المرجعيّةُ الدينيّةُ تدعو المشاركين في إحياء ليلة ‏النصف من الشعبان الى استذكار المقاتلين

30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا تدعو الزائرين المشاركين في إحياء ليلة ‏النصف من الشعبان الى استذكار إخوانهم المقاتلين الذين ‏لولا ‏تضحياتهم لكانت أفراحهم أحزاناً..‏‏ دعت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا على لسان ممثّلها سماحة الشيخ عبد ‏المهدي ‏الكربلائيّ(دام عزّه) الزائرين المشاركين في إحياء ليلة ‏النصف من شعبان ذكرى ولادة الإمام المهديّ المنتظر(عجّل ‏الله ‏تعالى فرجه الشريف) الى استذكار إخوانهم المقاتلين في الجبهات، ‏الذين لولا تضحياتهم لكانت أفراحهم أحزاناً، ‏فيُخصّصوا جزءاً من ‏خطبهم وأهازيجهم لتمجيد هؤلاء الكرام والإشادة ببطولاتهم والتعبير ‏عن مواصلة مسيرتهم في ‏التضحية والفداء، حتى تحقيق النصر ‏النهائي بعونه تعالى، جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة ‏‏(8شعبان ‏‏1438هـ) الموافق لـ(5آيار 2017م) التي أُقيمت في ‏الصحن الحسينيّ الشريف بإمامة الشيخ الكربلائيّ(دام عزه)، حيث ‏قال ‏سماحته:‏أيّها الإخوة والأخوات، أودّ أن أبيّن لكم وأطرح على مسامعكم الكريمة الأمر التالي:‏
في ليلة الجمعة، ليلة النصف من شعبان المعظّم، تقترن شرافة اللّيلة عبادةً ومناجاةً ‏وتهجّداً لله تعالى بذكرى ولادة الحجّة بن ‏الحسن المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وهي مناسبةٌ عظيمة يعبّر فيها محبّو أهل البيتعليهم السلام عن ‏ابتهاجهم ‏وسرورهم بها، وسيؤدّي الكثير منهم مراسيم زيارة الإمام الحسين عليه السلام هنا في كربلاء المقدّسة.‏
‏ وهناك مناسبةٌ أخرى عزيزة على قلوبنا جميعاً، وهي ذكرى دعوة المرجعيّة الدينيّة ‏العُليا في الرابع عشر من شعبان عام ‏‏(1435هـ) - أي قبل ثلاثة أعوام - القادرين ‏على حمل السلاح للالتحاق بالقوّات المسلّحة للدفاع عن العراق أرضاً ‏وشعباً ‏ومقدّسات، أمام هجمة عصابات داعش الإجراميّة، فهبّ مئاتُ الآلاف منهم شيباً ‏وشبّاناً للقيام بهذه المهمّة العظيمة، ‏ويجدر هنا أن نذكر أمرين:‏
الأمر الأوّل: نتوجّه بالشكر والتقدير والإجلال والتعظيم لأعزّتنا المقاتلين في قوّات ‏مكافحة الإرهاب ولواء الردّ السريع ‏والجيش بمختلف صنوفه، والشرطة الاتّحادية ‏وحشود المتطوّعين الأبطال بمختلف مسمّياتهم، على ما قدّموه من تضحياتٍ ‏كبيرة ‏وبذلوه من دماءٍ طاهرة وقاموا به من صولات وطنيّة عظيمة لحماية العراق ‏وتخليصه من رجس الإرهاب الداعشيّ.‏
‏ وإذ يقومون في هذه الأيّام بتحرير الأجزاء المتبقّية من محافظة نينوى، ندعو الى ‏مزيدٍ من التنسيق والتعاون بين مختلف ‏القوّات المشاركة في القتال، لتُطوى سريعاً ‏الصفحاتُ الأخيرة لتحرير هذه المحافظة العزيزة التي دفعت ثمناً كبيراً جرّاء ‏جرائم ‏العصابات الإرهابيّة.‏
‏ إنّنا نعلم أنّهم يقدّمون تضحياتٍ جسيمة في سبيل الحفاظ قدر الإمكان على أرواح ‏المدنيّين الذين اتّخذتهم عصابات داعش ‏دروعاً بشريّة، ولكن ليعلموا أنّ هذه ‏التضحيات الغالية لن تذهب سُدىً، بل ستشكّل أساساً متيناً لوحدة هذا البلد أرضاً ‏وشعباً ‏إن شاء الله تعالى.‏
الأمرُ الثاني: نودّ أن نلفت أنظار المحتفلين بمناسبة الولادة المباركة في النصف من ‏شعبان، الى أنّ المعركة المصيريّة التي ‏يخوضها شعبُنا ومقاتلو القوّات المسلّحة ‏والمتطوّعون الأبطال، قد سقط بسببها الكثير من الشهداء والجرحى، وخلّفت ‏أعداداً ‏متزايدة من الأرامل والأيتام والثكالى، وتسبّبت بنزوح أعداد كبيرة من المواطنين ‏خارج مدنهم وقراهم، ومن هنا ‏ينبغي أن تكون مظاهرُ الفرح والسرور في الاحتفالات ‏التي تُقام بهذه المناسبة، في حدود ما ينسجم مع الأوضاع الاستثنائيّة ‏التي يمرّ بها ‏بلدُنا.‏
‏ كما ينبغي للمحتفلين أن لا ينسوا فيها إخوانهم المقاتلين الذين لولا تضحياتهم لكانت ‏أفراحهم أحزاناً، فيُخصّصوا جزءاً من ‏خطبهم وأهازيجهم لتمجيد هؤلاء الكرام ‏والإشادة ببطولاتهم، والتعبير عن مواصلة مسيرتهم في التضحية والفداء حتّى ‏تحقيق ‏النصر النهائيّ بعونه تعالى.‏
‏ كما ينبغي للجميع صرف جانبٍ من اهتمامهم وإمكاناتهم في دعم المقاتلين في ‏الجبهات، ورعاية أحوال النازحين واليتامى ‏والأرامل والسعي الى القيام بمزيدٍ من ‏الأعمال المقرّبة الى الله تعالى.‏
نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لذلك ويتقبّله منّا بقبولٍ حسن، ويعجّل علينا بالنصر المؤزّر ‏النهائيّ، إنّه سميعٌ مجيب.. والحمد لله ‏ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وعلى آله ‏الطيّبين الطاهرين.‏