بنار الولاء والإنتظــار.. المؤمنون يوقدون (1183) شـمـعـة لإمـــام زمـــانـهـم

30-12-2018
علاء سعدون ‏
‏ بنار الولاء والإنتظــار.. المؤمنون يوقدون (1183) شـمـعـة لإمـــام زمـــانـهـم عجل الله تعالى فرجه الشريف ‏ ‏
تعددت الفعاليات التي تقيمها العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية، ‏وتنوعت من حيث الهيئة والطريقة التي تقام بها، إلا أن ‏الهدف يبقى ‏واحداً، وهو إحياء ذكر أهل البيت عليهم السلام ، حزناً على ‏أحزانهم وفرحة لأفراحهم.. فأخذتا بذلك تشاركان ‏المؤمنين بهذه ‏المناسبات، وتقيمان المآتم والمحافل والمهرجانات التي تستقطب ‏المؤمنين على إجتماع من القلوب، وفاءً ‏بالعهد وإحياءً للذكر.‏‏ فكان من هذه الفعاليات مهرجان الشموع السنوي، الذي يقام تيمناً بالولادة المباركة ‏لمنقذ البشرية الإمام ‏الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ليلة النصف من شهر شعبان ‏المبارك، بالتعاون مع صاحب ‏المبادرة الأولى الحاج مقداد كريم هادي من قضاء ‏الصويرة، حيث اعتاد فيه ومنذ السنوات الأولى على إيقاد شموع بعدد ‏سني عمر ‏الإمام الحجة بن الحسن عليهما السلام ، يخط فيها عبارة تحمل اسم الإمام الحجة ‏‏عجل الله تعالى فرجه الشريف ، ‏ويضيف شمعة في كل عام؛ دلالة على عمر الإمام ‏المنتظرعجل الله تعالى فرجه الشريف ، فكان عدد الشموع لهذا العام ‏‏(1183) شمعة أوقدت بنار الولاء ‏والإنتظار لتخط عبارة (المهدي إمام السلام).‏
أقيم المهرجان بجوار مقام الإمام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، ليلة الرابع عشر من شهر ‏شعبان المبارك؛ ‏تفادياً لما يحصل من زحام وتزايد أعداد الزائرين يوم النصف منه. ‏إبتدأت الفعاليات بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ‏بصوت القارئ مصطفى ‏الصراف وسط حضور جماهيري بهيج وجمع من خدمة العتبتين المقدستين ‏الحسينية والعباسية، ‏في أجواء تملؤها الزينة والزهور وتعالي أصوات التهاني ‏والتبريكات.‏
ألقيت بعدها كلمة العتبتين المقدستين من قبل عضو مجلس إدارة العتبة العباسية ‏المقدسة الشيخ ميثم الزيدي، هنأ في مطلعها ‏الحاضرين بهذه المناسبة العطرة، وبين ‏بعد ذلك قائلاً:‏
‏ إن إمامنا عجل الله تعالى فرجه الشريف صاحب الذكرى قال: (وأما الحوادث الواقعة، فارجعوا بها ‏إلى رواة أحاديثنا، فهم ‏حجتي عليكم وأنا حجة الله)، فتلك المرجعية الدينية العليا في ‏النجف الأشرف التي أثبتت أنها صمام أمان هذه الأمة، وأنها ‏مرجعية إنسانية، كيف ‏لا وقد كانت سبباً في حفظ ماء وجه الإنسانية، بعد أن استباح العدو الغاشم (داعش) ‏جزءاً من أرض ‏العراق، ولولا الفتوى المباركة من المرجعية الشريفة في النجف ‏الأشرف لما وقف مد هذا العدو الذي أراد للأمة أن ترجع ‏إلى الجاهلية الأولى، ‏ولكن هيهات وفي هذه الأمة مرجعية مباركة، وهي طريقنا لدفع الفتن التي أحاطت ‏بنا لاسيما في وقتنا ‏الحاضر من مدعين وغيرهم.‏
مضيفاً: نحن الآن بجوار مقام الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في الاحتفال المسمى ‏بمهرجان الشموع ‏السنوي، حيث يوقد فيه شموعاً بعدد سني عمر الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ، ‏فكانت في هذا العام (1183) شمعة.. ‏ومن هذا المنبر في هذه المناسبة المباركة، ‏نوصي الشباب وقبلهم نوصي أنفسنا بالتمسك بالنهج المحمدي الأصيل الذي ‏هو ‏الأمل الوحيد في زمن الفتن والجور، والعمل كما يريد منا الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ، والإنتظار ‏إنتظاراً ‏حقيقياً كما قال نبينا الكريم صلى الله عليه واله وسلم : (أفضل أعمال أمتي إنتظار الفرج).‏
‏ نحن كعراقيين نتشرف ونفتخر أن منقذ الأمة وإمام الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف هو من مواليد ‏العراق، حيث ‏تشرفت تربة العراق بأن تحتضن مولده الشريف، وكما تنص ‏الروايات أن ثورة الإمام العالمية للإصلاح سوف تنطلق من ‏أرض العراق إن شاء ‏الله.‏
جاءت بعدها مشاركات شعرية لعدد من الشعراء الذين كتبوا كلماتهم وأبياتهم ‏بأحرف الولاء والمحبة، مستذكرين إلى جانب ‏هذه المناسبة المباركة الانتصارات ‏العظيمة التي يحققها أبطال العراق في ساحات القتال، حيث كانت البداية مع الشاعر ‏أحمد ‏الوائلي من النجف الأشرف، ومن بعده الشاعر فراس الأسدي من كربلاء ‏المقدسة، ثم المنشد السيد سجاد الحلو من مدينة ‏كربلاء المقدسة، والذي عطر أسماع ‏الحاضرين بترتيل الإنشاد الحسيني البهيج، ثم الشاعر محمد الفاطمي من محافظة ‏بابل، ‏والشاعر محمد الأعاجيبي من محافظة المثنى، ليكون الختام مع المنشد أحمد ‏الموسوي.‏
‏ وقد تخلل ذلك رسم عبارة (المهدي إمام السلام) بالشموع التي خصصت للمناسبة ‏من قبل الحاج مقداد كريم هادي، ثم إيقاد ‏الشمعة الأولى من قبل والد الشهيد طه ‏هنون؛ إكراماً للشهداء وذويهم، وكذلك توزيع بعض الهدايا على الجموع ‏الحاضرين، ‏والشهادات التقديرية على المشاركين.‏
من جانبه، حدثنا معاون رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العباسية ‏المقدسة الأستاذ عقيل الياسري، عن هذا ‏المهرجان قائلاً:‏
بالتعاون مع الحاج مقداد كريم هادي صاحب المبادرة الأولى لهذا المهرجان، ‏وللسنة السابعة عشرة على التوالي، تقيم ‏الأمانتان العامتان للعتبتين المقدستين ‏الحسينية والعباسية مهرجان الشموع السنوي، بعد أن أقيم في سنواته الأولى ‏قبل ‏سقوط اللانظام، وتحديداً العام 2001م بجهود فردية من قبل الحاج مقداد كريم ‏هادي، واستمر في إقامته إلى أن تقدم ‏بطلب إلى الأمانتين العامتين للعتبتين ‏المقدستين الحسينية والعباسية في العام 2005م، ليحظى برعايتهما، وقد أقيم آنذاك ‏في ‏منطقة ما بين الحرمين الشريفين، واستمر عاماً بعد عام.‏
موضحاً: في السنوات الأولى للمهرجان لم تكن الأضواء مسلطة عليه، ولكن مع ‏الوقت وبعد أن أصبح برعاية الأمانتين ‏العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية ‏والعباسية، وبسبب حسن إدارته وتنظيمه وتنوع فعالياته وفقراته، أثبت ‏وجوده، ‏وسرق الأضواء، وأخذ يرتقي شيئاً فشيئاً، بعد أن كان يقتصر على إيقاد الشموع لا ‏غير، إذ تطورت فقراته ‏وصارت فيه كلمة للأمانتين وتهيئة مناسبة للمكان والزينة ‏وغيرها من المتطلبات، بالإضافة لتهيئة منصة خاصة ‏للمهرجان، ودعوة عدد من ‏الشعراء من داخل وخارج العراق.‏
مضيفاً: المهرجان كان يقام سابقاً في منطقة ما بين الحرمين الشريفين وأقيم أيضاً ‏في منطقة باب قبلة المولى أبي الفضل ‏العباس عليه السلام ، ولكن لضيق الوقت ‏وازدحام الزائرين، ارتأت الأمانتان أن يقام بجوار مقام الإمام الحجة عجل الله ‏تعالى فرجه الشريف ، في ‏الرابع عشر من شهر شعبان المبارك، وقد شهد في هذا العام حضوراً كبيراً بعد أن ‏تم دعوة عدد ‏من الشعراء الشعبيين والمنشدين الحسينيين.. نأمل من الله تعالى في ‏السنوات القادمة أن يأخذ المهرجان حلة جديدة من التقدم ‏والتوسع إن شاء الله.‏
وفي لقاء آخر مع صاحب المبادرة الأولى الحاج مقداد كريم هادي، تحدث لنا عن ‏هذا المهرجان قائلاً:‏
‏ كانت البداية والبادرة الأولى لهذا المهرجان وبشكل متواضع في العام 2001م، ‏وفي ظروف مالية حرجة، حيث قمنا ‏بشراء شموع بسيطة وبمبلغ لا يتجاوز 16 ‏دينارا عراقيا، ولكن بفضل الله تعالى وتسديد من الإمام الحجة عجل الله تعالى ‏فرجه الشريف استطعنا إقامة ‏الحفل المبارك في كربلاء المقدسة، وذلك في ليلة النصف من شعبان.‏
مضيفاً: وفقنا الله تعالى وبمشاركة بعض المحبين من الأصدقاء والأقارب لإتمام ‏السنوات التالية، وفيها قمنا بإيقاد الشموع ‏بعدد عمر الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف على مدى سنوات، ‏حتى تطور الأمر وأصبحنا نقيم هذا المهرجان برعاية ‏العتبتين المقدستين الحسينية ‏والعباسية منذ العام الخامس للتأسيس وحتى هذا العام بنسخته السابعة عشرة.‏
موضحاً: إن هذا الحفل ومنذ بداية تأسيسه ولله الحمد أخذ يدر عليّ بالعديد من ‏الكرامات، وقد وفقني الله تعالى ببركات أنفاس ‏الامام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف فتغير ‏حالي بشكل كبير وملحوظ، ولا يسعني أن أصف هذا التغير ‏والتحسن مهما فعلت، ‏لهذا أسأل الله تعالى أن يديم عليّ هذه النعمة، وأن يوفقني لأدائها في الأعوام القادمة ‏وبشكل يليق ‏بصاحب المناسبة وبمدينة كربلاء المقدسة، وبالتأكيد كل هذا بدعم غير ‏محدود من الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين.‏
مختتماً: المهرجان في هذا العام شهد عدة فقرات وفعاليات، حيث تم إيقاد 1183 ‏شمعة كتب بواسطتها عبارة (المهدي إمام ‏السلام) جعلنا الله وإياكم من أنصاره ‏وأتباعه حين يقوم نصرة للحق وإغاثة للمظلوم ويحقق السلام في العالم أجمع.‏