المَرجِعِيَّةُ الدِّينِيَّةُ العُليَا تُؤَكِّدُ عَلَى ضَرُورَةِ الاهتِمَامِ بِشَرِيحَةِ الشَّبَابِ
30-12-2018
شبكة الكفيل العالمية
المَرجِعِيَّةُ الدِّينِيَّةُ العُليَا تُؤَكِّدُ عَلَى ضَرُورَةِ الاهتِمَامِ بِشَرِيحَةِ الشَّبَابِ، مُبَيِّنَةً أَنَّ الشَّبَابَ الّذِينَ يَتَرَبَّونَ عَلَى مَحَبَّةِ أَوطَانِهِم سَتَجِدُهُم يَندَفِعُونَ اِلَى السَّوَاتِرِ بِمُجَرَّدِ إِشَارَةٍ كَمَا فَعَلُوْا.. أكّدت المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا على لسان وكيلها سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (1شعبان 1438هـ) الموافق لـ(28نيسان 2017م) التي أُقيمت في الصحن الحسينيّ الشريف بإمامته، على ضرورة الاهتمام بشريحة الشباب، وتوفير الرّعاية والدّعم لهم؛ لأنّهم ثروةُ البلد. مبيّنةً أنّ المجتمع الذي لا يحرص على تعليم الشباب هو مجتمعٌ متأخّر، والمجتمع الذي يحرص على تعليم الشباب هو مجتمعٌ متنوّر متحضّر، كما أكّدت المرجعيّةُ الدينيّة على ضرورة أن تكون هناك برامج لمؤسّسات اجتماعية ولجهات نافذة يُمكن أن تتكفّل بذلك وتهتمّ بالشباب، فالشبابُ الذين يتربّون على محبّة أوطانهم ستجدهم يندفعون الى السواتر بمجرّد إشارة كما فعلوا، حيث بيّن سماحته في الخطبة قائلاً:
إخوتي أخواتي أعرض بخدمتكم الأمر التالي:
في البداية، حديثُنا هو حديثٌ اجتماعيّ، ففي كلّ مجتمعٍ هناك فئاتٌ عمريّة تتحدّد بحسب ظروف ذلك المجتمع، فكلّ مجتمع فيه أطفال وفيه شباب وفيه كهول وفيه شيوخ، ومقابل هذا أيضاً من النساء فهناك ذكور وإناث، لا شكّ أنّ هناك تعاضداً بين أبناء المجتمع الواحد في أن ينسجوا لأنفسهم أنظمة اجتماعيّة تحدّد طبيعة العلاقة فيما بينهم، مع أنّ أغلب المجتمعات بل كلّ المجتمعات الآن تقع تحت دول، بمعنى أنّ هناك دولةً تحكم المجتمع هذا أو المجتمع ذاك، كلامنا الآن ليس ناظراً الى علاقة الدولة مع المجتمع، وإنّما سنتحدّث بموضوع اجتماعيّ، قد نذكر فيه مسؤوليّة الدّولة بما هي دولة وليس بمفهوم النظام السياسيّ إزاء المجتمع، وأيضاً أيّ مجتمع فيه ثروات قد تكون ثروات طبيعيّة أو ثروات بشريّة مثل العلماء والمفكّرين، لكن هناك قاسمٌ مشترك أنّ فئة الشباب تعتبر من الثروات المهمّة في البلد - أيّ بلد -، وتعتبر من العلامات الصحّية عندما نفرز الفئات العمريّة ونرى أنّ فئة الشباب هي الفئة الأكثر.
أوّلاً: أحبّ أن أبيّن أنّ المجتمع هو المسؤول عن توفير الأجواء المناسبة لطاقة هؤلاء الشباب، وسنأتي بعد ذلك الى الطاقة، فالمجتمع الذي لا يحرص على تعليم الشباب هو مجتمعٌ متأخّر والمجتمع الذي يحرص على تعليم الشباب هو مجتمعٌ متنوّر متحضّر، لأنّ الشابّ هو طاقةُ المستقبل والشابّ هو ذخيرةُ المستقبل، فلابدّ أن تتوفّر جميع الإمكانات لتهيئة تعليم الشابّ، وعندما أقول جميع الإمكانات نأتي كدولة - لا كنظام سياسيّ - كدولة معنيّة بذلك، وكأُسر معنيّة بذلك وكعشيرة معنيّة بذلك، فمثلاً إذا شاهد زعيم قبيلة في مجلسه صباحاً حضور الشباب دائماً عليه أن يسأل، أنتم ألا تدرسون؟! لاحظوا الدور الذي سيقوم به زعيم القبيلة أو الأب عندما يرى أولاده في عمر معيّن أيضاً يسأل، لابدّ أن يكون هناك حرصٌ اجتماعيّ على الاستفادة من طاقة الشباب تعليميّاً، فلابدّ من توفير الأجواء المناسبة للشباب، أنا أتكلّم عن ثقافة اجتماعيّة.
ثانياً: أن يعيش الشابّ في جوّ يحبّبه الى بلده، وهذا غير مرتبط بالنقطة الأولى فالنقطة الأولى لها علاقة بالتعليم، أمّا الثانيةُ لا.. فهو قد يتعلّم، لكنّه لا يحبّ بلده، فيجب أن يعيش الشابّ في جوٍّ يُحبّب اليه البلد وأن يشعر أنّ هناك استحقاقاً حقيقيّاً منه الى بلده.
الشابّ اليوم هو في عمر الورد، وغداً سيكون له قرار في إدارة المجتمع، فإذا لم تُحسَنْ تربيتُه من الصغر، لا يُمكن أن ينتج لنا شيئاً نافعاً في الكبر، ولذلك هذه المحبّة أيضاً لابدّ أن تكون ضمن ثقافة اجتماعيّة، وهناك برامج -أنا أتحدّث عن كلّيات- وهناك برامج يُمكن لمؤسّسات اجتماعيّة ولجهات نافذة أن تتكفّل بذلك، فالشباب الذين يتربّون على محبّة أوطانهم، ستجدهم يندفعون الى السواتر بمجرّد إشارةٍ كما فعلوا، وبالنتيجة سيحمي البلاد وسيحمي العباد؛ لأنّه تربّى على شيء مقدّس وهو وطنه.
الإمام الكاظم عليه السلام يوصي أحد أولاده يقول: (وإيّاك والضجر والكسل، فإنّهما يمنعان حظّك من الدنيا والآخرة)، الشابّ تجده كسولاً، تجده يضجر، لا يعرف ماذا يريد، هذا خطأ.. أيّها الشابّ أنت تتحمّل مسؤوليّة، الآن أنت في قمّة عطائك، فلا تعبث بوقتك فيما لا طائل له، لا تعبث بوقتك في شيء ستندم عليه لاحقاً، بل عليك أن تستخدم هذا العقل في فورانه وتلقّيه للمعارف، وتستخدم أيضاً طاقتك البدنيّة في فورتها لما يخدمك ويخدم أسرتك ويخدم مجتمعك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ البلاد والعباد، وأن يتقبّل أعمالنا وأعمالكم ويتجاوز عن سيّئاتنا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين.