أُسُودٌ في سجلات التاريخ

30-12-2018
عروبة قحطان حسن الخفاجي
أُسُودٌ في سجلات التاريخ

‏ انطلاقاً من المقولة القائلة: "لكل حادثة حديث ولكل مقام مقال" ها هي كلماتي ارتأت ‏أن تخطها الأقلام على الأوراق، ‏لتذهب ولتهدي قارئها الى حيث يريد إن كان يعلم أو ‏لا يعلم، ولم اتصور أحداً في الكون كله أو العالم أجمع إذا مرت على ‏اسماعه هذه ‏الكلمات لا يعرفها الى من تكون، وها هي الكلمات تقول: ‏
‏ السلام على الليوث الشجعان، السلام على من عزموا على ايصال شعبهم الى سلك ‏الأمان، السلام على من حملوا راية ‏الهدى وهم في حرس الرحمن، السلام على من ‏ساروا بخطاهم متحدين العواصف، متجهين نحو الامام، السلام عليكم وانتم ‏اينما ‏حللتم تزرعون البهجة، والسلام السلام عليكم وانتم تلبون دعوة المرجع الهمام، وبذلتم ‏ازكى الدماء الطاهرات، وتركتم ‏خلفكم عوائلكم وأطفالكم، وكان لا يهمكم هذا؛ لأنكم ‏بطريق الحسين عليه السلام سائرون، وسرتم حاملين راية الوفاء ‏اخلاصاً لأبي ‏الفضل العباس عليه السلام.‏
‏ وكان فراق كل شهيد فيكم صعباً على اهله وذويه، وحقا أن فراق كل احد فيكم ‏يصعب علينا، ولو اذرفت العيون كل ‏دموعها، إلا انها لا تفي قطرة من دم كل شهيد.. ‏
‏ أيها الحشد المقدس.. وما أشرف اسم ملكتموه، وكان هذا وسام شرف خط في أعناقكم ‏كما خطت القلادة في جيد الفتاة، ‏ونحن نتألم لفراق كل شهيد منكم، وكان هو في عمر ‏الشباب ولم يتزوج او شهيد، ترك خلفه ايتاما وامرأة صعب عليها كفالة ‏الأيتام، لكننا ‏بنفس الوقت نفتخر بكم لأنكم فعلا رجال لا تملك الشعوب مثلكم، رغم انها في اعلى ‏درجات العز والرفاهية، ‏لكنها لا تملك امثالكم أسودا لا يهمهم الظلام، وكذلك الفخر ‏بكل شهيد فيكم؛ لأنه مع الحسين وأصحابه (عليهم افضل الصلاة ‏والسلام).‏
‏ وهل هنالك أشرف وأعظم من هذه المنزلة العظيمة، فليسمع العالم كله وليسمع كل ‏من تكلم عن حشدنا بسوء، وليروا ماذا ‏انجبت اللبوات (النساء العراقيات) من أسود ‏اذا زأروا صال صوتهم في الميدان، ليقرعوا بأسماع الدواعش: اننا قادمون ‏الويل لكم ‏ايها الإرهابيون الانجاس، فتهتز عروشهم فيموت من رعبهم، فأين هم وأين بطولاتهم ‏وهم من زئير الأسود ‏ماتوا، وكيف بهم وهم يرون الأسود وجها لوجه، فهل تبقى اليهم ‏باقية انهم في نار جهنم خالدين فيها ابداً.‏
انظروا ايها العالم، ماذا خطت الاقلام عن اسودنا ودونت بطولاتهم في سجلات ‏التاريخ، فيا له من تاريخ مشرف دوّن اليهم ‏وسجل جميع انتصاراتهم، وسيبقى هذا ‏التاريخ مدرسة للأجيال عنوانه (مدرسة الشجعان)، فاليوم باقون وسنبقى نرفع ‏راية ‏الحسين عليه السلام اينما حللنا، ولن تذهب دماء اسودنا سدى، فالتاريخ خلدها ‏والقلوب احبتها، والأرض تقدست بها ‏والفخر والعز يتكلم بها، وهو شعارنا هذا إما ‏النصر او الشهادة، وكما قال مولاي أبو عبد الله الحسين عليه السلام: (ألا ‏وإن ‏الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة فهيهات منا الذلة)، فهذا هو ‏طريقنا وسنبقى به سائرين، وسنبقى ‏نفتخر بأبطالنا على مر الاعوام والسنين، فلهم منا ‏تحية عز وإجلال وإكرام، وهم في سوح القتال، فقلوبنا معهم، ودعاؤنا ‏اليهم ودموعنا ‏باكية لكل شهيد فيهم.‏
‏ والخزي والعار لكل من تكلم بالسوء عنهم، ولا يهمنا كل حاقد علينا؛ لأننا فائزون ‏نصركم الله ايها الأبطال، وأعطاكم الأجر ‏والثواب، وحشر الشهداء الأبرار مع ‏الزهراء عليها السلام وأولادها الميامين الأبرار عليهم السلام.‏