أنواع السجّاد اليدويّ الفاخر في متحف الكفيل ‏

30-12-2018
زاهر الخفاجي
أنواع السجّاد اليدويّ الفاخر في متحف الكفيل ‏
للنفائس والمخطوطات وكيفيّة صيانته وخزنه‏
‏ يضمّ متحفُ الكفيل للنفائس والمخطوطات أعداداً كبيرة من السجّاد اليدويّ الفاخر ‏بمختلف الأنواع والأحجام والقياسات، ويُعدّ من ‏أندر أنواع السجّاد على مستوى العالم ‏الذي وضع صنّاعه كلّ مهاراتهم وإبداعاتهم من أجل إظهاره بشكلٍ مميّز؛ لكونه ‏مُهدى لمرقد ‏أبي الفضل العبّاس عليه السلام، حيث يشكّل السجّاد الإيرانيّ نسبة ‏‏95% منه بالإضافة الى بعض السجّادالتركيّ والأفغاني، وجميعه ‏مخزونٌ ومصنّف ‏وفق أحدث آليّات الخزن المتّبعة.‏
‏ ولمعرفة تفاصيل أكثر عن السجّاد الموجود في المتحف بيّن رئيسُ القسم الأستاذ ‏صادق لازم قائلاً:‏
‏ "يُعتبر السجّاد الموجود في متحف الكفيل من أندر أنواع السجّاد، ويعود السبب وراء ‏ذلك؛ لأنّ أغلب صنّاع السجّاد اليدويّ هم من ‏الإيرانيّين، وهم شديدو التعلّق بقمر ‏العشيرة أبي الفضل العبّاس عليه السلام، لذلك فإنّهم عندما يصنعون السجّاد يبذلون ‏قصارى ‏جهدهم ويضعون كلّ مهاراتهم وإبداعاتهم من أجل إظهاره بشكلٍ مميّز؛ ‏لكونه مُهدى للمرقد الطاهر، وفي نفس الوقت لا يكرّرون ‏صناعة نفس السجّاد، لذلك ‏يعتبر السجّاد الإيرانيّ من السجّاد النادر، هذا بالإضافة الى السجاد المُهدى أصلاً من ‏الزائرين الكرام ‏القاصدين مرقد صاحب الجود عليه السلام".‏
‏ وأضاف: "عندما استلمنا مخازن العتبة المقدّسة في عام (2007م) كانت هناك أعدادٌ ‏كبيرة من السجّاد اليدويّ، حيث عملنا على فرز ‏وتصنيف السجّاد مستعينين بالخبراء ‏العراقيّين في هذا المجال من أجل إكمال عمليّات الفرز والتوثيق والتصوير، ‏خصوصاً أنّ عددها ‏كان بالآلاف، ولعلّ أجود أنواع السجّاد الموجود هو الكاشان، ‏بالإضافة الى الأنواع الأخرى مثل: (كرمان، مشهد، ملايير، تبريز، قم، ‏بيجار، ‏خراسان، بخارى، انكلاس) وغيرها الكثير، حيث يشكّل السجّاد الإيراني نسبة 95% ‏ممّا موجود في المتحف بالإضافة الى ‏السجّاد التركيّ والأفغاني".‏
‏ مبيّناً: "بالنسبة لعرض السجّاد اليدويّ في قاعة المتحف يكون قليلاً باعتبار أنّ المكان ‏صغير قياساً مع الأعداد الموجودة لدينا التي ‏تصل الى أكثر من ألف سجادة، حيث ‏تُعرض السجّادة بعد أن تثبّت على قماش الكتّان وتؤطّر بقماش آخر حسب اللّون ‏المناسب، ‏وتُعرض بالطريقة المائلة حتّى لا يؤثّر ثقل السجّادة على نسيجها، وتكون ‏الإضاءة قليلة نسبيّاً حتّى لا تؤثّر على الألوان ممّا يوفّر ‏أجواء مناسبة للحفاظ عليها".‏
‏ وتابع قائلاً: "أمّا عمليّة الخزن للسجّاد فتتمّ من خلال قاعدة بيانات كاملة مثبّتة في ‏برنامجٍ تمّ إعداده من قبل كوادر المخزن، حيث تمّ ‏تزويد كلّ سجّادة برمزٍ خاص ‏يُدعى (الباركورد)، بالإضافة الى التوثيق اليدويّ حيث عملنا على خزن السجّاد ‏باستخدام أحدث طرق ‏الخزن التي يُطلق عليها طريقة (الجكليتة) بعد أن أخذ أحد ‏المتطوّعين للعمل معنا في المتحف دورةً في اليابان، باعتبار أنّ هذه ‏الطريقة تتناسب ‏مع الأجواء الموجودة لدينا، حيث تكون الطريقة بلفّ السجّادة على أنبوب بعد تغليفه ‏بطبقة من السيلفون والنايلون، ‏ليتمّ بعدها تغليف السجّادة بقماش الكتّان مع توفير ‏أجواء الحرارة والرطوبة الملائمة وفتح السجّادة كلّ ستّة أشهر للتهوية والفحص، ‏‏بالإضافة الى استخدام بعض الموادّ الطبيعيّة الطاردة للحشرات والقوارض".‏
‏ أمّا ما يخصّ صيانة وترميم السجّاد فبيّن الأستاذ صادق قائلاً:‏
‏ "نستطيع أن نقول الآن أنّ لدينا كوادرَ متخصّصة ومحترفة لترميم السجّاد على ‏مستوى العراق بعد إدخال منتسبي المتحف في عدّة ‏دورات مكثّفة، وأصبح لدينا ‏تعاون مع المتحف العراقي من خلال إدخال منتسبيه في دورات بإشراف كوادرنا، ‏بالإضافة الى ترميم ‏وصيانة سجّاده، حيث تكون صيانة السجّاد حسب عمر السجّادة، ‏فإذا كان عمر السجّادة أقلّ من مائة عام يُمكن ترميم الضرر الموجود ‏فيها.‏
‏ أمّا إذا كانت السجّادة قديمة جدّاً ولا تتحمّل الترميم، فنقوم بتثبيت قطعة قماش على ‏ظهر السجّادة من أجل المحافظة عليها ومنع تزايد ‏الجزء المتضرّر منها، أمّا كيفيّة ‏تقييم السجّادة ومعرفة مدى جودتها، فتتمّ من خلال نوع المادّة المستخدمة: كالحرير ‏والصوف وعدد ‏العقد الموجودة فيها، فكلّما زاد عددُ العقد تكون السجّادة أفضل وأكثر ‏دقّة وأيضاً ما يخصّ الألوان بالنسبة للسجّادة، فهناك ألوان ‏طبيعيّة وأخرى كيميائيّة".‏