وفد من العتبتين المقدستين يحضر زفاف كوكبة جديدة من شهداء العز والكرامة
30-12-2018
سجاد الموسوي
وفد من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية
يحضر زفاف كوكبة جديدة من شهداء العز والكرامة
سفينة النجاة الواسعة والكبيرة، تتسع يوماً بعد يوم؛ لتقل ركباً جديداً من شهداء العقيدة الذين ساروا على خطى قائد السفينة، وربانها العظيم، وسيدهم سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام, فبذلوا الغالي والنفيس، وسطروا أروع صور البطولة والفداء في ربوع محافظاتنا التي طالتها أيادي المفسدين, ليعيدوا بسمة الحياة والأمل التي فقدت لولا سواعدهم الأبية.
تقدم مستمر ومتواصل وعلى كافة سواتر العز والفداء, وجاء هذا التقدم بعد أن قدم المقاتلون الأبطال أنفسهم فداء للدين والمقدسات, لنشهد زفّ كوكبة جديدة من الشهداء الأبطال في معارك (قادمون يا نينوى).
ومن أجل مواساة عوائل الشهداء وتقديم الهدايا العينية لهم، تقدم وفد كبير من العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية الى محافظة البصرة، وحضرت مجلس عزاء شهداء فرقة العباس عليه السلام القتالية وهم الشهيد قحطان دخيل الوائلي، والشهيد حيدر مسلم المالكي, ومن فرقة الإمام علي عليه السلام الشهيد البطل كرار نعمة الإمارة.
رئيس وفد العتبة العباسية المقدسة، ورئيس قسم الشؤون الدينية الشيخ صلاح الكربلائي(دام توفيقه) تحدث عن زيارة عوائل الشهداء فبيّن قائلاً:
تتواصل العتبة العباسية المقدسة بزيارة عوائل الشهداء السعداء، وتقديم الهدايا المادية والتبركية لهم ومنها راية أبي الفضل العباس عليه السلام, وهذه المرة توجهنا لزيارة مجالس الفاتحة التي أقيمت لأرواح شهداء فرقة العباس عليه السلام القتالية وفرقة الامام علي عليه السلام، ووفاء لهم لما ضحوا بدمائهم الطاهرة في سبيل حفظ أرض الوطن ومقدساته وتلبية لنداء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف.
وكانت الزيارة الأولى لنا الى الشهيد البطل المقدم قحطان الوائلي الذي ضرب أروع صور التضحية والفداء على الرغم من تعرضه الى جروح بليغة في المعارك السابقة، لكنه عاد الى أرض المعركة حتى ارتقى شهيدا في معارك تحرير ناحية بادوش ليلتحق بأخيه الشهيد.
وعندما شاهدت والدته جثمانه الطاهر فارقت روحها الطاهرة الحياة ملتحقة بروح ولدها، فتأثر سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) كثيراً بهذا الموضوع، وطلب منا أن نحضر بوفد كبير لزيارة مجلس الفاتحة الذي أُقيم على روحه الطاهرة، حيث رافقنا في هذه الزيارة وفد من الإخوة في العتبة الحسينية المقدسة.
وبعد ذلك توجه الوفد الى زيارة مجلس فاتحة الشهيد كرار نعمة الإمارة من فرقة الإمام علي عليه السلام التابعة للعتبة العلوية المقدسة، وشاهدنا كيف أن والد الشهيد استقبل راية قمر العشيرة عليه السلام بدموع غزيرة والاستبشار بأن ولده سيحشر معه عليه السلام.
وفي ختام جولتنا في محافظة البصرة، كانت الزيارة الى مجلس الفاتحة الذي أقامه الشيخ مسلم المالكي مسؤول فوج حبيب بن مظاهر عليه السلام على روح ولده الشهيد حيدر الذي تربى في صحن أبي الفضل العباس عليه السلام، وكان يأخذ الدروس الدينية.
وعندما انطلقت الفتوى المباركة، عقد العزم على المرابطة في جبهات القتال حتى استشهد (رحمه الله)، ونحن عندما نزور عوائل الشهداء نشعر بفخر وعز ونتشرف بأن نقبل أيادي ذوي الشهداء، وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه في حقهم، ولا يهمنا بعد المسافة حتى لو كانوا في آخر البقاع من أجل أن نواسي تلك العوائل وهذا واجبنا.. ونسأل الله تعالى أن يتقبل هذه القرابين ويحشرها مع سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام.
السيد حيدر الخطيب معاون مسؤول شعبة رعاية ذوي الشهداء والجرحى في العتبة الحسينية المقدسة بين قائلا:
قال تعالى: ((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)) تشرفنا في هذا اليوم باسم الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة شعبة رعاية ذوي الشهداء والجرحى بالحضور الى مجلس فاتحة الشهداء الذين مضوا الى جنان الخلد, وحضرنا لتقديم التعازي الى ذويه ووجدنا ترحاباً كبيراً من قبل أهالي المنطقة، وكلهم يقولون نحن فداء للوطن والمرجعية حتى تطهير آخر شبر من ارض وطننا الحبيب, ونحن مقصرون جدا مع الشهداء وخصوصا في قضاء المدينة الذين قدموا الكثير من الضحايا في سبيل المقدسات, ونحن بخدمة عوائل الشهداء دائما وابدا وذلك من توجيهات المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه).
مسؤول فوج حبيب بن مظاهر الأسدي في لواء العلقمي الشيخ مسلم المالكي والد الشهيد البطل حيدر حدثنا فقال:
ولدي حيدر لبى نداء المرجعية منذ بدا الفتوى المباركة وشارك في عدة معارك الى ان شارك في عمليات الموصل مع فرقة العباس عليه السلام القتالية، واستشهد دفاعاً عن ارض الوطن الحبيب ومقدساته في قرية بادوش, حيدر كان يرفض البقاء في السواتر الخلفية ودائما يريد التقدم للسواتر الأمامية, وكان كثير الاهتمام بالأمور الجهادية ومواصلة المقاتلين ومنهم الجرحى, وبالحقيقة أنا كلي فخر واعتزاز وسرور ورفعت معاناتي عندما جاءت العتبة العباسية المقدسة، وشاركتنا العزاء فلهم مني التحية والدعاء.
الشيخ أياد الشاوي معتمد المرجعية الدينية في قضاء المدينة:
قضاء المدينة المبارك بات اليوم تحت مسمى قضاء الشهداء؛ وذلك للتضحيات الجليلة التي قدمها ابناء القضاء من الشباب والشيوخ الذين زهدوا بالدنيا، وطلقوا ما فيها من اجل رفعة البلاد والعباد والمقدسات وتلبية لنداء المرجعية المباركة راعي الجهاد الاول السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف), فسلام على الشهداء وعلى الدماء الطاهرة التي سالت على جنبات وطننا الحبيب, ونحن نعاهد المرجعية المباركة على ان نبقى رهن اشارتها في كل المواقف.
لا ادري.. هل ماتت حزنا عليه ام فرحا باستشهاده، فهو قد بيّض وجهها أمام فاطمة الزهراء عليها السلام, فكانت كأمّ البنين عليها السلام التي بكت على الإمام الحسين عليه السلام وضحت بأولادها الأربعة, لكن هذه المرأة هي ماتت حين سمعت باستشهاد البطل قحطان دخيل داغر الوائلي, فحدثنا اخو الشهيد عبد الجبار دخيل داغر الوائلي فقال:
رفي بادئ الامر استشهد اخي الضابط في الجيش العراقي مهند دخيل داغر الوائلي في الرمادي وهو يذود عن حياض الوطن، ولم نكتفِ بذلك، بل استمر اخي قحطان بمواصلة القتال ضد الزمر الإرهابية الى ان استشهد هو ايضا في قرية بادوش مع فرقة العباس عليه السلام القتالية، وذلك من اجل العقيدة وفتوى المرجعية المباركة, وان في القلب سعادة كبيرة؛ لأن الشهيد كان يمنِّي النفس، ويدعو ربه دائماً، لينال هذا الوسام العظيم، وبالفعل تحقق له ما اراد.
وعندما سمعت زوجة ابي التي هي من تعبت في تربية قحطان مثلما رعت مولاتنا أم البنين عليها السلام مولانا الامام الحسين عليه السلام فارقت روحها الدنيا في نفس اليوم.. وأسال من الله تعالى أن يحشرها مع أمّ البنين عليها السلام, ونحن سائرون على طريق الشهادة، ولن نحيد أبداً الى أن يتم تحرير الوطن بأكمله.
محمد يونس بين لصدى الروضتين قائلاً:
بعد أن استشهد خالي قحطان (رحمه الله تعالى) أنا لا أريد أن يبقى مكانه خالياً وسأطلب الانضمام الى فرقة العباس عليه السلام القتالية لأقف وقفة الشهيد، وأدافع عن الأرض والعرض والمقدسات، وألبي فتوى المرجعية الدينية, وسنضحي بأنفسنا من أجل الإمام الحسين عليه السلام، وأتمنى أن أنال الشهادة لألتحق بالركب المبارك.
استقبل راية أبي الفضل العباس عليه السلام بدموع عينيه, نعمة الامارة والد الشهيد كرار:
ولدي الشهيد السعيد كان حريصاً على مداراتي، ويقوم بجميع واجباتي، وقبل أن يذهب آخر مرة ودعني، وقال لي: هذا آخر لقاء الى أن استشهد فداء للدين والوطن والمرجعية، وأنا سعيد جداً بقدوم العتبة العباسية المقدسة التي واستنا بالشهيد، وأسال من الله تعالى أن يوفقهم لكل خير.
المقاتل أحمد تعبان الامارة ابن عم الشهيد كرار نعمه الامارة:
في بداية الفتوى المباركة لبى نداء المرجعية، وانضم لفرقة العباس عليه السلام القتالية، وبعد ذلك انتقل الى فرقة الامام علي عليه السلام التابعة للعتبة العلوية المقدسة، وشارك معهم في معارك مكحول، والأنبار، والرمادي، والخالدية، وغيرها..., ومن ثم انتقل معهم الى الموصل وشارك في معركة منطقة ام المصايد, وتصدى لسيارة مفخخة وقام بتفجيرها بعيدا عن قاطعهم، وبعد ذلك بقليل نال شرف الشهادة.
وأنا كنت دائماً أقول له: النصر ثم النصر.. فيقول: انا اريد الشهادة.. وبالفعل تحقق له ما اراد, وانا حاليا في إجازة من أجل الشهيد، وسألتحق بأقرب فرصة لمواصلة تلبية النداء المقدس.