المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُلْيا تُحذّر من الدّعاوى المُزيَّفة التي تَنْسِب نفسها للإمام المُنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المرجعيّةُ الدّينيّةُ العُلْيا تُحذّر من الدّعاوى المُزيَّفة التي تَنْسِب نفسها للإمام المُنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وتؤكّدُ أنّ هنالك دجّالين يزعُمُون ارتباطهم بالإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ويقتاتون باسمه.. حذّرت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا المؤمنين من ضعاف النفوس الذين يُحاولون تزييف العقيدة الحقّة بما أوتوا من حِيَلٍ لمآرب معيّنة، مبيّنةً: نحن أُمِرنا أن نُكذّب هؤلاء بهذه الدعاوى المُزيّفة التي تَنْسِب نفسها للإمام المُنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف ونأخذ الأمور من مصادرها، من العلماء والفضلاء في كلّ مكان، مؤكّدةً: أنّ الأمّة التي ينتشر فيها الجهل والأمّة التي يستفحل فيها مرضُ الجهل أمّةٌ لا تُفلح.جاء هذا على لسان وكيلها سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (15شعبان 1438هـ) الموافق لـ(12آيار 2017م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته، حيث قال سماحتُه:
إخوتي أخواتي.. من دعاء الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام الذي علّمه لبعض أصحابه في أنّه يُدعى به في قنوت صلاة اللّيل، وهو دعاءٌ طويل ومضامينه أيضاً عالية، من جملة ما قال عليه السلام : (اللهمّ والداعي إليك والقائم بالقسط من عبادك الفقير الى رحمتك المحتاج الى معونتك على طاعتك إذ ابتدأته بنعمتك وألبسته أثواب كرامتك وألقيت عليه محبّة طاعتك...) الى آخر الدعاء.
أنا أودّ في هذه الخطبة الثانية أن أعرض على حضراتكم أمرين أيضاً متعلّقين بالإمام المهديّ عليه السلام :
الأمر الأوّل: لا شكّ أنّنا لابدّ أن نسعى بمقدار ما نستطيع الى أن تكون أعمالُنا بمحطّ رضاه عليه السلام ، وهذا السعي منّا ليس من الأمور الكماليّة، (رضا الله رضانا أهل البيت) هذا ليس من الأمور الكماليّة، وإنّما هو من الأمور التي تصبّ في قبول أعمالنا، باعتبار الإمام عليه السلام وهذا الوجود المبارك المعنيّ بمشروعٍ إلهيّ ضخم جدّاً ألا وهو ملء الأرض قسطاً وعدلاً، وهذا المشروع فيه أبعاد كبيرة وواسعة، وهو المسؤول عن تنفيذ هذه القضيّة (يملأ الأرضَ قسطاً وعدلاً)، وعبارة المُصلِح ذكرتها جميعُ الأديان السماويّة، فلابُدّ أن تكون هذه الأعمال التي نؤدّيها تصبّ في رضاه، وأن يكون جزءٌ من أهمّية عملنا أنّها ملحوظةٌ بعينه عليه السلام .
الأمر الثاني والمهمّ: طبعاً مع هذه العقيدة المباركة والمهمّة ووجود حفنة من السنين فاصلة ما بين ولادته الشريفة وما نحن فيه الآن، لا شكّ أنّه ستُحرّف هذه العقيدة على نحوين، النحو الأوّل: في نكران أصل هذه العقيدة، وسيأتي مَنْ يأتي، ويحاول أن يزيّف هذه العقيدة الحقّة بما أوتي من حِيَلٍ لمآرب لا ندخل في تفاصيلها، والحديث الآن ليس مع هذه الفئة.. وتارةً الدعاوى المنسوبة والاغترار بها والانخداع بها مع إيمان الفرد بأحقّية العقيدة، لكن يُحاول أن يحرّف تطبيقات هذه العقيدة،
قضيّة الإمام المهديّ عليه السلام حاول البعضُ أن يزيّف لا أصل العقيدة فقط، وإنّما يزيّف الأمور من جهة دعاوى يدّعي أنّ له علاقة خاصّة ومباشرة مع الإمام المهديّ، نحن أُمرنا أن نكذّب هؤلاء، وهذه الدعاوى للأسف الشديد لها رواجٌ بين ضعاف العقول، والإنسان يُدخَل له من هذا الجانب، ولذلك كلّ من يسمع القول: الحذار الحذار من الاغترار بهذه الدعاوى المزيّفة التي تَنْسِب نفسها للإمام عليه السلام .
ولذلك هذه العقيدة عقيدة أنبياء، فعلى كلّ مؤمنٍ وعاقلٍ أن يدافع عنها ويبيّن حقيقة هذه الأمور، أمّا أن يأتي بعض الذين لا يفقهون شيئاً لا كلاماً ولا فكراً وينسبون أنفسهم للإمام المهديّ عليه السلام فهذه حالة من الظلامة تقع على قلبه المقدّس عليه السلام .
المشكلة أنّ هناك من السذّج والناس الذين لا يفقهون شيئاً، وهؤلاء يضحكون عليهم، يعيشون ويقتاتون بالإمام المهديّ بهذه العقيدة، ويقتاتون أمام ضعاف الناس، الأمّة التي ينتشر فيها الجهل والأمّة التي يستفحل فيها مرضُ الجهل أمّةٌ لا تُفلح.
وإذا أردنا أن نطوّر أنفسنا، فعلينا أن نتعلّم، وعلينا أن نأخذ الأمور من مصادرها ومن حقيقتها، الآن ما شاء الله العُلماء في كلّ مكانٍ، والفضلاء في كلّ مكانٍ، لهم إذاعة ولهم رأي، أفنترك هؤلاء ونأتي الى بعض الدجّالين بزعم أنّه يربطنا بالإمام المهديّ عليه السلام ؟!
نهاية المطلب، الانجرار وراء هذه الدعاوى هذا الانجرار باطل، وهذا الانجرار خطأ غير مرتبط أصلاً بقضيّة الإمام المهديّ عليه السلام ، هؤلاء أكّالون للسُّحت، نعم.. أكّالون للسحت يستأكلون بهذه الدعاوى أموال السذّج والبسطاء من الناس، بالنتيجة البسطاء والسذّج عليكم أن تتعلّموا فأنتم غير معذورين، لابُدّ أن تتعلّموا ولابُدّ أن تكون لكم دراية.
اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات، ويسّر أمورنا لما تحبّ وترضى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.