أكثر من خمسة عشر عاماً من العطاء والنجاح والتفوّق، ذاكراً أهمّ المشاريع العمرانية والطبية والخدمية والاستثمارية، بالإضافة إلى النشاطات الثقافيّة والفكريّة والعلميّة التي حقّقتها على الصعيد المعرفي والأكاديمي كالمجلّات المحكّمة والمهرجانات الدوليّة والإصدارات المتنوّعة وتشجيع عملية الأبحاث العلميّة المتقدّمة.
كما تطرق الصفار إلى: إلى المخزون الهائل والكنز الكبير الذي تملكه العتبة المقدسة من المخطوطات والوثائق التاريخية وما تحويه مكتبة العتبة المطهرة لأكثر من (70) ألف عنوان، وما يقارب (5000) مخطوط وبجوانب متعددة في علم الفلك والأدب والتاريخ واللغة والقرآن الكريم وغيرها، وعلى جميع مراكز المتخصصة في علم المخطوطات والوثائق والباحثين والدارسين في كل العالم الاستفادة من هذا الكم الكبير.
داعياً من اللجنة المنظمة للموسم العلمي إلى زيارة العتبة المطهرة والاطلاع على المكانة التي تحظى بها، وعلى المشاريع المتنوعة، وعلى الإرث الكبير من المخطوطات، متمنياً للإدارة الموسم النجاح والتفوق والمزيد من العطاءات والمؤتمرات النافعة لخدمة مسيرة العلم والعلماء في العالم.
كما أبدت إدارة الموسم اعجابها وانبهارها بنتاجات العتبة المقدسة والتي عرضها الوفد المشارك، راغبة في فتح قنوات عمل مشترك وفق أطر أشمل وأفق أوسع لتحقيق هدف أعظم يتمثل في خلق عالم أفضل للعيش يكون للعلم دوره المأمول في إرساء قواعد العلوم والمعارف الإنسانية لصناعة مستقبل أفضل.
وقد خرجت الاجتماعات بعدة توصيات مهمة، أعلنت خلال الحفل الختامي للموسم العلمي الدولي الثالث، وهي كالآتي:
1- الاستمرار بهذا البرنامج العلمي الذي يهدف إلى الاهتمام بالتنمية وتحقيق مخرجاتها عبر دراسات متخصصة رصينة.
2- تفعيل دور الباحثين من خلال المزيد من الاهتمام بورش العمل الخاصة بالموسم.
3- التواصل مع المؤسسات الراعية من جهة وبين الباحثين من جهة أخرى.
4- توصي إدارة الموسم بطباعة الأبحاث الموسم العلمي الدولي الثالث في كتاب مستقل يحمل عنوان (كتاب أبحاث الموسم العلمي الدولي الثالث).
توصي الزملاء الباحثين والمشاركين بأهمية التواصل مع إدارة الموسم عبر موقعه الالكتروني؛ لغرض متابعة الأنشطة والفعاليات والتعامل معها والإفادة منها.
لتختتم فعاليات الموسم العلمي الدولي الثالث بتكريم وفد العتبة المشرفة من قبل إدارة الموسم، وأيضاً قامت العتبة المشرفة بتكريم الجهات الراعية والمنظمة للموسم بعدة هدايا تقديرية وثمينة.
على صعيد آخر، تحدث الدكتور علاء جبر الموسوي رئيس وفد العتبة العباسية المقدسة إلى كوالالمبور قائلاً:
العتبة المطهرة أصبحت معروفة باهتماماتها العلمية والثقافية والأكاديمية، فضلاً على الاهتمامات الأخرى التي تعرف بها في جوانب مختلفة.
الحمد لله تعالى استطاعت العتبة العباسية المشرفة أن تخطو خطوات متعددة صوب تحقيق الأهداف التي تلبي طموح المتلقي والكاتب والأكاديمي العراقي خصوصاً والعربي عموماً، لذلك ارتأت العتبة المطهرة أن تتسع دائرتها المعرفية ليس فقط على المستوى المحلي بل خرجت نحو المستوى العربي والإقليمي.
ومن هنا استطاعت العتبة المقدسة أن تدعم هذا الموسم العلمي الدولي الثالث الذي يقام على أرض ماليزيا، وارتأت أن تكون هي الداعم الرئيسي لإنشاء هذه المؤتمرات الداعمة للإنتاج المعرفي الحقيقي الذي يدعو لتلاقح الثقافات عن طريق الكتابات التي ستعرض من خلال الجلسات والبحوث التي بلغت عدداً كبيراً من المشاركات في هذا المؤتمر.
العتبة العباسية المقدسة مشاركتها في هذا الموسم الثقافي ليس فقط كجهة راعية بل تعدى ذلك بمشاركات أخرى من خلال البحوث الكثيرة المشتركة من داخل العتبة المشرفة بأقلام باحثيها اهتموا بالتحقيق والتراث، فضلاً على ذلك كانت هناك مشاركة عالمية تمثلت بمعرض للوثائق والمخطوطات والإصدارات ونتاجات العلمية، وتفردت به العتبة المطهرة من دون المؤسسات الأخرى المشاركة في الموسم.
ومن اللافت للنظر في هذا المعرض، كان هناك اهتمام ملحوظ ورغبة كبيرة في الدخول إليه والاطلاع على ما يقتنيه من وثائق ومخطوطات تاريخية وإسلامية مهمة، ومجلات محكمة وإصدارات علمية متنوعة تصدرها أقسام العتبة المطهرة.
ومن خلال هذا المعرض تلقت العتبة المقدسة دعوات لإقامة مثل هذه المعارض في جامعات ماليزية ومؤتمرات قادمة، وكانت هذه هي رغبة الحقيقية للعتبة المطهرة بوصول نتاجاتها ونشاطاتها إلى خارج العراق ولا تبقى منحصرة على البيئة المحلية فقط.
السفير العراقي في ماليزيا الدكتور باسم حطاب الطعمة:
نبارك للعتبة العباسية المقدسة تمثيلها العراق في هذا المحفل الدولي ومشاركتها الواسعة في فعاليات الموسم العلمي الدولي الثالث في ماليزيا وهو خير تمثيل يعيد العراق إلى صدارة الدول العربية والإقليمية في إنتاج العلم والمعرفة، هذه المشاركة تبعث رسالة طيبة للعالم بأن العراق بالرغم من الظروف الصعبة والمآسي والحروب إلا أنه ما زال ممتلئ بالمفكرين والعلماء.
نشكر إدارة العتبة المشرفة وعلى رأسها سماحة المتولي الشرعي السيد أحمد الصافي (دام عزه) على هذه المشاركة التي رفعت رأس العراق عالياً في هذا المحفل العالمي، نتمنى من الله (عز وجل) التوفيق والسداد إليكم، وأن يزيح الهموم والغموم عن بلدنا الجريح.
ومن جانب آخر وضح الأستاذ صلاح مهدي السراج مدير مركز تصوير المخطوطات وفهرستها في العتبة العباسية المقدسة، قائلاً:
تم بعون الله تعالى مشاركة العتبة العباسية المقدسة في أعمال الموسم العلمي الدولي الثالث، على الأمل أن تتجدد اللقاءات والمشاركات في المواسم القادمة لإبراز الجهود التي تبذلها العتبة المطهرة في مجالات مختلفة.
مبيناً: الموسم العلمي شهد تواجد طاقات علمية واكاديمية عربية وإسلامية من مختلف دول العالم مما اتاح لباحثي العتبة المقدسة فرصة جيدة لتقديم أبحاثهم ومشاركة أفكارهم وخبراتهم، والتي كرست كلها على النهضة العلمية والثقافية التي تشهدها العتبة المطهرة، مما ساعد تعريف المشاركين في أعمال الموسم بمعالم النهضة العلمية المباركة التي تشهدها في الآونة الأخيرة.
مؤكداً: أن المشاركة في هذه الملتقيات والمؤتمرات في خارج العراق؛ يحقق النجاح التام لإبراز دور المؤسسة في عملية دعم النشاطات الثقافية والفكرية والمعرفية، فمشاركتنا كانت له الدور الكبير في نشر وانجاح ما يعقد أو يقام في أي مكان من الأمكنة باسم العتبة العباسية المقدسة.
إن شاء الله تعالى استفدنا كثيراً من وجود المفكرين والمشاركين في بناء شبكة من العلاقات الثقافية والمعرفية مع ذوي الاختصاصات المتنوعة للاستفادة منها في المؤتمرات والمحافل الدولية التي ترعاها العتبة العباسية المقدسة في المستقبل.